قوة الكوابيس

غلاف فلم قوة الكوابيس

السياسيون لم يتمكنوا من تحقيق أحلام الناس فقاموا بدلاً منه ، بتخويفهم من الكوابيس ! ، هكذا يبدأ نظرته المخرج والمنتج الأنجليزي آدم كيرتز في ثلاثيته الوثائقيه التي عرضت على قناة BBC الثانيه في عام 2004 ، وذلك قليلاً بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر ، ليبحر في عباب التاريخ عائداً خمسون عاماً ليرى سير نمط الأفكار التي ولدت الوضع السياسي الظاهر المحتقن في القطبين الإسلامي و الرأس مالي ، ببساطه يقول أن سبب الخوف هو ما جعل هذا التصادم يحدث بينهما ، دفع الشعوب بالاحساس بالخطر الدائم هو المحرك الخفي الذي يعمل السياسيون عليه حتى يلتجئوا إليهم ويحمونهم من الاخطار .. بدلا من تحقيق احلامهم ! ، تبادر إلى ذهني ذلك الإعلان القديم حيث يبدأ بصرخات الطفل وهو ينادي أنقذني يا حليب السعوديه ! ، وهو ذاته المشهد المتكرر في الأفلام الأمريكيه ، سوبرمان ، باتمان ، سبايدرمان ، ولكن بنفس الأسلوب و بشكل سافر قام السياسيين الأمريكيين بأستغلال نفوذهم بإختلاق جو من الخطر محيق بالشعب الأمريكي من ما يجعله يركض هارباً إلى صناديق الأقتراع حتى يقوم بترشيحهم ،هكذا هي اللعبه السياسيه باختصار التي حدثت خلال تلك الفترة وذلك على أيدي مايسمون بالمحافظون الجدد ..

يبدأ الفلم بالحديث عن السيد قطب ، ويقول انه اتى لامريكا مبتعثاً ليقيم التجربه الامريكيه في التعليم وينقلها الى مصر ، لكن قطب لم تعجبه الافكار الفرديه الامريكيه الخادعه التي يصورها المجتمع الامريكي عن نفسه ويرى انها خاطئه ( وقد أقتنع آدم بالفكرة ذاتها و أخرج فلماً يتحدث عن الفردية الرأس ماليه وأسمه The Century of the Self )  و بالنقيض منه كان هناك ويلفي شتراوس وهو بروفسور يهودي .. وهو يرى العداء في الشرق ومحور الشيطان الذي تأثر به المحافظون الجدد .. امثال بوش ورامسفيلد ، طبعاً يشرح فكرته بقول أن السيد قطب في الحقيقه هو اساس العنف الاسلامي حيث عن طريق عباءة الاخوان والسيد قطب تخرج الظواهري الذي كان مرشد ومعلم ومفتي اسامة بن لادن .. لذلك خرجت القاعدة من رحم افكار قطب ع حسب رأي آدم، و كذلك ما يحدث في الرأس ماليه كان ويلفي شتراوس هو نقطة الشرارة التي ألتزم المحافظون بإتباعها .. ( وكما هو معروف فإن القاعدة اخرجت داعش من رحمها عندما انفصلت عنها الثانيه عنها )

لذلك يتحدث الفلم بشكل كامل عن اساس الافكار وتطورها الاسلامي والغربي ليضعها في محورين متقابلين لتتضح الصورة بشكل كامل ، طبعا يتحدث أن الاعلام كانت أداة أو كعصا موسى لاستخدامها ويستفيد منها السياسيين في تصوير الكوابيس ورسم خيالات لها للوصول الى الكراسي وذلك بتلفيق إدعاءات لا تبنى على أي أساس من الصحه ، و من حيث أفكار قطب كان يقول أن أهم أسباب تطورها إلى شكلها الحالي أن أفكارهم وجدت تصادم مع الحكومات العربيه وادى بحامليها إلى السجن و التعذيب مما إدى إلى جعل فكرة العنف و التكفير هي ردة فعل طبيعيه لما حدث لهم ..

فعلى سبيل المثال يقول آدم أن العسكر في مصر قاموا بإستخدام الأخوان كذريعه بسبب فشلهم في حرب سيناء أيام جمال عبدالناصر ، و صوروهم بإنهم العدو الداخلي ليتم إشغال العامة عن أسباب فشلهم السياسي وعدم تحقيقهم لأحلامهم بالنصر ضد أسرائيل ، ويستعرض لقطات من فيلم وراء الشمس الذي أنتج أيام السادات ويحكي عن فترة التعذيب الذي حصلت في أيام عبدالناصر لكل المعارضين له ، تعرج السلسلة إلى كثير من الأحداث ويناقش أسباب التحول الدراماتيكي والذي كانت بوجهة نظره كانت هي حرب أفغانستان ضد السوفييت وليست أحداث سبتمبر ..

بشكل عام يتحدث عن صناعة كابوس لينشغل العامة فيه ويصل الساسة الى مبتغاهم .. يتحدث عن البربوغاندا اللي لعبت دور كبير في ايهام الناس بالعراق وافغانستان في الاعلام الامريكي وجعلت دافعي الضرائب الأمريكيين يقتنعون بذلك الكابوس ..

قمت بالبحث عن السلسله مترجمةبالعربية ولم أجدها في 
الشبكة العنكبوتيه ، مما جعلني أقوم بإعادة رفعها
 و إلصاق الترجمه بها ليسهل المشاهده أون لاين ،
مشاهده ممتعه

الجزء الأول

الجزء الثاني

الجزء الثالث