تتقلب أوراق التقويم بسرعة بحيث لا أكاد أحس بها ، ها نحن الآن في شهر أبريل ويسمى بـ نيسان في الشام ، تختلف التسميات ولكن يبقى شيء واحد ثابت اتذكره عن ابريل او نيسان فهو الشهر الذي يوجد فيه يوم الكذب الشهير ، لهذا أجد نفسي أبغض هذا الشهر كثيراً ، ولا أنسى أيضاً مع سردي لسلسلة التنبيهات هذه التي بدأت بها عن أبريل أن اذكر أن هذا الشهر يكون بداية الصيف بالنسبة لنا في هذه المنطقة الجغرافية من العالم التي تدعى بمنطقة الخليج العربي حيث لا يوجد لدينا فعلياً فصل الربيع رغم ما درسناه في كتاب الجغرافيا ..

بداية عام ألفين وثمانية عشر كنت قد عزمت بكتابة تدوينات شهرية أتحدث فيها بشكل أكثر عن مجريات أيامي ، أعترف لكم أن الكتابة عن يومياتي هو أمر صعب و مناف لطبيعتي على شخص مثلي يحب أن يجلس في زوايا المجالس ، ويكره الأضواء الساطعة ، و لا يشير لنفسه في الحديث كثيراً ،  لكن قد قررت ذلك من أجل السير في سلسلة التغييرات التي قررت البدء فيها منذ عدة سنوات ، أحتاج أن أحول نفسي لحالة أكثر أنفتاحاً للأخرين.


لم يكن دخول شهر مارس عادياً ، بل كان دراماتيكياً بسبب موعد حضوري إلى معرض القصيم للكتاب ، لم يلطف هذه المشاعر الخائفة إلا الاستقبال المميز والتنظيم الجميل لمعرض القصيم رغم أنه الأول للقصيم ولكنه كان أحترافياً بشكل ملفت للزائر لأول مرة وكأن المعرض في دورته المئة.


أما أصعب تجاربي في هذا الشهر بل حتى هذا العام ، هو الحديث عبر التطبيق الذي يدعى بـ ” السناب الشات ” ، ففي البدء يجب أن تعلم أن التطبيق قمت بتحميله من أجل اللقاء ، وكان هذا قبل اللقاء بدقائق وبعد انتهائي من اللقاء قمت بإزالته من هاتفي فوراً  ، التوتر كان  يأكلني من الداخل ، وإن ظهر كلامي للأخرين يسبح بهدوء دون تموجات عبر السناب ، ربما هذا التوتر ما كنت أشعر به و أحسه بداخلي على الأقل  ، حتى بعد انتهائي من اللقاء لم أقم بالاحتفاظ بمقاطع اللقاء في هاتفي  ، كنت أرغب بالابتعاد في أسرع وقت عن الشعور الذي يخنقني بسبب هذا التوتر ، الحديث في لقاء عبر برنامج تلفزيوني بالنسبة لي أجده أكثر أريحية من التحدث أمام كميرة السناب ، ربما الحديث إلى اللا أحد هو ما يثير الخوف فيني ، فأثناء التصوير للسناب ، فأنت تتحدث لنفسك في الحقيقة ، وهذه حالة لم أعتد بها أن تكون بصوت عالٍ ، في لقائي التلفزيوني قبل شهرين لم أشعر بالخوف بل أن المذيع دهش من طريقة جلوسي معه وحركات عيني التي كانت تطارد عينه ، لكن فكرة الحديث إلى نفسي أربكتني وجعلتني غير متزن ، ربما لو كنت أتكلم بالسناب كثيراً ستكسر فيني هذه الرهبة من الحديث إلى نفسي  .. لا عليكم هو مجرد اكتشاف عن طبائع نفسي و أعتياداتها لأول مرة ، لو لم أقبل دعوة مجموعة نافذة المدونات ، ربما لم أكن لأعلمه عن نفسي .. بالمناسبة المجموعة رائعة في تفاعلهم ومن يرغب الانضمام لهم يستطيع عبر متابعة حسابهم في تويتر والتواصل معهم، لهم الشكر و الإمتنان على ما يقدمونه من دعم و مساعدة في عالم التدوين.

