بدأت اليوم بالإنتباه على طريقة أدائي للسلام على الجميع بعد غياب عن العمل كان بسبب الإجازة ، ومن خلال طريقتي للسلام والذي لا شعورياً فطنت الإحساس به عند دلوفي للباب حيث و بشكل تلقائي بدأت أحرص على التفاصيل من خلال أختيار الكلمات المناسبه لكل شخص ، لم تكن الفكرة في رأسي قبلها بساعات فهي قد حضرت بنفسها ولا أعلم لماذا ! ، ولكنني كنت أحتضن البعض ، وبعضهم قبلات عارضيه بالطريقه الخليجية ، والبعض أكتفي بالمصافحة عليه باليد ، كل منهم يختلف حسب عاداته وتقاليده التي أحاول الإلتزام بها ، ومماشدني بالمشاعر ذلك الإحساس عند اللقاء مع زميل وصديق ، حيث صمته ونظراته وتوقفه بالكلمات كانت كفيلة بإن توحي بإنه يحتاج الحديث معي منذ أول لحظات قدومي ، فهذا هو زميلي في نفس المكان ونتشارك المهمات بيننا وأحيان كثيره نتشارك السياره في الذهاب والعودة الى العمل ، وكأنه كان ينتظرني ، كنت أستشعر ذلك من وقفته بجانبي وتعابير وجهه ، فبدأت أسأله عن احواله في غيابي وكيف كانت إجازته الكريسمس ، ولأكون صادقاً كنت أعلم أن والده قد توفي في إثناء إجازته ولكن كنت أخبأ علمي بالخبر السيء عنه ، فأنا في الحزن سيء في إلقاء التعازي ، بالذات عند تعاملي مع الزملاء الإنجليز ، هم حساسون جداً مع المفردات وطريقة الحديث ، لذلك آثرت أن أكون متفاجأ و أن لا أخاطر بالإتصال عليه هاتفياً ، فعند جلوسنا بدأ فوراً بالحديث عند وفاة والده ومالذي حدث خلالها من مواقف ، وعن أعمامه وعائلته التي حضرت من إيطاليا ، فأضطر لتأخير مراسم العزاء والدفن لأسبوعين ، كنت أواسيه بكلمات قليلة ، وأثناءها  كان هناك عامل من الهند وقد وقف على بعد مني يتأمل ، أنتبهت له من حسن حظي وقمت بالإشارة له من على بعد بالتحيه ومن ثم مشيت له حتى صافحت يده فقد قررت أن أبادر لأنني أحسست بخجله وحياءه ، وفجأة بدأت أستدرك هل كنت أحيي كل منهم بسبب منصبه في العمل أم بكونه إنسان ؟ هنا فقط حمدت الله بإن تبادرت الفكرة لي عند دخولي للعمل ، قررت بعدها أن أخصص وقت لأتحدث مع العمال والأخرين وأتوقف عند مكاتبهم لدقائق ، التواصل مع الكل دون أستثناء .. أمضيت أخر ساعات العمل وملامح وجهي كانت قلقة و أنا أستذكر طريقة سلامي لكل واحد منهم ، ورغبتي المملوءة بالحرص والأهتمام بإن تكون تحيتي و سلامي للجميع بلا قيود الا بسبب العادات المختلفة ، السلام على الجميع !