رجل يحمل أمرأه

في قديم الزمان كان هناك راهب بوذي أسمه أي هيسو ، كان عائدا ً في أحد الأيام  إلى المعبد وكان يرافقه طالبه الصغير و في طريق عودتهم المحاذي للنهر وجدوا فتاة تبكي ع جانب النهر ، توقف عندها آي هيسو متسائلاً ” ما سبب بكاءها  ؟ ، لربما أستطيع مساعدتك ” قالها أي هيسو  ،  فقالت له الفتاه أني أريد زيارة جدي المريض في الضفه الاخرى من النهر ولا أستطيع الوصول له ،الجسر القريب قد أنكسر اليوم ومنسوب المياه مرتفع وأنا لا أستطيع السباحه للإسف، هل هناك جسر قريب من هنا ؟ قالتها الفتاه وهي تريد بقوه للوصول إلى جدها ، قال لها الراهب أي هيسو وهو يبحث عن حلول لها :- إن الجسر الآخر يبعد كثيراً من هنا ولكن لا تقلقي سوف أحملك ع ظهري حتى أوصلك إلى ضفة النهر الأخرى وتستطيعين رؤية جدك بسلام . قام الراهب بحمل الفتاة ع ظهره وسار بها حتى قطع النهر و أنزلها إلى الضفه الأخرى من النهر ، بعد ذلك قام بتوديعها وتمني الصحه والعافيه لجدها المريض ، وقفل عائداً إلى طالبه الذي كان ينتظره في الضفه الأخرى . بمراقبه وأهتمام كان ينظر الطالب لمعلمه الراهب وهو غير مرتاح لهذا الوضع الذي يراه وهو يسأل نفسه ،” كراهب ألا يجب علينا عدم ملامسة النساء ؟ وكيف يجرؤ بفعلها معلمي الراهب  ؟ أليس السيد بوذا يعلمنا أن نجعل مسافه بيننا وبين النساء ؟ ”   هكذا كان يحدث الراهب الصغير نفسه منذ حدوث الواقعه وحتى عدة أشهر وهو يفكر بالأمر حتى لم يحتمل الطالب كل هذا الحديث مع النفس . فقال الطالب لمعلمه الراهب :- ” يا أيها المعلم ، لماذا حملت الفتاة وقطعت بها النهر ؟ وأنت تعلم أنه محرم علينا فعل ذلك ! ”  وكاد أن يستمر في ألقاء خطبه مطوله على مسامع معلمه حتى أوقفه معلمه وقال له :- ” الا زلت تحمل هذا الشيء ع ظهرك كل هذه الأشهر الماضيه ؟  فأنا وضعتها منذ أن عبرت النهر ” ،  أعتقد أنك الآن متعب و مرهق وأنت كنت تحمل هذا الشيء ع ظهرك  طوال هذه الاشهر الماضيه ! ” .

أنتهت القصه

تعليقي:-

ماتحمله خلال حياتك سوف يؤلم ظهرك ويتعبها ! ، أسقط همومك وتفكيرك عن الأخرين ولماذا فعلوا هذا وذاك ! الأيه :- قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً (72) سورة الكهف ، دع الهموم تنساب عنك ولا تلتفت للماضي الذي يرهق حمل ظهرك.

* هناك الكثير والكثير من الأمثله الحياتيه التي تنطبق تماماً ع هذه القصه الجميله .

* القصه مستقاه من الأدب الصيني القديم