https://twitter.com/BushraAlfarhan/status/971488911540224000


هاتفي من شركة LG بدأ في حالة تدهور غريبة مستفزة لم تنفع معه إعادة ضبط المصنع  ومحو كل ما يحتويه الهاتف لم يرضيه ، لهذا قررت على مضض شراء هاتف جديد بدلاً منه ، رغم أنه لم يكمل العامين معي ، وأنا شخص لا أحب تجديد الأجهزة في فترة متقاربة ، لأنني عادة مع كل أنتقال لهاتف جديد لا أشعر بذلك الفارق التقني الكبير ، عموماً  قررت الذهاب إلى مكتبة جرير وشراء هاتف جديد من شركة هواوي Mate 10 pro ، أحد أهم أسباب شرائي له هو البطارية التي تتسع لأربعة آلاف أمبير بالإضافة إلى كاميرته الممتازة ، ولكن تبادر إلى ذهني أثناء لحظات أنتظاري لعملية الشراء في جرير أنني لم أحاول أن أكلف نفسي برؤية كتابي على رف مكتبة جرير .. نفسي غريبة حقاً ؟ ( لمن يقطن خارج السعودية ، المكتبة تعتبر أكبر المكتبات المتواجدة في المنطقة وهي مقصد رئيسي لشراء الكتب هنا رابط المكتبة http://www.jarir.com/arabic-books/self-development/arabic-books-497384.html )

1-20180312_172430

وجدت كتابي بالخطأ تم وضعه في قسم الفلسفة ، تأكدت من البائع وقال أن التصنيف جاء من إدارة جرير ، قمت بمراسلتهم فوراً وتم تصحيح الخطأ في اليوم التالي ، حيث نوّهت في الرسالة بأن الكتاب يفترض تواجده في قسم الرجل والمرأة .. بعدها لم أرجع للمكتبة ..


محاسن السكن في المنطقة الشرقية هو سهولة ذهابك إلى دول الخليج في أيام عطل نهاية الأسبوع ، حيث كانت الكويت الوجهة ، مسألة شراء ملابس العيد في اللحظات الأخيرة لها ذكريات سيئة حتى أنها تأتيني في أحلامي ، لهذا من عادتي السنوية الذي بدأت بها من سنوات مضت بالذهاب إلى دولة الكويت وقضاء نهاية الأسبوع فيها من أجل شراء ملابس العيد للعائلة ، الأسواق تبدو أقل وطئاً من تلك اللحظات القريبة من العيد ، فالناس يصبحون مسعورين ولا يمكن الأقتراب منهم في المتاجر ، يرتفع مستوى الأدرينالين لديهم إلى مستويات لا تحتملها أجسادهم التي لم تعتد على هذا المنسوب من التوتر.

1-20180309_210351.jpg

أفنيوز الكويت


في أحدى المرات قد علقت على المدونة إيمان في مشروعها ( the goodreads Tag مع “في حُب القراءة” ) ، ليس تحديداً في هذا الرابط ، في مكان آخر لا أذكره ، كان في ما معناه : كشف ما أقرأه تبدو فكرة مستحيلة وصعبة بالنسبة لي ، كفكرة التعري بلا رداء يسترني أمام الأخرين ..

