زاد حماسي في صباح يوم وصولي لمدينة زيورخ بعدما استغرقت في قراءة كمية من التعليقات التي اتفقت أن تكيل النصائح والمديح بالاتجاه ذهاباً إلى المتحف العلمي ، لهذا جعلت زيارة المتحف هو أول فعل أقوم به في يومي ، فأنا لم أحتمل كمية حماسي بالرغبة بزيارته ..
ولم يخب ظني بعد أن أخذت جولة طويلة في المتحف امتدت لأربع ساعات ، صحيح أن قيمة تذكرة الدخول للشخص كانت غالية ولكن بعدما دخلت المتحف وجدت أن قيمة التذكرة تستحق كل يورو تم دفعه فيه ، فقد قضيت أربع ساعات لم أشعر بها وأنا في المتحف ، فكل ركن فيه يدعوك لأن تمكث فيه وقت أكثر ، أجده يفيد كثيراً للأطفال لفهم الفيزياء والكيمياء والميكانيكا.
صورة من داخل المتحف وتفاعل الناس مع محتويات المتحف ، فهو أغرب متحف زرته في حياتي ، كل أجزائه عبارة عن ألعاب علمية تجعلك تفهم العلم بشكل مبسط ، ممتع كثيراً للأطفال وحتى الكبار.
تجربة الكهرباء الساكنة ومرورها بالأجساد وتأثيرها على الشعر بحيث تجعله واقفاً ، كان الجميع يضحك بعد التجربة ، فهي ماتعة.
المتحف من الخارج وهذا موقعه الرسمي
Swiss Science Center Technorama
المتحف يبعد عن وسط زيورخ نصف ساعة بالسيارة ، و أنصح بزيارته بشدة.
بعد نهاية زيارتي للمتحف ، توجهت بسيارتي إلى شلالات نهر الراين والتي تقع في شمال مدينة زيورخ كما تظهر في خرائط جوجل التالية :
عندما وصلت أستقبلني المدخل إلى الشلالات ، أستغربت وجود رسوم يجب علي دفعها للدخول ، في عادة الأوروبيين لا يأخذون أموال عند دخولك للأماكن الطبيعية إلا ما تحتاج أن تستخدم فيها العربة المتنقله ( التلفريك ).
عموماً دخلت بعدما دفعت قيمة التذاكر للدخول ، يجب الإنتباه أن الدرجات بها كثيرة وتحتاج نوع من اللياقة وحذاء رياضي مريح.
الشلال كما يبدو من فوق
محاولاتي لاصطياد صورة لقوس قزح
السير على الدرجات حتى الوصول إلى أسفل الشلال ، هناك مصعد يمكنك أستخدامه ولكن لا يذهب إلا لأسفل المكان أو أعلاه فقط ، فهو لا يتوقف في المنتصف بالقرب من الشلال ، لهذا سيفوتك الكثير من المناظر الخلابة.
وبعد انتهائي من جولتي في الشلالات قررت العودة إلى مدينة زيوريخ والسير في وسطها وأكتشاف ما تحمله هذه المدينة.
المدينة أشعرتني بأنها مدينة المال ، شعرت هذا من ملابس الأناس في الشوارع ، لا ليست مثل لندن أو باريس ، يطغى عليهم اللبس الرسمي الخاص بالبنوك ، ولا عجب بذلك فزيورخ تتمركز فيها بنوك العالم ، وتعد من آمن المناطق في العالم التي من الممكن أن تضع أموالك بها ..
كل هذا شعرته وأنا أسير في طرقاتها ، تكتفي برؤية الناس وأن تتحسس ذلك من أشكالهم وطريقة سيرهم ، اللطف يبدو ظاهراً عليهم بشكل أخافني ، هذا ما أحسسته.
المدينة هادئة ، لا يوجد بها ذلك الصخب كما يأتي عادة مع ذكر أسم زيورخ ، لا شيء يثير سوى الهدوء بحد ذاته وأنت تسير في شوارع زيورخ ..
ولا يفوتني زيارة شارع بانهوف والممتد إلى أن يصل إلى المحطة الرئيسية للقطارات في وسط زيورخ ، الشارع تتواجد على أغلى المتاجر التي تعرض أثمن البضائع ، الشارع حجمه مناسب مقارنه لحجم زيورخ ، فمدينة زيورخ صغيرة وليست بذلك الحجم ، نعم هي أكبر من مدينة بازل وأكبر من مدينة جنيف ، لكن لا تعتقد أنها ستكون أكبر من مدن أوروبية كثيرة .. لكن هذا لا يمنع أن تشعر بالهدوء والأمان في هذه المدينة التي أعتقد لو ضعت طفلك ذو السبع سنوات لوحده في الشارع ، لن يحصل له شيء !
مباني المدينة القديمة ، جسورها التي تعبر الأنهار من تحتها ، هدوءها ، مقاهيها المترامية في أرجاء المدينة ، كلها كانت من الأمور الجميلة في المدينة والتي أعجبتني كثيراً ، أحب المدن الهادئة ، وهذا طابع المدن السويسرية عموماً ، وهذا ما جعلني أحب سويسرا ، عتبي الوحيد عليها هو غلاء أسعار المطاعم والمساكن ، فوجبات الأكل تكلف مبلغ خرافي مقارنة بدول أخرى مثل ألمانيا وهي مجاورة لها ، أو الأرخص منها إيطاليا ، أما بخصوص التسوق فقد شعرت أنها أرخص الدول الأوروبية من حيث البضائع ، مقارنة مع فرنسا وألمانيا والنمسا ، أما إيطاليا فهي أرخص منها بكثير ، لكن أبتعد عن المدن الكبيرة مثل ميلانو وفينيسيا ..
