
أطلقت منذ عام ونيف مشروع عمل تطوعي خاص بي ، وتدور فكرته بإن أقوم بمساعدة المدونين في إطلاق مدوناتهم من خلال صفحتي بتويتر، ومحاولة حل المشكلات التي تواجههم والإجابة على أسئلتهم الدائمة حول المدونات وبعض الإستشارات ، ومن خلال هذا العمل البسيط بدأت أتلمس بحاجة الناس الملحة لفهم المدونات ، فلا تمر عدة إيام إلا وأستقبل تساؤلات وطلبات مساعدة ، ويبدو لي أن جهل الكثيرين حول المدونات وعدم فهمهم له هو السبب و العائق كبير لهم في الإنطلاق أولاً و من ثم الإستمرار على طريق التدوين ..

فلم Julie & Julia
فلم Julie & Julia شاهدته حتى الأن ثلاث مرات منذ إطلاقه في عام 2009م ، فهو كان أحد أكبر حوافزي في الإستمرار بالتدوين من خلال القصة الحقيقية للفيلم والتي تدور حول جولي وفكرة مدونتها التي أطلقتها لإحياء وصفات جوليا الفرنسية والتي يعود لها الفضل بإنها أول من أدخلت وصفات المطبخ الفرنسي إلى المطبخ الأمريكي ، الفلم يبدو ملهماً لمن يشعر أن لديه هدف في حياته ويريد تحقيقه فالفلم يساعده على النهوض بعد أن يرى إصرار جولي رغم بداياتها الصعبة في التدوين وتحديها بطبخ 524 وصفة من وصفات جوليا الفرنسية في 365 يوم .
أكثر ما جذبني بالفلم ليس شهرتها الناتجة من مدونتها ، فالشهرة لا تغريني دائماً ، ولكن أعجبني إصرارها على هدفها رغم المعوقات ، ربما لديك فكرة بسيطة مثلما كانت هي لديها ، ليس ربما ، بل مؤكداً لديك ، ففكرة التدوين لمدة عام كامل عن وصفات فرنسية ربما لا تبدو مثيرة لك ولكن لجولي كانت فكرة كافية لها حتى تتحدي ذاتها في إنشاء المدونة والقيام بها ، فدائماً هناك فكرة مختبئة بداخلك أنت مؤمن فيها ، و مع الإصرار والإيام ستصل لها ، وهذا الشيء سوف يساعدك فيه عملية التدوين ، فمن المستحيل أن لا يكون لديك إهتمام بداخلك حول شيء ما ! ، ربما كانت الأزياء ، ربما كانت الحدائق ، وربما عن الأحجار الكريمة ، مهما كان موضوع التدوين بحد ذاته ، فأنت في الحقيقة تقوم بعملية تطوير ذاتية من خلال الكتابة المستمرة ، حيث كل ما تقوم به هو أن تدونه في المدونة بدلاً من دفترك الخاص بالهواية ، فأنت في الحقيقة جعلت الأخرين يشاركونك ما كتبته لنفسك ، فهذا ، أو بدلاً منه أن تقوم بقراءة عشوائية تجد نفسك على إثرها بدأت عملية النسيان والتصحر لعقلك وليس هذا فقط بل ترى نفسك أهدرت كل مابذلته من مجهود في سبيل التعلم في مهب الرياح ، لذلك كنت أنصح أي زميل جديد لي بالعمل بإن يمسك مفكرة ويسجل فيها كل ملاحظاته اليومية وأن يعود لها كلما أراد ، فهي تعتبر وسيلة المناسبة لك لبقاء المعلومات ، فالمدونة في الحقيقة هي للمدون قبل القاريء .. ربما كانت الأسطر السابقة هي الإجابة الشافية للكثير من هو يتسائل عن التدوين وهدف التدوين وفائدة التدوين ..
وأجدني بعد أكثر من ست أعوام من التدوين أكثر ما يهم المدون أن يركز عليه في مدونته هي :
- المحتوى أولاً .. قدر المستطاع حاول أن يكون محتواك جميلاً للقارئ ، ولكن لا تجعل أن يكون هذا عائقاً لك أو عذراً للتوقف عن الكتابة ، فكل شيء يتحسن مع الممارسة المستمرة.
- حاول أن تختار قالب مناسب ومريح للقاريء ، واختيار خط مريح ، مع أسلوب ونمط في ترتيب المقالات حتى يكون منطقياً للتصفح.
- والكتابة أو التدوين تكون بشكل مستمر حتى يبدأ الناس يعتادون على مدونتك ، ربما تضع جدول أسبوعي أو شهري يساعدك في الحفاظ على القراء والمتابعين لك في المدونة ، فإن أكثر ما هو سيء أن تترك المدونة لفترات طويلة دون تدوينات جديده تجعل الناس تنسى مدونتك.
هذه الأشياء الرئيسية التي يجب أن تتنبه لها عند التدوين ، وهناك الكثير والكثير من الملاحظات التي تستطيع أن تتعلمها مع الأيام ، لإن التدوين ليس عمل يوم أو أسبوع أو حتى عام !
