20170812_215311

الصورة أخذتها البارحة عندما كنت أمشي معها كعادتنا اليومية مع المشي الليلي

حيث إيماني يسكن بها ، هي الأمل الذي ينير الطريق أمامي ، فهي تأخذني قبل أن أخذها إلى رحلة مسير بالأقدام يوميه نقضيها بالحديث و التمتع بنور القمر ، كموعد ليلي بيننا ، نرقب البدر و الهلال و العرجون ، بتنا نحفظ القمر بأشكاله اليومية المختلفة ، حتى أصبحنا نلاحظ أختلاف ألوانه بأختلاف الأيام ، وكأنه يسقي عطشنا بجماله من خلال أزيائه الملونه ولا يكتفي بمجرد تغير أشكاله بل حتى درجات ألوانه ..

المشي اليومي رغم أجواء الحر التي تلفح شواطئ الخليج يبدو تحدياً صعباً ، فهذا سهل ملاحظته حيث يبدو الشاطيء خالياً من المارة ، وكأنني أختلي تحت السماء وفوق السماء بالقمر ، أجدها ميزّة ..


في أحدى الإيام وعندما كان مارك أندريسون ( المخترع ورائد الأعمال و المستثمر في شركات كبيرة مثل أبل وتويتر وفيسبوك ) عائداً إلى منزله في منطقة بالو ألتو في ولاية كاليفورنيا كان على وشك أن يصطدم برجل عجوز مجنون كان يقطع الشارع ، بدأ يركز أنظاره إلى هذا الرجل الذي كاد يصطدم به ووجده أن يلبس بنطلون جينز أزرق و كنزة سوداء ذات عنق طويل ، إنها العلامة المميزة لملابس ستيف جوبز ، يا ألهي كاد أن يصدمه !

ستيف جوبز ليس وحده من يحب المشي كثيراً ، فأفضل العقول أمثال تشارلز ديكنز ، أنشتاين ، فريدريك نيتشه ، وأسماء كثيرة من كتاب و مخترعين ورواد أعمال ، أشتهروا بسيرهم على الأقدام لمسافات طويلة كروتين يومي لهم ساعدتهم في الرسم و الكتابة و جميع أشكال الإبداع الإنساني ، بالإضافة إلى أستخدامهم لها كتمارين جسدية ، وأستراق لحظات تأملية ، وليساعدهم المشي في حل المشكلات اليومية وحتى إقامة الأجتماعات خلالها !

هنا سأضع خمس أسباب تدفعك لقضاء بعض من وقتك اليومي في روتين يومي خاص بك ، لكي تساعد عقلك ليفكر بشكل أفضل و أن يعمل جسدك بشكل صحي ..

1- المشي يزوّدك بالأبداع !

في إطار بحث مقدم من الدكتوران : ماريلي اوبيزو & دانيال شوارتز في جامعة ستانفورد في الولايات المتحدة الأمريكية ، وجدوا أن من يمشي لمسافات طويلة يقدم أفكار أبداعية أكثر من يفكر من الجالسين على الأريكة ولا يقضون طوال يومهم أي عملية مشي طويلة ، في هذه التجربة المقدمة عبر ورقة بحثية قاموا بتجربه تخص عالم النفس الأمريكي جيلفورد وتدعى ( Guilford’s Alternative Uses Task ) وفكرتها تدور حول قائمة أسئلة تطرح على المشاركين وتكون الأجوبة أشياء بديلة يمكن العمل بها ، مثال : السكين يمكن قطع الجبنة بها ، أو قطع الخبز ، أو لطعن شخص ما ، أو حتى لقطع حبة فاصوليا ، فالأجوبة التي يتم ذكرها من المشاركين تعتبر نقاط لهم لأدراكهم التفاصيل و الأفكار ، و تعتبر مقياس ناجح لمعرفة الإبداع.

المشاركون وجدوا أن 81% منهم  يقدمون أفضل الأجابات عندما يمشون ! ، فعندما تجد المشي يحفزّك على الأبداع ، فهذا يلزمك أكثر حتى تمشي كل يوم مهما كانت الأجواء.

