
تندفع الأعوام سراعاً ، وكل الأشياء تصبح صريعة ، عفواً سريعة .. حيث تكاد أنفاسنا لا تتمكن من اللحاق بها ، تجري بنا في كل الإتجاهات دونما أستحياء ، فهي تنتهك أعراض فصول السنه بأسلوب لص محترف ، فأستباحت مشاعري الدافئة والغارقة بفصل الشتاء حتى أنني كدت لا أشعر بحضور الشتاء وهيبته كل عام ، لا أكاد أشعر به حتى أجدني أتصبب بردائي الشتوي عرقاً في شهر إيلول ، وأتسائل فوراً ، يا ألهي متى جاء الصيف؟ ، فأنا لا زلت مرتدياً معطفي .. فآخر ما أتذكره هو أنني في وسط الشتاء!
باتت أعوامنا مؤخراً تندلع بالأحداث التي كدنا لا نتذكر الكثير منها .. لذلك بدأت بفكرة رصد مشاهد متحركة لهذا العام بهاتفي المتحرك وجمعت شيء منها في المشهد التالي.
هي لحظة أشعرها ، هي وهله ، هي شيء ما ، لا أكاد أدركها ، هي تحدث بينما أكون ممسكاً بهاتفي في يدي ، وأتذكر فجأه .. أواه أنني أردت أحتساء قهوتي ، ها بدأت تبرد وهي أمامي على منضدة القهوة ، قد كدت أنساها ، هذه ليست المرة الأولى التي تحدث بها ، كم مرة حدثت لك ، أن نسيت شرب قهوتك التي وضعتها مباشرة أمام أعينك ، كم مثل أمر القهوة من أمور أخرى قد نسيتها في حياتك ؟ كم من شيء ما قد فعلته ووجدت نفسك وروحك وذاتك قد نسيته بسهوله .. ؟؟ كم من أشخاص كانوا أمامك ولم تشعر بهم ونسيتهم ؟؟
هنا سأكتب شتات عامي ، منجزاتي ، خسائري ، وكل شيء أخاف أن أفقده !
1- لطالما كانت تروق لي فكرة زراعة نباتات منزلية ، لذلك بدأت هذا العام بجمع نباتات مختلفه و توزيعها في أرجاء المنزل.
2- في العمل ، أنتقلت إلى مكان آخر كان فيه التحدي كبيراً ، كان بكل صراحه هو السبب الرئيسي والوحيد الذي جعلني لا أستطيع دخول المدونة لفترات طويلة ، كنت لسنوات طويلة سابقة في مكان واحد لم أتغير حتى طفأت روح المغامرة بداخلي ، التغيير يولد أنفعالات مفرطة لم تعتد عليها ، تدفعك إلى المغامرة ، وتعمد إلى التعريض بك إلى المخاطرة .. هكذا يحدث الأمر عند حدوث كل تغيير في حياتنا .. لم أفهم هذا الشيء جيداً إلا قبل أسابيع قليلة فقط.
3- في الأصدقاء ، بات لي يوم أو يومين بشكل أسبوعي أجتمع فيه مع بعض الأصدقاء .. سافرت أكثر من مره خلال العام مع بعض الأصدقاء ، قويّت علاقتي بأناس أكثر وتوسعت بشكل أكبر الحلقة ..
4- توقفت تماماً عن قراءة الكتب الأنجليزية في عام 2018 ، فأبقيت نفسي دافئاً مع أحضان الكتب باللغة العربية.
5- أصيبت عضلة الساق بتمزّق كان سببه أهمالي بالقيام بالأحماء ، وأيضاً كان الإجهاد ، حيث قمت بقيادة الدراجة لمسافة طويلة في الليلة السابقة ، جعلتني الإصابة أتوقف عن القيام بنشاطاتي الرياضية لمدة أربع أشهر ، الحمدلله بدأت مؤخراً وبشكل تدريجي العودة إلى التمارين.
6- شاركت بتأسيس نادي نخبوي برجوازي مصغّر للقراءة في مدينتنا ، وأصبحت لدينا أجتماعات دورية كل أسبوعين ، سعيد أن ترى بعض المهتمين بالكتب والقراءة والثقافة لتتحدث معهم وتتبادل النقاشات الفكرية.
7- توقيع كتابي في معارض الكتاب ، جدة والرياض والقصيم.
8- لقاء تلفزيوني في قناة الثقافية والحديث عن كتابي عقل وقلب.
9- بدأت بمشروع صغير مع زوجتي في المنزل يختص بصنع السوشي ، على أمل أن نفتتح فرعنا الأول خلال السنتين القادمتين.
10- كوّنت صداقات عبر المدونة والتي كانت نافذة لصنع علاقات جميلة أمتد التواصل خلالها عبر الرسائل الخاصة بتويتر وبعضها إلى الواتس اب ، ممتن لهذه الارواح التي تتواصل وتسأل وتبحث عن الحياة ، أشعرتني بحيوية المدونة.
11- سافرت إلى أربعة دول لهذا العام : ألمانيا ، النمسا ، المجر ، التشيك ، قريباً سأكتب عنها كما عوّدت زوار المدونة.
