DSC05837

تتشكل أصغر أجزاء المادة من ذرات ، على سبيل المثال نأخذ مركب الماء مثلا ً يتكون من ذرتان هيدروجين وذرة أوكسجين وهذه من أبسط المركبات الكيميائيه كشكل ومفهوم في علم الكيمياء ، قس على هذا المثال جميع مكونات الحياه من صخور ورمال وحتى كوب الشاي ومقود السياره فكل شيء في الكون هو مركب من ذرات تشكل الى ما نراه فعلاً بأعيننا كتكلة كاملة تخدعنا ونظن أنها جزء واحد فقط ، لذلك أهتم العالم كثيراً بالذرة بإعتبارها أصغر أجزاء المكونة للمادة و محاولة حل اسرارها الدفينه مما إدى إلى التوصل إلى علم الذره و الذي كان طريقا ًمؤدياً ونافذاً إلى صناعة القنبله الذريه أو ما تسمى بالنوويه ! تلك القنبله التي غيرت من شكل التاريخ وأعادة كتابته منذ لحظة إلقاءه في هيروشيما ونيزاكي ، جعلت تلك الدول الجباره في وقتها مثل اليابان والمانيا وحتى الاتحاد السوفييتي ترضخ وتذعن أمام رغبات أمريكا وشروطها وذلك تحت خوف من القنابل الذريه !

لدي إيمان عميق بإن هذه القنابل الذريه لم تبق هي القوة الوحيده إلى هذا الوقت !

ليس بالمعنى الفيزيائي بل المعنوي و أنا كلي يقين بوجود قنابل حربيه أقوى منها بكثير في وقتنا الحاضر ، فعجلة العلم لم تتوقف منذ خمسين عاماً ، وهذا لا أشك فيه أبداً ، و لكن ما أقصده هنا هو التشكيل المعنوي للمحركات الدافعه القويه والخفيه للمجتمعات الدوليه و أي بمعنى أن الافكار و القضايا والاهتمامات العالميه تتشكل في أساسها ب  (ذ رات) وبشكل خفي لا نراه او نشعر به ونراها نحن ككتلة واحدة وهي في الحقيقه تتكون من ذرات يستطيع الواحد من خلالها التلاعب بها.

وسردي هنا بشكل مبسط هو يشابه على أقل تقدير لعنصر الماء ، وقد تتشكل من سلسله أفكار وهذا حسب حجم القضيه الفكريه وتعقيدها و مثال عليها كالبنزين مثلاً ست ذرات كربون وست مثلها هيدروجين .

فعملية صناعه قضيه سياسيه أو رغبه أجتماعيه أو توجيه وتغيير فكري لأي أمة تحولت الآن إلى صناعه معقده لا تقل عن صناعة قنبله نوويه ، فتفجير ذرات صغيره من الافكار لتولد طاقه تكون بإمكانها تدمير الأفكار الكبيره ، دمج الافكار المتسقه وترتيبها بشكل يكون مقبول عقليا وربما يكون بعمليه إجبار كيميائيه صناعيه يضطر معها ان تخلق وسطا ليتقبلها ! وهذا مايحدث تماماً بالنسبة للأفكار الأجتماعيه والسياسية والثقافيه والتي تؤثر على النسيج بما يتقبل ويناسب ما أريده منك في الفترة القادمة ، فمثلاً خلال الشهر الفائت قررت مراجعه الأفلام التي فاتتني بين عامي 2013 و 2014 ووجدتها مليئة وذائبة بها فكرة المثلية والتي قبل أشهر أقرت حقوقهم بشكل رسمي ، حيث لا ينقص من حقوقهم عن الأخرين أي شيء حقوقياً ، لا يهمني ما يحدث لديهم ، ولكن لفتني تذويب الأفكار في وسط الأفلام حتى ولو كان أكشن والقصه لا تحتمل وجود فكرة المثلية و لربما تشعر بالاهتزاز وعدم فهم الأرتباط إن رأيت مشاهد المثليه في وسط هذه الأفلام ، بالنسبة لي وبعد خروج القرار أتضح لي سبب وجود مثل هذه اللقطات وظهورها اللافت و الغير المبرر فيها ..

هذه الطريقة وعبر الأعلام أزرع فكرة التقبل بالمجتمع عبر تجسيد مواقف تؤيد المثليه وتبدأ تصويرها بإنها شيء طبيعي ، وكأنك أنت الذي تعيش في كوكب أخر ولا تعلم بالذي يحدث تماما ً ، هذا السياق التعبوي والذي يملأ فضاء الأعلام ويمهد للأفكار من كونها مرفوضه وغير مقبوله إلى رائجة ومحمودة ، وقِس عليها الكثير من خلال ما أسميه حرب الذرة عبر الأفكار ، تتسلل إليك بدون ان تشعر وربما تفقدك قيمك وذاتك ومشاعرك !