
صُداع ملازمني منذ منتصف يناير ، أتُهمت بسببها بأنني لا ألقي بالاً لما يقوله الأخرين لي ، و صادقتني العصبية ، فكانت الرفيق الملازم لي ، تشتد مع كل نوبة للصداع ، و من باب الشكّ ، والتي ساورتني منذ لحظة دلوف الغبار الى أبواب مدينتي في هذه الأسابيع ، أصبح هو المتهم في صداعي ، ذهبت للتأكيد من التهمه إلى طبيب الأنف ، فأكد أن الجيوب الأنفية ملتهبه ، فصرف لي أدوية وأن أعود له بعد أسبوع ليتأكد من مفعول العلاج ، لنرى فبراير!

محاولة ضوئية رديئة
شهر يناير وكأنه كان في سباق مبكر لأقتناص سبق بداية التوتر لهذا العام ، و للأمانة فقد ظفر بهذا التحدي وحقق نصراً مؤزراً في مضمار التوتر ، فقد أربكني هذا الصداع الذي أختبرته في يناير ، لأول مره أختبر هذا الصداع الطويل ، بسببه أصبحت أشفق على من لديه صداع الشقيقه أو أي من أنواع الصداعات المزمنة ، كلي رثاء لرفقاء هذا الشعور الصعب .. ♥
خمسة تدوينات تساقطت خلال شهر يناير ، بداية موفقة للعودة في جدول التدوينات الذي حاولت الألتزام عبرها في المدونة وكان محورها الرسالة التي وصلتني وبعدها عرفت أنها من السيدة الجميلة Merna ، قرأت رسائلكم وتعليقاتكم اللطيفة لها، وقد قرأت شيئاً منها في أجتماعنا الأخير لنادي الكتاب وأعجبت الأعضاء ونالت تعليقات لم أتوقع أن تكون لها ذلك التأثير ، صنعت شهري بشكل حقيقي.
عندما يوقفك شخص ليجعلك تبتسم ؟ هنا كان أحمد (https://ahmadfouad79.com ) بتعليقه والذي جعلني أبتسم طيلة شهر يناير ، هل تصدق أن تعليقاً لطيفاً قد يكون له أثر على شهر كامل؟ أحمد هنا مثال حقيقي لما فعله بي في يناير ، سعيد سعيد جداً بإنني دفعت شخص جميل إلى عالم المدونات ، أشكرك صديقي أحمد. 🌹♥💕
هذه التفاصيل تحتاج أن تؤرخها خلال تدوينتك الشهرية لتتذكرها ، هي أشياء نتمسك بها في وسط الظلام لتنير لنا مفهوم الحياة ، لتلوّح لنا بالحب والسعادة ، و أثناء كتابتي للتدوينة غزت صدري هذه الكلمات من بثينة :
في يناير كانت لي قراءات متنوعة سأسردها وأشارك متعتي القرائية معكم ، بما أن هذا العام خصصت جلّ وقته للقراءة ، أو بقدر الإمكان بعد إنجرافي في الشهور الماضيه عن مسار القراءة.
هذا الكتاب جائني بعد توصية من صديق عزيز لم يكن لي الشرف للتعرف عليه إلا في أيامه الأخيره قبل أن ينتقل إلى مدينة أخرى ، أعزوا هذا إلى أن حظي كان تعيساً ، سأتذكره دئماً عبر هذا الكتاب ( صفر إلى واحد ).
الكتاب يفيد أصحاب الأهتمام بالتجارة الألكترونية ، و لا عجب أن يحقق أعلى المبيعات وينال النجاح بسبب أن الكاتب هو بيتر ثيل وهو رائد الأعمال الأمريكي الذي أسس فكرة التعاملات المالية عبر الأنترنت بإنشاءه شركة PayPal الغنية عن التعريف ، يتحدث في الكتاب عن التجارة الألكترونية بشكل مخصوص ، للداخلين الجدد للتجارة الإلكترونية عليهم قراءة هذا الكتاب لفهم هذا العالم الجديد ، لم أطلع على ترجمته العربية ، ولكن موجوده.
قرأت أيضاً كتاب التنمية الإقتصادية في اليابان لـ كينئيتشي أونو ، فمن عادتي السنوية هي القراءة عن الثورة الصناعية في اليابان ، لطالما أثارتني ، وفي الفترة الأخيرة بدأت الصين تدخل في طريق إهتماماتي ، أحب دراسة الناس ومنها دراسة الدول ، لطالما أحببت علم الإجتماع ، الكتاب أجتهد المؤلف في تنسيقه وترتيبه ، الجميل فيه هو سهولته وتنظيمه ، لا معلومات جديده لي ، أعتقد أنه سيكون أخر كتاب أقرأه عن كيفية حدوث نهضة اليابان ، ربما هذا الكتاب السابع أو الثامن الذي قرأته عن أقتصاد اليابان تحديداً ، قراءاتي القادمة ستكون عن الصين ونهضة الصين.