12- بدأت التعلم بإنتاج بعض الفيديوات البسيطة عبر تصوير المقاطع بنفسي والتي من خلالها أنتجت المقطع الذي وضعته في بداية التدوينة.
13- عدت إلى كتابة أعمالي اليومية في دفاتر صغيره ، كنت أنقطعت عنها منذ عام 2013 بدون أي أسباب ، وقررت العودة وعرفت أنني كنت تائه لفتره طويله ، تدوين أعمالي اليوميه وملاحظاتي من خلال الكتابة بيدي أفضل وأكثر أتساقاً في ترتيب ذاتي.
14- في هذا العام لأول مرة أقوم بفعل الترجمة وذلك لمقال أعجبني كثيراً ولم أشعر بنفسي إلا وأنا أترجمه : الجانب المظلم للصداقة ’’نحن بحاجة إلى عدو مشترك‘‘ ، لازالت الفكرة لدي بإكمال التجربة والترجمة بشكل أكثر متى ما سقط بيدي مقال أعجبني.
نصيحة قد تفيد احداً :-
قرأت في إحدى مقالات هارافارد بزنس بالعربية عن تحول فكرة تخطيط الأهداف في الآونة الأخيرة بشكلها السنوي لتصبح كل سنتين ، فصاحب المقال لديه وجهة نظر محترمة من خلال وضع أهدافك لتكون كل سنتين بدلاً من كل سنه ، وهو كما يقول أن الأعوام أصبحت سريعة ونسبة الإنجاز تبدو في أدنى مستوياتها والسبب يعود إلى كثرة التشتيت وسرعة الأشياء من حولنا ، فهو يزعم أنه من الصعب القيام بالسيطرة على أهدافنا وإنجازها في وقتها الزمني المحدد بسبب كثرة المدخلات التي أصبحت من حولنا ..
هذا العام سأخصصه للتدوين والقراءة بشكل أكثر ، لدي قائمة قرائية طويلة حرصت خلال الأسبوعين الماضيين في وضعها ، ومن الناحية الأجتماعية سأركز على العلاقات والصداقة والتعارف أكثر والألتقاء بالناس ، عام أحاول فيه أن أكون متوازناً ، سأستمر بالتحرك ، ولكن لا أظن أنني سأبدأ بكتابة كتاب جديد في هذا العام ، لا أشعر بذالك الشعور الداخلي والفكرة التي تدفعني لكتابتها بشكل كتاب ، ومن الناحية المالية كنت مهملاً خلال العام الماضي ، سيكون هذا الحال مختلفاً مع المصروفات لهذا العام حيث سأعيد ترتيب مصروفاتي وقد بدأت جزء منها بالفعل ، سأنظم نفسي أكثر وألتزم بجدول يومي وأسبوعي وشهري ، سأسافر بكل تأكيد هذا العام و سأدون بشكل أكثر هذان الشيئان بالتأكيد لا أتخلى عنهما برغبتي .. بإذن الله عام سيكون حافل بالمنجزات للجميع ..❤
سنة سعيدة أخ يزيد ،
من الجيد أن نبدأ العام الجديد بسرد انجازات الوقت الماضي ، و كأننا نقدم قرباناً يشفع لنا دخول السنة الجديدة بإستحقاق نفسي أعلى .
على كلٍ ، استمر بفعل ما تحب ، فهي الوسيله الوحيده لقهر هذا الزمن المتسارع.
تحياتي
إعجابإعجاب
يزيد أنت إنسان جميل، شكرا لاصطحابي في جولة بداخل ذاكرتك.
إعجابLiked by 1 person
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
جميلة هي إنجازاتك ، و خاصة مشاركتك في تأسيس نادي القراءة
شباب اليوم يحتاجه فالتكنولوجيا تجتاح عصرنا و لم يعد للكتب الورقية من مكان للأسف
و تهانينا ثانية على الكتاب وددت فعلا قراءته غير أني لم أجده إطلاقا في دولتي
أتمنى لك و لزوجتك التوفيق في المشروع
و عسى أن تكون سنتك هذه أفضل من سابقاتها
دمت في رعاية الرحمان و حفظه
إعجابإعجاب
شكرًا 🙂
إعجابإعجاب
كل عام وانتَ بخير يا صديقي ..
أثرت أهتمامي بـ تدوينتك كالعادة ، وأعتذر لتأخري بالرد ..
أعجبتني فكرة نادي القراءة جميلة جداً
كل التوفيق لكَ ولزوجتك في مشروعكم ..
فكرة كتابة اليوميات جميلة أما بالنسبة لي فغير مجدية بسبب ظروف العمل المتغيرة ..
في جعبتي كثير من الاحاديث سـ أبقيها إلى أن نلتقي ذات يوم ..
سنة جميلة بإذن الله ، وكل التوفيق لك ..
دمت بخير ..
إعجابإعجاب
كعادتك طرح متميز وساحر، الاحتفاظ بالذكريات شئ جميل تمنياتي لك هذا العام بإنجازات أكثر وأقرب لأحلامك، وكل الأمنيات بالنجاح لك ولأسرتك في مشروعكم الصغير
إعجابإعجاب