قوقعة لا أدري لماذا تتردد هذه الكلمة على لساني طوال هذا العام ! ، أشعر برغبة بوضعها في أي جملة تسري على لساني ، حتى لو كانت ” شمس اليوم ساخنه كـ .. قوقعه “.


gew4w3tw32gtweshy4yjue45u4eqaw2313vcm.png

يصادف هذا مع إرتعاشة البرد في عظامي ، و بشكل متكرر في نفس هذا الوقت ،  ميعاد رحيل عام آخر ، ها هو عام ألفين وسبعة عشر وكأنه يشير بيديه بالوداع ، فهو لا يمكن عودته أو حتى أستعادته ، لا ينفع النداء ولا النحيب أتجاه ما فقدناه من أوراقه ، كل أمنياتنا الحالية ببقاء ما نملكه من أشجار ، و أن تحفظ أشجارنا الباقية لنا لنستظل و نركن تحتها ، يارب لتحفظ أناسنا في عامنا المقبل ..

ربما كانت إحدى أقوى صدمات حياتي فقدان عمي عبدالله ، لهذا مهما أطريّت على هذا العام من ثناء بسبب ما أنجزته ونلته ، في الجهة الأخرى أجد فقدي لقامة و هامة غالية علي مثل عمي تخيّم على جبال مشاعري السافرة لهذا العام ..

وبسبب هذا الفقد الكبير ، فقد تعلمت حكمة لا يمكن محوها من جدار ذاكرتي  :  ” فمهما أستبدلت الأشياء التي تحبها ، فهي لن تعوض “.

فالأشياء المميزة في حياتك عندما تفقد لن تعوضها مهما حاولت من أشياء أخرى ، لهذا أقبض بيديك في عامك بكل الأشياء الجميلة ولا تدعها تفلت من يدك ، وإن فلتت ، لتـ .. كن بالشكل الصحيح .. !


عندما أطالع تلك الكلمات التي تسطر الوعود في كل عام ، سأقوم وأقوم ، وبعد عدة أشهر لا أجد أي شيء مما يقول يحدث ، أو حتى يبدأ حدوثه ، دفعني لأتردد كثيراً في كتابة هذه التدوينة الأستهلالية لعام ٢٠١٨م ، أستوقفني لأفكر في أسباب هذا الفشل حتى وقفت على ما قاله صموئيل بيكيت : ’’ أخفق ، حاول من جديد ، ثم أخفق بنحو أفضل ’’

الخوف من الإخفاق هو السبب الذي أجده منطقياً لكل الأناس الذين يطلقون الوعود في كل عام ولا يوفون منها بشيء ، هي محاولة لأقناع الذات ، بالكلام ليس أكثر من هذا الحد ، سوف أفعل و أفعل ، لكن يمر العام وهو كما كان من قبل ، يقبع في بحيرة الجمود ولا يتحرك ، و لا يفعل أي مما يقوله ويعد به نفسه ، يعتقد سكونه في بحيرة الجمود سيبقيه دافئاً ، وهذا بالتأكيد خطأ فيزيائي وينطبق على الأهداف الأنسانية ، لا يمكن أن تدفء أطرافك إن لم تحركها وتفركها ببعضها البعض ، لو جربت رياضة التزلج على الجليد لشعرت بالتعرق ، الا ترى راقصو الباليه على الجليد ملابسهم تكاد تكون شفافه وتسقط من رقتها ، تشعر في أي لحظة سوف تتمزق ، ومع هذا هم لا يتوقفون للحظة عن الحركة والدوران فوق الجليد فقد ذكرت في مقال سابق ، أنه لمساعدة أنفسنا تجاه الوعود التي نطلقها على أنفسنا أن نتحلى بالأحلام ، وما عرفته في آخر عدة سنوات هو بإن الخيال كونه محرك للإبداع والصبر زاد للطريق.


أهدافي والتي كتبتها مسبقاً هنا قبل عام ( 2016 ، تأجج ! ) لا تقتصر على المهنة أو المهارات الجديدة ولكن أيضاً على التغذية ، حيث بدأت بتجربة جديدة في بداية العام ٢٠١٧ م وهي القيام بمقاطعة لحم الدجاج في طعامي ، هذه المحاولة أستمرت ثلاثة أشهر ولله الحمد ولم أصدق أن أبقى كل هذه الفترة عندما بدأت بالهدف ، وبعدها قررت البدء بالأبتعاد عن السكر قدر المستطاع ، و تمكنت من الحفاظ على ذلك حتى الآن وأمنيتي بالإستمرار في الاعوام المقبلة فيبقى هدف ثابت في أعوامي المقبلة ، وأما المدونة فقد كتبت أكثر من ٧٤ تدوينة خلال هذا العام ، وأما على الصعيد الشخصي فالكل يسألني مالذي ستفعله بعد الكتاب ؟ كنت أجهل الإجابة إلى قبل أسبوع من الآن ، فقد شعرت برغبة أكثر بالقراءة للروايات ، سأخصص وقتي لمبعث الأحلام بتلك القصص المكتوبة ، سأدع نفسي تسبح بين صفحات الكتب ، وأرى إلى ماذا تقودني ، بالطبع سأتحدث عن قراءاتي بشكل مكثف عن السابق بالتدوينات ، سأجرب ما عارضته سابقاً مع المدونين الآخرين والذي تجادلنا كثيراً حول فكرة أستعراض الكتب المقروءة ، يبدو أنني سأكسر هذه القاعدة بعرض ما أقرأه ، فأكتب عنه ، حيث سأكسر تابوه قراءاتي المحرمة من خلال كشفها للجميع في هذا العام.

ومن أشيائي الجميلة هي صدور كتابي الأول عقل و قلب ، وحضوره قبل نهاية العام إلى معرض جدة الدولي للكتاب ونفاد جميع النسخ الموجوده في المعرض ..


PSX_20171231_210025.jpg

قبل الختام لعام ٢٠١٧ ميلادية ، أود الحديث عن زيارتي اللطيفة لمعرض الكتاب في جدة ، فقد تفاجأت من كمية الجمال الحاضرة في المعرض ، أكثر ما أبهرني هو براعة التنظيم والتي تشعر به منذ لحظاتك الأولى عند إيقاف السيارة وحتى وصولك إلى قلب المعرض ، المتطوعين كانوا أجمل من حضر ، تفانيهم ومساعدتهم للجميع في الإرشاد والتوجيه كانت مميزة ومفيدة لكل الزوار ، بالإضافة إلى الأناس الطيبين الذين قابلتهم في المعرض ، من بعض الكتاب والمهتمين في عالم الكتب ، لأكن صادق معكم ، فهي أول زيارة لي لمعرض الكتاب في جدة ، وذهلت من كمية الإحترافية المتواجدة ، وكأن المعرض في دورته الثلاثين وليس الثالثه ! سعيد من أجلكِ يا جدة.

أنتهزت الفرصة بشراء هذه المختارات من الكتب بعناية فائقة حتى أقرأها كلها في عام ٢٠١٨ بإذن الله.

1-20171224_165652_edited

 

ثمان مئة كلمة في تدوينة أستهلالية لعام ألفين وثمانية عشر ، أعتقد الوقوف أصبح لزاماً!

أحبكم جميعاً يا قُراء مدونتي المتهالكة.⁦❤️⁩