إيضاً كان هذا الكتاب والذي أستعرته من الصديق العزيز سلمان ، قال لي بما إنك ” نجدي ” عليك بقراءة هذا الكتاب وهو يمد الكتاب إلى يدي ، وكان رأي صديقي “الجنوبي” مصيباً بتوصيته الجميلة والتي تنمّ عن ذائقته الرفيعة بالجمال الأدبي والروائي ، فالكتاب يتحدث عن مسيرة شاب نجدي في رحلته العلمية ما بين نجد والعراق والشام والقاهرة ، وأنا أقرأ الكتاب في يناير حازت الرواية على جائزة نجيب محفوظ ، ووصلت إلى القائمة الطويلة في جائزة البوكر العربي ، فـ أميمة الخميس أبدعت بشكل مذهل في شد القاريء عبر مجريات الرواية.
في خوض غماري الدائم وإنجذابي المستمر للفيزياء والكيمياء ، كان أسم ماري كوري يمر علي بسبب إنجازاتها وأكتشافاتها ، وأما في داخل هذا الكتاب وجدت أن لماري قصة مليئة بالكفاح والتحدي أمام قومية أضطهدتها أولاً ، ألا وهي الروسية وتم إجبارها لتعلم الروسية ، وكيف حاربت هذه القومية ومن بعد ذلك في حربها الخاصة حتى تنال درجة العلوم في جامعة السوربون في باريس ، رحلة مشقة بين بلدين ، ورحلة بين قوميتين ، وكيف ألتقت بزوجها العالم بيار كوري ، وكأن القدر كان ينتظرها طوال الطريق رغم صعوبته ، قصتها ملهمه للنساء قبل الرجال ، فهي الحائزة على جائزتين نوبل ، أحداهما فيزياء والأخرى كيمياء ، وهي أول من حازها من النساء ، وهي أم علم الإشعاع ، الكتاب جميل ويعتبر قراءة في سيرة ماري كوري.
أبتدأت نشاطات نادي الكتاب بحماس لهذا العام وفي يناير ألتقينا لثلاث مرات ، أحداهما كانت تجربة صباحية ، كتاب أربع وعشرون ساعة من حياة امرأة كان من ضمن قراءاتي ضمن هذا الشهر أيضاً ، وهي رواية قصيرة لا تتجاوز المئة صفحة إلا بعدد قليل من الصفحات ، فالرواية منذ لحظتها الأولى وحتى النهاية تدور عن امرأة أرستقراطية و أربع وعشرين ساعة من حياتها كانت مليئة بالأحداث التي تصارعت من أجلها حتى قررت هي التوقف بالأستمرار مع نهاية الكتاب ، شتيفان تسفايغ ولمن لا يعرفه فهو أحد أعظم الكتاب الألمان الذي مروا على تاريخ ألمانيا.
أما بالنسبة لمشاهداتي للإفلام في هذا الشهر ، كانت لدي مشاهده وحيده لـ فيلم وقع أختياري عليه بدون تعرف مسبق ، بل كان تحت تأثير الكسل والبحث في مكتبة الفيديو الخاصة بي ، فكان أول القائمة المتواجده ، فقررت تشغيله دون توصيات ، ومنذ لحظاته الأولى شدت أعيني فكرته البسيطة والتي أجزم أن ميزانية الفيلم قد تكاد تكون بسيطة وربما شخص مع أمكانيات بسيطة يستطيع القيام بفيلم مشابه له دون الحاجة للإستعانة بشركات إنتاج ، قصة الفيلم الرائعة هو سبب نجاحه ، حيث يسلط على حياتنا الجديدة مع الإنترنت ، وكيف يبدو الإختفاء ، مستحيلاً !
خاتمة الشهر:
لا يمكن المرور إلى نهاية شيء قبل أن ترى تعرّجات تصادفك في طريقك ، يناير بداية المثال ، فلا تجعلها بداية العذر لتعثراتك يا صديقي القاريء ، أبق مستمراً و تذكر أعوام مضت ضاعت منك.
أحب كثير تفاعلك مع تعليقات القراء لمدونتك .. وآستمتع اكثر بقراءة تدويناتك استمر ..
