WA-20171103032755-01.jpeg

نص متهالك .. رثائي في عمي ، والدي ، ووالد نصفي الآخر ، المهندس الزراعي عبدالله التميمي


تقطعت بنا السبل لنعود ، فأخلعوا قميصي للذئاب لتمزقه ، فقد تكسرت أسنان مناشير الشجر الستون عند جذعه ، قيل السبب بإن الجذع مليء بالماء ، و أنا فهمتها أن الماء يعني الخير كتفسير ذاتي ، رغم أنني في وقت سابق قد قتلت شجيرة الصبار بيدي ، لم أكن أعلم أنه بسبب لهفتي لها و إسقائي لها الماء كثيراً سوف يخنقها ويقتلها ، أتتذكري يا أبنت هذا الرجل العظيم يوم أنكِ ضحكت تلك الليلة بعد أن أعلنت وفاة الصبار ونثرت رفاتها على النافذه ، قلت لي أنك لا تعرف كيف تعتني بنبته صغيره فكيف تعتني بنفسك بدوني !

ها أنا أقف عند جذع شجرة الأجاص ، متهولاً ، مبتهلاً ، مذهولاً ، وفيني هرولة بحجم الأرض تتجه إلى الهروب ولكنها بعكس إتجاه الأرض ، وأصوات تمتمات بصدري غير مفهومة ، والماء مرة أخرى ينسكب لكن هذه المرة من عيني ، ويدي تكتب ولكن بنص مختلف عن أي نص قد كتب .. نص خجول في مقام هذا الرجل العظيم المحمل بالثمر ..  فروحه مرّغت بداخلي ، مكّنت لأحرفي أن تعوّي صراخ من صمت.

هذه التربة ، التي لطالما كنت تحرثها بيدك ، أصبحنا الآن نحث بالتراب عليك بعد أن أصبحت داخلها جذع هامد ، أوااه كيف لهذا المهندس الزراعي الذي يخرج من الأرض نبات مختلف ألوانه ، يعود الأن لها ، لم يبتعد يوماً عنها ، ولكنها هذه المره هي التي تضمه بين جنباته ، ونحن نبكي جياعاً من فقدان رؤيته.

يترائى للتائه في جنة الدنيا و كأنه مئذنة شامخة ضد الشيطان ، لا عذر للتيه عندما يقف ، فقبيلته مؤمنة ، كنت كلما أراه أقول لماذا الخوف ؟ تلك براءة الأعماق عندما يصلها هذا الظل من الشموخ ، ورائحة الطيب المنبعثة من لحاء أخشابه ، مهدئة أي خوف يسكنني ، فذلك الظل أحتمي به من وطئة الشمس الساخنه ، قد آثر الزوال ولم يعد لأشجار الحديقة من يحميها ، أقذفوني في الجب لكي لا يراني ذئب يوسف.

أو ردوا روحي المسمومة بقميص يوسف ، أشم روائحه لتستكين أنفاسي.