2- تساعدك لبقاءك صحياً !

تحدثت رائدة الأعمال نيلوفر ميرشنت في TED عن خطر جلوسنا لفترات طويلة وأنها كانت تجد صعوبة في القيام بالتمارين الرياضية ، لذلك قررت بدلاً من ذلك القيام بعمل أجتماعات العمل بينما تسير على أقدامها ، بالطبع الجميع يقضي وقته غالباً على طاولات المكاتب و الأجتماعات وعندما يعود للمنزل يقفز مباشرة إلى الأريكة لمشاهدة التلفاز ، هذا ليس بالشيء الجيّد لصحة أجسادنا ، بقائنا دون حراك طوال اليوم قد تقود أجسادنا إلى أمراض القلب و السكر وعدد كبير من أمراض السرطان ، بل نيلوفر شبهت الجلوس لفترات طويلة بالتدخين ، شيء نفعله ولكنه يقتلنا ببطء !

في الحقيقة ، أن السيّر على الأقدام لثلاثون دقيقة يومياً تقوم بمهمة الحبة السحرية التي تفعل الأعاجيب بالجسم ،  هنا في هذا الفيديو الجميل يشرح لنا الدكتور مايك إيفانز أهمية السير نصف ساعة يومياً وما تفعله ، وأن هناك فرق شاسع عند المشي لمدة عشر دقائق أو ثلاثون دقيقة على حياة الإنسان ، لذلك يستدرك الدكتور أهمية المشي اليومي ” المتواصل ” لنصف ساعة يومياً ، ووضعت التنصيص مابين كلمة المتواصل حتى أفرق بين المشي أثناء ساعات العمل أو في المنزل والذي يتم عبر توقفات كثيرة ، لا يؤدي بمهام المشي كما يجب ! ، حتى أن دكتور القلب حامد الغامدي كان يحرص في حديثه معي بعيادته على وجوب التفريق بين المشي المتقطع والذي يحصل في العمل وبين المشي المتواصل لمدة لا تقل عن نصف ساعة.

3- فرصة للمزيد من الإنتاجية !

هل فكرت يوماً بالذهاب بالأقدام إلى منزل صديقك ؟ إلى المتجر القريب من منزلك ؟ إلى النادي الرياضي بدلاً من الذهاب لها بالسيارة ؟ أستغلال الوقت بدل 10 دقائق بالسيارة حيث يمكنك الذهاب بالأقدام خلال أربعين دقيقة ، أو يمكنك حساب المسافة الأن عبر تطبيق خرائط جوجل حتى تعطيك الوقت التقديري قبل أن تنطلق بالمشي فتعرف كم من الوقت ستستغرق بالمشي .. حاول دمج المشي في نشاطات لترى زيادة معدلات الأنتاجية على يومك دون أن تشعر ، لتكسر حاجز الكسل لديك ربما تستطيع المشي في مكان مخصص للمشي مع هاتفك الذكي ، لا مانع من أستخدامه إذا كنت تسير في الأماكن المخصصة ، تنجز شيء ما وتجد نفسك قد مشيت فترة معقولة ..

4-  طريقة جميلة للتواصل !

لنتحدث ولنلتقي ونحن نمشي مع الأصدقاء ، هل فكرت يوماً بنقل أجتماع الأصدقاء إلى مستوى آخر ، فبدلاً من الجلوس والتحدث بالمنزل لماذا لا تمشون خارجاً و القيام بالتحدث ! ، ستيف جوبز ومارك زوكربيرج غالباً ماكانت أجتماعاتهم تكون أثناء المشي في شوارع  وادي السيلكون ، وذلك لأن أحاديث المشي تكون أكثر طبيعية وتكسر الحواجز بالحديث بينهم وبالتأكيد لا يحدث فيها ما يشتت التركيز مثل أجتماعات الجلوس ، وهي مفضلة للمشي بين أثنين من الأصدقاء المقربين ، ليكون الحديث بينهما أكثر أنسجاماً وهما يسيران على الأقدام.