bear

يمر اليوم بشعور غريب يحدث لي للمرة الأولى في حياتي حيث يكون مختلطاً بالأفكار المتغيرة و المترددة ، و المحشوة بالحيرة و المخاوف ، فاليوم يصادف تاريخ خروجي على هذا الكوكب البائس ، فاليوم ليس كأي يوم متكرر ، هو استثنائي ، على الاقل بالنسبة لي ، حيث وجدت نفسي عالقاً بإفكاري التي تغيرت كثيراً عن عامي السابق ، آمنت فيها أن القوة بكلمة ( لا ) يجب أن تقال ، و انزع غطاء الخوف عن رأسي ، و شعرت أنني لم أعد أصبح بشكل ملاحظ كما كنت سابقاً ، فالكثير لم يعد يرى و يشعر من هو يجلس بجانبه ، بدأنا نفقد أتصالنا بالأخرين وأصبحنا غارقين بعالمنا ، لا أحد يهتم بذاك الجالس بجانبه ويكثر من العطاس ، لا أن يقدم له منديلاً أو كوباً من المشروب الساخن ، لا أحد يهتم بغيابك أو بحضورك المتعب و المنهك من مآسي الحياة و أوجاعها ، أختفى ذلك الإحساس من العالم ، الذي كان يشعر بك ، بذلك الصف المدرسي بغيابك عن كرسيك و طاولتك ، أختفى إحساس ذلك الجمع الصغير من الأصدقاء الذي يتساءل عن سبب غيابك يوم أمس عن المدرسة ، لم يعد أحد يشعر بك يا هذا ، فكل ما يحيطك فقد إحساسه بالغير ، وأصبح متعلق بفلك أفكاره دون أن يعي بما يحيطه ، أصبح كل من حولنا يشبه تماماً كشجرة بيلسان ، معلق عليها أفكار لكنها لا تستعمل !

تأملات تحاصرني في يوم ميلادي ، ذلك الشعور المثير الذي لطالما أن ينتشي عند لحظة شعورك بالإنتقال إلى سن أكبر و أنه أصبح لزاماً عليه كتابة رقم أكبر في أوراق المستشفى ، في العمل ، وكل من يسألك عن عمرك ، رقم يزداد بالكتابة ، يريد أن يشعر بإحساس الأخرين في حياته قبل مماته.