ما حدث يوم الجمعه الماضيه في القديح ، هو مآساه في حق الانسانيه قبل أن تكون مآساة رمزيه دينيه ، بسبب التفجير في حسينيه ومكان عباده ، فالوقت جمعه والكل منشغلون في هذا البلد المطمئن ” بفضل الله وحمده ” بالذهاب إلى المساجد لأداء الصلاه والاجتماع ، لا للفرقه والتمذهب ، الصلاة جامعه ! ، هكذا يردد أئمة المساجد و هذا ما لم يسمعه فئة من الذي أحزن على حالهم وما وصلوا له من مستوى فكري أنحدر بشكل قوي خلال العشر سنوات الماضيه ، ما حدث اليوم ليس جديداً ، وللناظر البعيد كان متوقعاً ، فالأوضاع على آشدها و المنطقه برمتها تغلي على صفيح ساخن ! ، الآمر يحتاج إلى تحاور صريح والجلوس على مائدة واحده ، تبيان للافكار والأخطار ، مكاشفه وطمئنة ، بلا مواربة أو تخويف .

على مر التاريخ كان سقوط كثير من الدول وأختلال الأمن فيها هو بسبب أحتدام الخلافات المذهبيه في الدوله ، ماحدث في روسيا أو حتى القسطنينيه أو بغداد هي أمثله حيه على  خطر الأختلاف المذهبي في الأديان ، ومن يريد إشعالها له أهداف يقصد بها سقوط النظام بإخلاله حتى تتحقق ، الحصول على قوى وتصدير الأفكار والسيطره بشكل أكبر على الأتباع ، فهذا لا يريد الحرية أبدا ً للفرد في المجتمع ، بل يريد وضع يده ليسيطر على شيْ لا يملكه ، كمواطن بسيط أحلم في مجتمع يؤدي فيه احلامه الحياتيه البسيطه ويبحر في العلوم دون تجريم ، الفلك والكيمياء والطب دون تحريم أو تكفير ، تحصل بالتساوي بين أفراده على حقوقك كافه ، الراتب والدرجه المستحقه والعمل حق مكفول للجميع ، المستشفيات والتعليم لا تحيز ولا إجحاف ، كل يأخذ حقه في شؤون حياته كفرد ، الذي فجر نفسه أباه في السجن ويقول الدوله ظلمتنا وكافره ، والمفجّر فيهم يرفعون لافتات تدعو إلى رفع الظلم عنهم ، أكبر طائفتين في المجتمع السعودي تقول نحن ظلمنا ؟ و الدوله لم تكل جهداً في سد الفجوات والتقارب والمداراة وتلبية المطالب الأساسيه كالسكن والبطاله ، هل من الممكن والإحتمال بإننا ظلمنا مؤسسات الدوله ؟ أو ظلمنا مجتمعنا الذي نحن حقيقة نكونه ؟ ولماذا نجتر النزعات ؟ تساؤلات تليها هذه الآيه الكريمه :- (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ))[الرعد:11] ، لا في حكوماتهم ! ، التغيير والضبط يجب أن يحدث من كل فرد فينا ، لا ننتظر أعلاماً يأخذ دوراً جعلناه فارغاً ، التسليط الاعلامي الشعبي والحراك على المواقع الأجتماعيه تحت إطار التوحد لا للفرقه ، وتكون حمله قويه شعبيه تدحض كل محاولة للتفريق بيننا  !

رئيسي في العمل من الطائفة الشيعيه وتحديداً من القطيف وهو من عمل مقابلة معي وأختارني لكي أعمل في إدارته ، أسمي يزيد ومذهبي السني لم يمنعه من أختياري ، ولم يمنع نفسي أيضا ً من أعمل عنده وأحترمه وأقدره ، أعتقد مثال كهذا ينسف أي دعوى منتنة طائفيه تدعو إلى القتل والتفجير والإرهاب مع الآخر ، فالرغبه الإنسانيه موجوده والتسامح الديني يفرض علينا السلام فيما بيننا قبل أن ندعيه ونطلبه مع العالم ، كل خطابات المذاهب تدعو إلى السلام وأن الإسلام دين سلام ، بينما يصل النزاع إلى القتل والتفجير فيما بيننا ونرفع شعارات العداء الطائفي وتحليل قتل المسلم الآخر وإبادة الطرف الأخر من الوجود وعلى العكس من ذلك فنحن مع الدول الآخرى الغير مسلمه نرفع شعارات  السلميه والحفاظ على البشريه و نحن دعاة سلام ، هذا أزدواج لا بعده أزدواج ، مقالي يركز على توضيح التناقضات الغائبه عن أعيننا لنزيل غشاوة حمقاء جعلتنا لا نميز طريقنا الذي نحن نسير فيه ، ووجه الفرد البسيط الذي أمتعر غضباً وخوفاً وضعفاً نريد رسم الحلم والشجاعه والقوه عليه، لا أفكر في سلطه دينيه ، لا أفكر في سلطة سياسيه ، كل ما أريده تفكيري علمي وأماني وإيماني ، هذا مايريده أي فرد يعيش على هذه البسيطه ، بلا ترهات سلطات الدين والسياسه.