privacy-guy-fawkes

في عالم متحرك و متسارع ، قد أقول كل شيء أصبح فيه له ثمن مادي ، أسهل الخدمات و أبسطها لا تستطيع طلبها من صديق لك و قد تدفع لصاحب التاكسي حتى يوصلك لمكان ما ، هذا كمثال ، قد تستطيع إيجاد ملايين الأمثلة الحية أيها القارئ ، في عالم طغى عليه المادة بسبب تشريعات النظام الرأس المالي و المسيطر على العالم بلا هوادة و يزداد توسعاٌ ولكن رغم ذلك فأنك تستطيع أن تكتب أرائك وتدون وتنشر الصور و الفيديو و البودكاست بشكل مجاني ! ، مئات وربما ألاف من المواقع التي تريد أن تلتهم كل ما تكتب و تعرض عليك هذا بشكل مجاني ، ولو فكرنا قليلاً لوجدنا أن هناك عشرات من الاسباب التي تدفعهم للاتجاه المجاني ولربما قاموا بمحاولة جعل شبكة الانترنت بحد ذاتها مجانيه لكل الناس ، وبالمناسبة فإن هناك محاولات جاده حول هذا الامر في أفريقيا والهند بقيادة فيسبوك و جوجل ، فقيمة معلومات البشر وما يدونونه لا تقدر بثمن ، فالصور التي تضعها في الانستغرام مع تحديد الموقع وكتابة الوصف كلها معلومات ثمينه يستطيع الكثير الاستفادة منها ، للاعلان و التسويق وحتى للشؤون العسكريه و الاستخباراتيه ، يومك كامل بتفاصيله ، منذ أن تقوم وحتى وقت النوم ، كله يتم مشاركته عبر المواقع بشكل مجاني ، وبسبب الخوف من هذا الامر قامت الصين بإنشاء مواقع صينيه مخصصه للشعب الصيني بالرغم ان جوجل مجاني و فيسبوك أيضاً ،فهم لا يسمحون بهذه المواقع ان تعمل في الصين و بدلاً من ذلك فهم يوفرون البديل الذي يجعل محتويات المعلومات تحت أيديهم و لا يجعلون دولة مثل أمريكا وعبر موقع جوجل بالنفاذ للمعلومات الصينيه والتحكم بها ، فقيمة المعلومات كما قلت لا تقدر بثمن ، فالأمن القومي أهم مقدراته هي العلم ، وربما تنصدم أن الكثير من المعلومات لا تنشر على الشبكة العنكبوتيه بشكل مباشر ، حيث لا تستطيع الوصول لها الا عبر شبكات خاصة لمراكز البحث مثلاً أو شبكات خاصة لبعض الدول التي تستعملها لنقل المعلومات فيما بينهم دون إمكانية ظهورها على جوجل ، وهناك تقديرات تقول أن مجرد ما يظهر في محرك البحث هو أقل من 10 % من المعلومات و البقية تحتاج الى إذن للوصول عليها ، و بحكم أختصاصي أحتاج للدخول لبعض المراجع التي أندهش من كمية المعلومات التي لديهم ، بعضها أحتجت أكثر من 6 أشهر مكثفه حتى أستطيع قراءة أهم الملفات فيها والتي من المستحيل أن تقرأها خارج نطاق هذه المنظمة ..

online-privacy-google-big-brother

فنحن ورغم نعمة الإنترنت ، أصبحنا تحت تأثير و أعين مراقبة الأخرين لنا ، شيء مفزع من أجله تحركت دول كثيره لحماية شعوبها ، وهناك الكثير من المنظمات الحقوقية التي لا تنفك بالمطالبة برفع القيود عن الانترنت وكف التتبع و ملاحقة الأخرين ،  وإن كانت الدولة المهيمنه و المسيطرة الأعظم على الشبكة هي أمريكا ، فتبقى الشكوك تحوم على تصرفاتها وكمية المعلومات التي تستطيع بكل سهولة الوصول لها وبناء الدراسات عليها ، والتي تمكنها بكل سهولة بناء أستراتيجيات تجعلها أكثر تأثيراً و نفوذاً حول العالم ، والجدير بالذكر أن هناك علم جديد بدأ يأخذ أهتمام المختصين هو  ال ( Big Data ) تستطيع أن تقرأ حوله من هذا الكتاب الذي قرأته ( هنا )  ، وهو يناقش قيمة البيانات الكبيرة و فائدتها للمنظمات و الدول للقضاء مثلاً على عدوى مرض بدأ ينتشر ، فعندما يشرح الفكره تستطيع أن تستوعب هول المفاجأه التي تنتظرك عند معرفتك بما يمكنه أن يفعل من يملك قدرة الوصول لهذه المعلومات ..

online-privacy-united-states-of-surveillance