إعجابLiked by 1 person
دوماً مبهر يا صديقي ،،
لقد أستلهمتُ من مدونتك شيءٌ أستعدد للقيام به في هذه السنة ، فـ عذراً لك ..
دمت بخير ..
إعجابإعجاب
عزيزي يزيد:
لا أستغرب انهمار التّعليقات المشجّعة والمحفّزة والسعيدة. لأنّك أنت كما أنت هكذا.. مميّز.❤️
دائم ما تعطينا أفكارً جديدة وبسيطة لحياة أجمل
كنت سببًا في انطلاقي بعالم التّدوين، سببًا فيه بدئي بالكتابة من جديد (قد يؤدي ذلك إلى كتاب في السنوات القادمة).
أشكرك فعلًا من كل قلبي🙏🏻
وأحسد المجهولة؛ فقد اهتدت إلى طيّب القلب يزيد
دمت بخير🌸
إعجابإعجاب
“عندما يوقفك شخص ليجعلك تبتسم ؟ هنا كان أحمد (https://ahmadfouad79.com ) بتعليقه والذي جعلني أبتسم طيلة شهر يناير ، هل تصدق أن تعليقاً لطيفاً قد يكون له أثر على شهر كامل؟ أحمد هنا مثال حقيقي لما فعله بي في يناير ، سعيد سعيد جداً بإنني دفعت شخص جميل إلى عالم المدونات ، أشكرك صديقي أحمد. 🌹♥💕”
هكذا كان تعليقك يا يزيد… فُوجئت به وأنا أقرأ تدوينتك، أتعلم؟ تعليقك هذا جاء في وقت عجيب للغاية، فأنا أمر بوقت أعتبره من أسوأ الأوقات التي مرّت عليّ في حياتي.
أصابني الإحباط الشديد بسبب بعض المشاكل مع دور النشر، حتى أنني شارفت على فقد ثقتي في قلمي، وملأني الظن بأن كتابتي ليست بهذه الجودة التي اعتقدتها. توقفت عن الكتابة بل وعن القراءة، وعزمت أن أبتعد عن هذا المجال.
عندما جاءني تبيه كونك أضفت مقالة لك، كدت ألا أقرأها، كوني لا أحب أن أقرأ أي نص إلا عندما أكون في حالة مزاجية جيدة وذلك تقديراً لصاحب الكلمات أياً كان. لكن من باب الفضول فتحتها وتوقفت عند تعليقك، لأتوقّف طويلاً أمامه. وأعود بذاكرتي إلى السبب الأساسي والذي جعلني أكتب منذ البداية. هناك من يقرأ كلماتي ويهتم بها، وهناك من يتأثر بها حتى وإن كانوا قلة قليلة لا تُعد إلا على أصابع اليد الواحدة.
تعليقك قد يكون سبباً رئيساً في تراجعي عن التوقف عن الكتابة، لأنني لا أرغب في أن تتوقف عن الابتسام 🙂
مودّتي
أحمد
إعجابإعجاب
فقط لأطمئنك ، الغالبية عانت صداعا في يناير .انا من ضمنهم لدرجة ذهابي ايضا لطبيب وهو نادرا ما افعله بسبب صداع ! .
و لا أعلم ان كان تفسير هذه الظاهره سيصيبك بالإنبهار او الاحتقار 😅 . لذلك سأحتفظ بالتفسير الذي قرأته لنفسي و أكتفي بالقول ان الصداع سينتهي بإذن الله وهو يعني أن جسدك يتطهر و هو يجاري ارتقاء الارواح المتوافق مع نمو الكون و توسعه مع انطلاقة هذا العام .
و على الاقل لم يمنعك الصداع من الانجاز ، فبوركت أعمالكم .
إعجابإعجاب
جرب ان تستخدم بخاخ ماء البحر بشكل يومي سيخفف المشكله ان شاءالله
إعجابإعجاب
جميلة هي كلماتك، تلك التي ترفع بناء تدويناتك، وقد شجعتني أن أبدأ هذه العادة الجميلة في مدونتي الوليدة، أن أكتب رسالة إلى العالم نهاية كل شهر (تدوينة الشهر) أحدثهم فيها بما تم وما لم تم، بتلك الآمال التي ارتفعت والمشاكل التي وقعت، ألخص لنفسي وللعالم أحداث شهر كامل … في فقرات قليلة، ثم أمضي في رحلتي دون التفات
هذه مدونتي الوليدة، تشرف بزيارتك لها:
https://omaralhamdi.com/blog/
إعجابإعجاب
لي الشرف بوجودك يا سيدي، و أسعد بمتابعتك.
إعجابإعجاب