إلى صديقي الزكام سابقاً ( قصة علاجي منه )

كانت علب المناديل ذات المئتان هي رفيقتي في حلي و ترحالي ، كنت أول ما أحرص عليه عند دخولي لأي غرفة أن أكون قريباً من علبة المناديل ، فهي ما أحتاج لها طوال وقتي ، كانت جيوب ملابسي عند عودتي للبيت مليئة بالمناديل ، هذه قصة علاقتي السابقة مع المناديل و الحمدلله أصبح بيننا طلاق عاطفي !

عانيت لمدة تتجاوز العشرون عاماً من الزكام ، حيث لو يمر شهر دون أن أصاب بالزكام تكون معجزه ويبدأ التساؤل لماذا لم يزرني منذ أسابيع ؟ أصبحت بيننا علاقة طويله جعلتني من الممكن أن أستنكر لماذا غاب عني ؟

رغم مروري على الكثير من الإطباء لم أجد الجواب و العلاج الشافي لحالتي حتى أزدادت حالتي يوماً سوءاً حتى أصبح أنفي ينزف دماً بعد زكام أستمر أكثر من شهرين متواصلين ، أصيب أنفي بالارهاق و التعب فأصبح لا طاقة له ، وبدأ ينزف ، قمت بغسله و الذهاب الى مستشفى التخصصي و التوجه إلى أمهر الأطباء في البلدة ، بعد أن فحصني قال لي أنت لديك ميلان في الإنف وتحديداً في الحجاب الحاجز ، أستغربت حديثه الذي لأول مره أسمعه منذ أكثر من عشرون عاماً ، قام بالشرح وبعدها بدأت بالاقتناع ، أجريت العملية والتي أستغرقت عدة ساعات وخرجت اليوم التالي من المستشفى ، وكانت نتائجها جيدة ، حيث أصبح الزكام يصيبني في كل ثلاث أشهر بدلاً من كل شهر ، وهذا يعتبر أنجاز مذهل مقارنة بالسابق ..

أستمرت هذا الحالة معي مع الزكام حتى كنت أستمع لحديث أحد الاطباء في الراديو و قال معلومه غريبه ، يجب على كل شخص أن يقوم بتنظيف أنفه بالماء بشكل جيد ، و أن يكون الإستنشاق عميقاً وليس سطحياً ، و أن يحاول ان يقوم بالزفير بقوه ، ظللت أفكر و أنا أقود السيارة ، وكنت متأكداً ان أستنشاقي في الوضوء ليس كما هو مطلوب ، بدأت بعدها بمحاولة الإستنشاق الماء بقوة ، كانت في البداية متعبه حتى أصبحت معتاداً عليها ، كان الأمر منطقي ، هناك الكثير من الأتربه العالقة في الإنف وتراكمها يصيب أنفي بالهيجان ، فكان هذا الحل الثاني بعد ان قمت بعملية الحجاب الحاجز ، فأصبحت أصاب بالزكام في فترات متقطعه فكان الإستنشاق يخفف إصابتي بالزكام و خصوصاً في السفر ..

في عام 2014 كتبت تدوينة عن لندن ، عاصمة العالم حيث كنت في زيارة سياحية لها و أثناء الرحلة بدأت أشعر بالزكام في بدايته فأسرعت متوجهاً لصيدلية بوتس البريطانية ، أستقبلني أحد الصيادلة العاملين فيها و طلبت منها دواء معين للزكام ، فقال لي لماذا تحتاج أصلاً لدواء الزكام ؟ فأنت مصاب بالحساسية يجب عليك أن تأخذ دواء الحساسية و أسمه لوراتادين ، كنت وقتها متعجباً وطلبت منه الإيضاح ، فقال لي أن سيلان الأنف سببه دائماً هو وجود حساسية معاك ، قلت له لم يقل أحداً أبداً معك حساسية ، ضحك و قال لا أحد يعرف لإن هذا ما يجب أن تعرفه أنت عن نفسك ، أخذت الدواء منه ولم أكن مقتنعاً تماماً حينها ولكن قلت في نفسي لا ضير من التجربة ، كانت الجرعه حبة صغيره كل يوم و في نفس الوقت ، و أستمريت عليها لمدة يومين فقط و بعد ذلك كان الزكام قد ذهب ، كان بمثابة الدواء السحري و الأكتشاف المفاجئ الذي لم أعلم عنه من قبل حول نفسي ، فانا لدي حساسية وربما أغلب الناس لديهم حساسية بدرجات مختلفة ، فأصبح هذا العلاج بشكل مستمر معي في شنطة السفر ، ففهمت السبب أن أوقات معينة في العام قد ينتشر لقاح الزهور والنباتات في الاجواء فيبدأ أنفي بالتحسس و من ثم يبدأ الزكام ، وربما كان الغبار ، و الاسباب كثيرة ، و لكن الأهم ان جسدي بعد دواء الحساسية يكون أقوى ، و أجد ان  لوراتادين يعالج المسببات المهيجة للأنف على عكس العلاجات المنتشره في ثقافتنا التي تقول يجب أن تأخذ علاجاً يقوم بتجفيف الأنف ، ويكتفي بذلك دون علاج المسببات المهيجة لها ..

بعد ذلك أصبح أحياناً أصاب بالتهاب الحلق ووجدت أن حبوب Vicks و التي توضع في الفم هي أفضل بكثير من strepsils ، و أقوم عادة باكلها مع أول شعور بالالم الحلق ، فتذهب الحمدلله ولا تعود ..

أحببت أن أدون عن تجربتي مع الزكام حتى يستفيد من تجربتي الأخرين الذين يصابون مثلي ويفهمون ماهو سبب الزكام وكيف الوقاية منه ، بذلك أختصر عليهم مشوار طويل من المعاناة قد عايشته بنفسي و لا أرغب أحداً غيري أن يعيشه ..

علاجات الزكام و اعراضه التي ذكرتها سابقاً هي :

1- راجع الطبيب للتأكد من الحاجب الحاجز هل هو مائل أم لا ، فهو ضروري في علاج الزكام.

2- أحرص على الاستنشاق بالانف جيداً بالماء.

3- علاج Loratadine مفيد لمن يعانون من الحساسية ، وهو المسبب الرئيس للزكام لمعظم الناس.

4- حبوب فكس Vicks  و المنتشره بالصيدليات هي أكثر الأدوية المفيدة للعلاج من بدايات إلتهاب الحلق.

أمنياتي للجميع بالشفاء التام و الإستفادة من تجربتي المريرة مع الزكام ، الحمدلله الذي أبعدني عنه ..