أجهل ، و أجهل ، كل شيء حول طباعة الكتاب ، ونشره ، ولا يوجد للأسف للناشرين أي أحاديث أو نقاشات للكاتبين ممكن تستفيد و تتعلم منها ، خطوة صعبة ، وتبدو كأنها مهمة مستحيلة لا تعلم فيها شيئاً ، أين ستذهب وإلى من ؟ وكيف الطريقة بالتواصل ؟ كنت أبحث عن هذه المعلومات عبر محرك جوجل ولكن كانت الإجابات غير شافية أو قديمة وبعضها تشاؤمية !

حزمت أمري بالتجاهل وشيئاً من الشجاعة ، فقررت تحديد أقوى دور النشر في دول ثلاث وجدتها كانت الرائدة في هذه السنوات في عالم النشر و الطباعة ، لبنان والسعودية و الإمارات ، وقررت خلالها أن لا أراسل إلا دوراً معينة أبحث فيها عن أكثر من عامل ، أن تكون دار نشر ذات كتب أختيارات منتقاة وأبتعد عن الدور التي تصدر كتب ذات مستوى سيء و رديء ، لذلك كنت أدخل دور النشر في مواقعها الألكترونية وأنظر إلى أختياراتهم في الكتب ، وأقرأ ردود فعل الناس رغم وجود جماهير لدور نشر لا أجدها تناسبني بسبب أنها كتب شبابية جداَ ، إذا أستطعنا أن نسميها بهذا الأسم ، ووجدت بعضهم من يسميهم بدور نشر للمراهقين حيث تركز على نوعية معينة من الكتب ، لذلك حرصت أن أبحث أكثر في أختياراتي ، رغم أنني لم أكن واثق كأول كتاب لي ولكن قررت أن أجمع شجاعتي وأن أراسلهم ، كنت أسأل بعض المؤلفين عبر تويتر من الذين قد قاموا بإصدار كتبهم عبر تلك الدور وتنوعت الإجابات حول مدة القبول من شهر إلى ثلاثة أشهر ، لذلك قلت سوف أراسل هذه الدور الثلاث ، السعودية و الإماراتية واللبنانية حتى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً ، وإن تم رفضي منهم جميعاً سوف أقوم بالنشر والتوزيع والطباعة بشكل كامل على حسابي ، كانت هذه أخر خياراتي والتي فعلاً بدأت أقرأ عنها كتأهباً لما قد يحدث قادماً ..

يوم الإربعاء الماضي وبعد أنتهاء عمل التدقيق اللغوي على الكتاب قررت أن أراسل الدار اللبنانية التي وقع الأختيار عليها ، وفي يوم الخميس قمت بمراسلة الدار السعودية مرفقاً لكل منهما نسخة من كتابي عقل و قلب ، ويوم الجمعة إيضاً قررت مراسلة الدار الإماراتية لتكون أخر محطاتي لمراسلة الدور وأن أبقى في الإنتظار ، برمجت نفسي أن الموضوع برمته سيأخذ ثلاثة أشهر حتى أعرف ماهي الخطوة القادمة لي في إنتظار ردود لجان مراجعة الكتب وقبولها لديهم ..

ولكن جاء بالحسبان مالم أتوقعه ، حيث ساق الله لي أول الموافقات يوم الجمعة ، حيث أستقبلت رسالة بريدية تفيد بموافقة نشر كتابي ، لم تصدق عيناي ما رأيت بالرسالة ، قررت تجاهلها والذهاب إلى مزرعة خالي وقضاء تلك الليلة هناك سامراً مع الأصدقاء ، ولم أستوعب نفسي سوى يوم السبت عندما أستيقظت وشاهدت صندوق بريدي مجدداً ، قلت في نفسي يومان ! ، ربما أخطئوا ، ولكن المفاجئة التالية أن الدار السعودية أرسلت لي يوم الأحد موافقتهم لي ! ويطلبون مني معلوماتي الشخصية لكتابة العقد المبرم للكتاب ، ويوم الأثنين إيضاً أستلمت رسالة من الدار الإماراتية تفيد أنهم ينتظرون عودة المدير بسبب إجازته السنوية ، ويبدو من حديثهم أنهم موافقون على الكتاب ، كنت أقول ماشاءالله تبارك الله في أيام متتالية يحدث لي هذا ! لا أدري لماذا فزعت ! ، من المفترض أن أفرح ولكن خوفي من القادم يشعرني بمسؤولية أكبر أمام جماهير دور النشر تلك ، هل كتابي يستحق أن يصف بجانب تلك الكتب العملاقة ؟ فأنا كنت أحلم وأكتب تدوينات على مدار عامين هنا وأقول أحلام تبدو بسيطة ، أريد أن أكتب كتاباً ، كنت أكتب طوال الفترة الماضية عن مشاعري حول الكتاب وبعض من هواجيس الأمل ، كان أقصى حلم لدي أن يطبع ويقرأ ، لم أفكر أبداً في ما بعد ذلك ! ، توقف التفكير لدي عند مرحلة كتابة الكتاب فقط ، ولم أفكر أبداً هل يستحق أن يكون بجانب إصدارات كتّاب قامات و هامات في عالم الفكر و الثقافة أخجل بحرفي الصغير أمامهم ؟ هل أنا أستحق أن ينشر لي حرفاً ؟ سؤال يصارعني بداخلي دائماً ، كنت أتخفى بسببه كما أسلفت دائماُ بعدم كشفي هويتي ، كنت مستظلاً بالمجهولية في التعريف بالإسم ، لكن الأن دار نشر لم أحلم بها يوماً سوف تنشر لي كتاباً وسيوضع أسمي عليه ! ، يا إلهي وكأنني أحلم وأتمنى أن يتم إيقاظي منه !

1-Capture+_2017-07-19-00-13-51-01 (1).jpg

لم أرغب بنشر أسماء الدور التي رغبتها ولكن كانت ” دار العربية للعلوم ناشرون ” هي الأقرب وهي التي قررت أختيارها لإصدار كتابي القادم عقل و قلب ، ما جعلني أختارها هي عراقتها و قدمها وإنتشارها في العالم العربي وأستيعابهم لعالم الكتاب بسبب خبرتهم وتمرسهم في حرفة النشر و التوزيع وهذا ما أستشفيته من خلال التواصل معهم عبر الإيام الماضية ، وهي من الدور المحببة لي دائماً بسبب أختياراتهم الجميلة في الكتب ، لهذا لم أتردد كثيراً فقمت الحمدلله اليوم بتوقيع عقد الكتاب معهم ، كخطوة أولى.

book-logo.jpg