
الإكراه والإجبار وإيضاً الإلتزام اللاوعي بسياق فكري معين و محدد هي من أكبر مشكلاتنا الانسانيه ، لا عيب في أختيارك للنسق الفكري وقناعتك التامه لطالما كانت بسبب رؤيتك الخاصه فيه لكن أن لا يكون أختيارك للنسق بسبب الوسط الذي يشيع فيه ! هي ماتقتل أي حوار أو محاوله تفاهم محضه مبنيه على الافكار لا على التقليد ، كيف لا ؟ وثلة أفكاره الاساسيه التي يعتمد عليها ترتكز على قراءات مستقاه من محيطه ، لذلك تجده كالنسيج المتشابه لا ترى فيه فرقا ً واضحا ً عن باقي النسيج المكون للمجتمع ، كأنه مخلوق وحيد خليه تنقسم وتتكاثر ، هو بذاته الذكر وهو الأنثى ، كأنه لا يحتاج إلى تزاوج فكري مع الأخرين !
قلت في البدايه إن الإكراه والإجبار والإلتزام اللاوعي هي أكبر مشكلاتنا الأنسانيه وذلك لإن الغرب تطلع إليها ككابوس ويجب محاربته ، لذلك ألغوا القيود على الفكر منذ مرحلة الطفوله ، ويحاربونه في الإعلام ، منظمات كمراسلون بلا حدود أو مبادره ويكيليكس هي مبادرات لاقت رواجا ً شعبيا ً في الغرب لعلمهم بالأهمية البالغة للأمر وفظاعة الاخطار المحدقه إن تم التقييد على حرية الفكر مما يسبب التخلف الرجعي ، الافكار لا يجب أن تبقى في علبة صماء مغلقه ، العقل وإن كان في طبيعته الحسيه لا يُرى ، فطبيعته المعنويه يجب أن يَرى !
ختاما ً هناك قصه أعجبتني قالها لي أحد الأصدقاء في حوار جمعنا قبل عدة سنوات حول هذا الموضوع والفكرة بالتحديد ، يقول كانت هناك فتاه ترى والدتها تقطع ذيل السمكه وتقوم بعدها بوضع السمكه في المقلاه ، فسألت البنت أمها لم قطعتي الذيل ؟ قالت لا أعلم ولكني كنت أرى جدتك تفعل هذا ، وكانت جدتها لحسن حظها لا زالت على قيد الحياه فقامت بالذهاب لها وسؤالها عن السبب ، لم كنتي تقطعين ذيل السمكه يا جدتي ؟ هكذا سألتها ، قالت يا أبنتي السبب لإن المقلاه كانت صغيره ولاتكفي لحجم السمكه فأقوم بقطع ذيلها! لا عيب في السمكه بل العيب في المقلاه لذلك قطعتها ، فإختصاراً نستطيع أن نقول أن توارث الأفكار وتناقلها دون مرحلة البحث والوعي والسؤال هي أساس فشلنا الفكري بين الأمم !
Tagged: مفكر, نسق فكري, التفكير العربي, العرب, سبب التخلف