فهو أسلوب حياة تستمر عليه طويلاً ، كجزء من شخصيتك وهوايتك .. كنوع من التعبير الذاتي الذي تشعر بالراحة عندما تطلقه للعالم أجمع !
يرث المدون عدة أمور من المدونة بشكل تلقائي ، سواء كانت ذلك برغبة منه أو لا !
- تجلب الإهتمام لنفسك ، ولهواياتك و إهتماماتك.
- تقرأ أكثر ، فأنت عندما تكتب ، تحتاج أن تقرأ أكثر.
- تصبح شجاعاً ، لإنك تخاطر ، فعندما تكون مدوّن ، فأنت تخاطر بما تكتب أمام الناس.
- تتحرك أكثر ، فالمدونه تساعدك في الإلتزم في المسير نحو الأمام.
- تكون خبيراً ، صدق أو لا تصدق فعندما تكون مدون فأنت تصبح خبيراً بما تدون عنه.
- صاحب تجربة ، فالتدوين يدفع للتجارب عن الأشياء كي تكتب عنها !
- إستثمار للوقت ، يعتبر عملاً أضافياً.
- تجد نفسك أكثر مراجعة ، متابعة ، مراقبة ، بشكل مستمر.
- أكثر ألهام ، أكثر نشاط.
ربما كانت لديك أفكار ، نصائح ، تجارب ، أمور تساعد المدونين ، سوف أسعد بسماعها هنا بالتعليقات و مناقشتها ..
Tagged: مشاريع تدوين
موضوع شيق جدا
اتفق معك كثبرا في نقطة ما يرثه المدون فعلا فالتدوين يجعلك اكثر اطلاعا و حرصا على تقديم الافضل يالاضافة الى انه يجعلك تجرب الجدبد دائما من اجل التدوين عنه و بالتالي تخرج من دائرة الملل
لقد احببت التدوين مذ عرفته كان السبب الاول في اكتشاف نفسي
شكرا على هذه التدوينة الجميلة
إعجابLiked by 3 people
مؤكد كل ما قلتيه ، وسعيد أن أسمع ان هناك من يحب التدوين ..
العفو ، انا كل ما أعمله برغبتي بإن يكون عام 2017 مغاير عن السابق .. لذلك احببت الحديث عن التدوين وتشجيع الاخرين ..
إعجابLiked by 1 person
لم اجد نفسي اكثر انتماءً في وسيلة تواصل مع الناس مثل المدونه رغم بكارة تجربتي في التدوين الا ان اندماجي بها تتوثق
وشهادتي لك بانك لم تقصر معي ولا مع من احتاج المساعده في هذا المجال
شكرا اخي يزيد
إعجابLiked by 1 person
أمنياتي لك بعالم تدوين جميل لك ، العفو أخي يوسف ❤
كن دائماً بالقرب من هنا 🌹
إعجابإعجاب
فعلًا التدوين يغيّر في الشخص الكثير، تشعر أن هناك أمر مهم ينتظرك للقيام به شيء تقدّمه للغير ولك أولًا..
تدوينة ثريّة، شكرًا لك أخ يزيد .
إعجابإعجاب
تدوينة رائعة وفعلاً الفلم كان أحد المحفزين لي لبداية التدوين،
أعجبتني نصائحك لكل مبتدأ اعطتني بعض التصور لمسيرتي للعام خصوصاً أني مبتدأة
شكراً لك.
إعجابإعجاب
انتظر ان يطلق التدوين افضل مالدي ,وخصوصا التزامي بأهدافي ,شكرا لك ولمبادرتك التطوعية .
إعجابإعجاب
شكراً على مشاركة المعرفة وهذا رقي منكم.
اتمنى ان تساند مدونتي والمساعدة على نشرها ان امكنك ذلك وشكرا لك دائماً وابدا..
Msnabq.wordpress.com
محمد
إعجابإعجاب
العجيب أن ذات الفلم كان هو محفزني للتدوين وأنا أقرأ قصة الفلم على طول استذكرت الأحداث ورجعت لي نفس الحماسة لإعادة النظر في التدوين بإستمرار ، ولا شك أن المحتوى مهم ، تدوينة رائعه ومفيده
إعجابإعجاب
السلام عليكم
في الحقيقة، منذ أن يدأت بالإطلاع على مدونتك و أنا أشعر بأن فكرتي عن التدوين صحيحة، كما أنني أتشجع في كل مرة، لكنني أؤجل لحظة البداية في كل مرة، لأنني خائفة، كوني لا أقرأ كثيرا، و لا أخوض تجارب كثيرة، و لا أكتب كذلك كثيرا، و لكن بداخلي اشياء كثيرة، مخرجها الأقرب إلى قلبي هو “التدوين”، أريد أن أراقب تطوري و إنجازي من خلال التدوين، و أريد مشاركة الناس بهذه التجربة، لكن هل يشترط أن أكون قد وصلت إلى درجة ما من العمق أو النضج إن صح التعبير، لبدء ذلك؟
أرجو الإجابة، من فضلكم.
إعجابLiked by 1 person
اجبتك في تدوينة للتو قمت بإنزالها
إعجابإعجاب
هل التدوين مجاني
إعجابإعجاب
نعم ، مجاني
إعجابإعجاب