لكن كما أسلفت سابقاً رغبتي تتجلى هذا العام في أن أكسر جمودي ، أكسر اعتقاداتي ، وأحطم الحدود التي وضعت نفسي بداخلها، لهذا وفي هذا العام أردت مشاركتكم كل ما أقرأه من كتب تقع بين يدي ، وقد بدأت فعلاً بهذا الأمر سلفاً منذ أن بدء 2018.

mde

لدي أهتمام متنامٍ منذ فترة يدور حول الثقافة الصينية ، فمنذ سنوات سابقة قد بدأت بشكل مستمر وبدون انقطاع طويل عن الأدب الصيني ، قررت هذه المرة بالقراءة للكاتبة الصينية جين رن شون والتي ترجمتها لها منال حامد ، الكتاب من مائتي صفحة و تمتد عبره قصص تدور حول التراث الصيني القديم ، كنت قد أخترت الكتاب لكاتبة صينية تعتبر من الجيل الحديث للأدب الصيني ، كنت آمل أن يكون الكتاب يحمل قصص حديثة عن الصين و لكن أحبطت ، لقد شبعت من القصص التي تدور حول الأساطير الصينية القديمة ، لهذا لم يعجبني الكتاب.

mde

سلطان الحويطي أبدع في روايته الأولى ، لم أعتقد أنه سعودي ، فالدار التي أشتريت منها وهي منشورات الربيع  هي  دار مصرية ، وتعج بالكتاب الجدد المصريين ، كما تميز بحضوره الكاتب سلطان بهذه الدار فقد تميز بحضور الفانتازيا الطاغية التي سطرها في هذا الكتاب ، فالكتاب كأنه قد بلل في بحر الفانتازيا ، يجعلك تغرق في الموت والحياة ، أحسن بأختيار الكهف مكاناً للموت ، بالنسبة لي أجده ذكاء ، كمثل العودة إلى حالة الإنسان الأولى واكتشاف الأصل ، العودة للتاريخ لكي يعرف المستقبل ، بالمناسبة هي تتحدث عن شاب أسمه ضاوي ولكنه يعيش في مصر، بداية قوية لمنصور في كتابه الأول..

mde

هذه الرواية التي خدعني غلافها ، كتب على الغلاف من أعلى : الرواية الممنوعة من النشر لمدة عشرين سنة ، والتي عندما أنتهيت من قراءتها لم أفهم حقيقة منع الكتاب ، إن كان فعلاً ممنوعاً في إيران! ، الكتاب يتحدث عن حقبة الشاه ، الإدارة البوليسية التي أنتهجها النظام في تلك الفتره مع معارضيه ، الكتاب ركيك بأحداثه الضعيفة ، وكأن من كتبه لم يعش في الحقيقة في إيران ، بل أجزم أن إي أيرانياً سيكتب عن إيران ويصفها أعمق مما وصف بها أسطره الهزيلة ، كنت أتثائب كثيراً وأنا أقرأ الكتاب ، تجربتي مع هذا الكتاب كانت سيئة.

mde

يقول سو دونغ : سر الكتابة يكمن في الكتابة أكثر و القراءة أكثر ، الكثير من الكتاب ينتابهم القلق لأنهم لا يكتبون إلا القليل ، ذلك لأنهم كسالى في القراءة ، في كل مرة يكتبون قصيدة يريدونها أن تكون الأفضل بين القصائد ، ولكن من المستحيل تقريباً أن يحققوا ذلك ، فمن خلال المواظبة على الكتابة ، تكتشف الأخطاء والعيوب في ما تكتبه ، ولن تنتظر من الآخرين أن يشيروا إليها بالبنان.

كان هذا النص السابق أقتباساً من كتاب ” فن الكتابة ” ، والذي كتبه السيد ” لو-جي ” وهو شاعر صيني عاش قبل أكثر من 1700 عام ، ولكن تم جمعه مؤخراً لطرح رؤية لتعاليم الشعر الصيني ، حيث يعلّم القاريء طريقة النصوص الشعرية الصينية بأسلوب بسيط و مختصر دون إسهاب ، وهذا عموماً ما يميز الصينيين في أدبهم وتراثهم ، لا يحبون الإطالة والإسهاب ويجدونها ضعفاً بينما الغرب و العرب عموماً نجدها من عوامل القوة في الكتابة.

الكتاب جيّد لمن يهتم مثلي في سبر أغوار الأدب الصيني.