
في عادتي عند ركوب الطائرة ، اقوم باختيار كتاب لكي أقتل ساعات الطيران بالقراءة ، أجد نفسي بالقراءة أقتل وساويس سقوط الطائرة مع كل ارتجافة ، كانت السفرة مفاجئة ، بحثت في مكتبتي عن كتاب حتى أقرأه ، وقع أختياري سريعاً على كتاب اختراع العزلة لبول أوستر والسبب الرئيسي الذي دفعني لأختياره هو صفحاته القليلة المائة والسبعون ، على الأقل بالنسبة لي !
لم أكن أملك فكرة مسبقة عن الكتاب ، لم أقرأ أي مراجعات مسبقة عنه ، ولم أكلف نفسي بتصفح الكتاب بشكل عشوائي كعادتي مع الكتب ، فقد كان أسم بول أوستر كافياً بالنسبة لي للأندفاع لقراءة الكتاب ..
يبدأ الكتاب بتقديم لـ الناقد الأدبي السعودي عبدالله السفر : ” الأبناء نايم ، فإذا مات الآباء انتبهوا “.
كلمات عبدالله اختصرت الكثير في فهم الكتاب ، فكأن بول أوستر لم ينتبه إلى أباه إلا بعد مماته ، فشرع في البدء بكتابة الكتاب الذي يشرح حالة أباه مع العزلة بطريقة نقدية جارحة ، كنت في لحظات كثيرة أشك أنه يتحدث عن أباه ، وهو يفسر هذه الحالة بابتعاده عن أبيه طوال فترة طفولته ، فهو يزيل الأستغراب بإعطاءه تفسيرات لهذه العلاقة الغريبة بينه وبين والده ، بل بين والده وكل الأشياء ، حتى تلك الأوراق المتكومة والصور الفوتوغرافية المحفوظة في أظرف بنية وكانت في غرفة والده ، لم تفتح أبداً ، فحياة والده كانت تغوص في العزلة ..
الكتاب يصنف تحت بند السيرة الذاتية الفضائحية ، أنكرت أحداثه عائلته ، وتبرأت من كل ما كتبه بول أوستر عنهم ، كان جريئاً في الكتابة حد الوقاحة أحياناً .. الكتاب في نظري أعطاني بعداً جديداً في قراءة السير الذاتية على عكس السير الذاتية الرصينة التي قرأتها سابقاً.
Tagged: كتاب عربي, مراجعات, مراجعة كتاب
اللي فهمته ان الكتاب مش سردي اكثر من كونه فلسفه ونثر ادبي صح؟✨، سمعت فيه كثير بس ما عمري فكرت اقرأه او يشدني او اني ابحث عن قصته 🧐
إعجابإعجاب
مرحباً
الإختيار العشوائِي للكتاب،كان الثيمة الأساسية أيضاً للقائِي بأوستر،ربما ما جذبنِي هو العنوان الذِي لم أفهم أبداً سبب ربط بول للعزلة بالإختراع،حسناً ما طرحه الكاتب هُو الحقيقة بحذافيرها و كانت مثلما ذكرت.. جارحَة و وقحة و مع ذلك فهِي حقيقة و كُل حقيقة يجب أن تطرح أرضاً دون مراعاةٍ لتزيينها،صحيح أن في الأمر جرأة بالغة و صراحة حادة و لكننِي لولاها لما شعرت بحاجة بول للكتابة و خصوصاً عن نوع هذه العلاقة الحساسة و التي ربطته بوالده طيلة حياته.
ريفيو أنيق.
إعجابإعجاب
شكرا جزيلا لك اخي
إعجابإعجاب