في اليوم التالي قررت الخروج من زيورخ والذهاب إلى مدينة كومو الإيطالية ، ولكن أثارتني الطبيعة السويسرية لأقرر وضع محطة توقف خارج زيوريخ ..
وكعادة قرارتي في هذه الرحلة ، تأتي ارتجالية ، قررت أن أخرج حذائي الرياضي و أن أمارس الهايكنج في هذه الجبال ، بحثت عبر جوجل عن أقرب الأماكن حولي التي يمكن ممارسة الهايكنج ، فقام بتوجيهي آلياً إلى مكان لم أكن حتى يخطر في بالي من جماله.
بداية صعودي للجبل ، ألتفت بعنقي لأجد هذا المنظر ، لم أتمالك نفسي لأخذ هذه الصورة.
الأهتمام بالهايكنج يبلغ قمته عند السويسريين ، المسارات معبدة ! وهناك كراسي للجلوس والأستراحه على مدى الطريق إلى القمة.
منظر البحيرة من تحتي والجبال تحيط بي ! كنت لحظتها لا أدرك أنني ألتقط أنفاسي من الجمال أم من تعب السير على الجبال.
الجميل الذي لاحظته أكثر من مره ، هو وجود مطعم في قمة أكثر من جبل ، وهذا المطعم في الصورة السابقة كان في قمة الجبل حيث يطل على منظر البحيرة والجبال ، و لصعوبة الوصول له تسكن العائلة المالكة في نفس المطعم.
وجدت لديهم مصعد يذهب بالزوار إلى الأسفل بمبلغ رمزي لكل شخص ، تستطيع أستخدامه إذا شعرت بالتعب ، بالنسبة لي أجد النزول مريحاً ، وعندما استخدم المصعد تفوتني لحظات التوقف والتأمل في الطبيعة .. لهذا ذهبت مع خيار العودة سيراً على الأقدام.
وبعد وصولي إلى أسفل الجبل قررت إكمال مسيري بالسيارة إلى مدينة كومو الإيطالية ، بعد أن قضيت نهاري كاملاً تجولت فيه بين أرجاء الطبيعة السويسرية التي فتنت بها كثيراً.
التدوينة القادمة ، سأتحدث عن مدينة كومو الإيطالية
وفي النهاية لا أنسى أدعوكم إلى لقاء سناب شات مع نافذة المدونات والذي سوف أتحدث فيه عن الكتابة والتدوين :
Tagged: مواضيع سفر, تقرير, رحلتي, زيورخ, سفر, سويسرا، مدونة رحلات
جميل كعادتك، يزيد. شكرا لك اصطحابنا في هذه الرحلة الراقية الهادئة.
عندي سؤال، بدأت باستكمال مدونتي (the nightstand blog) لكني مو عارفة لو انها مرئيّة من مستخدم آخر. هل لازم ادفع رسوم دورية لنشرها؟ هي WordPress .. شكرا
إعجابإعجاب
هذا من جمال عينك يا ريم ، تواصلي معي الخاص في تويتر لأتمكن من الشرح لك.
إعجابإعجاب
What’s your twitter?
إعجابإعجاب
@yazeeddotme
إعجابإعجاب
انتظر تدوينة ايطاليا بشوق وحب ..
إعجابLiked by 1 person
سأحاول أنزالها قريباً.. شكراً لك.
إعجابLiked by 1 person
زيورخ بلد الجمال والمال ..
في العام الفائت كنت هناك وكانت هي زيارتي الثانية ..
وربما قريباً سأتواجد هناك ، الطبيعة في سويسرا تجذبك ..
ابدعت يا يزيد بهذه التدوينة الرائعة ..
إعجابLiked by 1 person
ذوقك يشابه ذوقي دائماً يا مشعل ..
ممتن لتواجدك.
إعجابLiked by 1 person
أخي يزيد يوجد متحف شبيه بمثل هذا المتحف في كوالالمبور عاصمة ماليزيا ذهبت اليه في العطلة الماضية ، حقاً تجربة جميله جداً تربط العلم بالواقع بطريقه ممتعه لم نعتد عليها ، فالمناهج العلميه التي تتطلب تجارب كانت تُعطى لنا بشكل شرح وحفظ ثم سكب على الورق ، ونسيان كل شيء بعدها ، تذكرت مقولة لأحمد الشقيري تنطبق عليها جمال التجربة “قل لي وسوف أنسى. أرني وقد أتذكر. أشركني وسوف افهم”
إعجابLiked by 1 person
أهلا بك ، لم أعلم بوجود متحف يشابهه في كوالالمبور ، معلومه جديدة بالنسبة لي ..
وكلامك صحيح بخصوص التجارب العلمية ، هي تثري العقل وتجعله يفكر ويستوعب ما يراه ..
اشكرك كثيراً
إعجابإعجاب