
في كل خمسة عشر و السماء تحيك لنا بزّة حبّ فضيّة ، تلمّ الخيط من صدر القمر ، و تسلك الشوق من خرم إبرة إلى المدى ، و الأرض عنق حبيبة ، و الضوء السكنى ، إليك هيلين* سأعبر سماوات الظلام على جنح النور ، أحجّ إلى وهن التوق في بؤبؤ الغياب ، هذا القمر ذاته ! ، قلتُ عنه مراراً أنه ساع بريد متمرس بيننا ، و الليلة أعيش دور المُلقن في مسرحية الحياة ، بلاكِ هيلين لازال القمر يتنفس و يغرس نفسه في السماء سراج التائهين ، و بوصلة المنفيين على أزقة الطرقات ، الحافيين من ملامسة الورد و القُبَل ! ، و لكنّ القمر وفيّ جداً ، فقد انحنى و قبّل ذكراك على جبيني و وعدني أن حين الوهج القادم سنكون معاً ، سنعود أنا و أنتِ إلياذة الكون الصادقة !، سنبني طروادة و نسقي ممرات مرسيليا ، سنكسوا سهول الدنيا خضرة ، و سنبعث حدائق السنديان للبهجة ! ، وعدني بكِ يا هيلين ، وعدني بكِ !
*من ويكيبيديا : هيلين في إلياذة هوميروس هي أجمل نساء الأرض قاطبة ، خطب ودها جميع ملوك الإغريق وتسابقو للفوز بقلبها إلى أن اختارت منيلاوس زوجا لها ولكنها وقعت في غرام باريس بسبب سحر (فينوس) إلهة الجمال عند الإغريق عندما كان في ضيافة زوجها واختارت الفرار معه إلى طروادة متسببة باندلاع حرب لمدة عشرة سنوات انتهت بسقوط طروادة ومقتل ملكها بريام وأميرها هكتور ولكن هيلين استطاعت الفرار مع باريس بعد انتهاء سحر فينوس، وعادت إلى زوجها منيلاوس ولم ينجبا إلاّ ابنة واحدة هي هرميون.
يا الله ما أبلغ كلماتك .. وما أدقّ وصفك .. وما أجمل تشبيهاتك ! .. كلها تزيد من وقود الحماس لديّ لكتابك الجديد .. أسأل الله لك كل التوفيق وفي انتظار جديدك .. ~
إعجابإعجاب