
حب سيئول بدأ بالتغلغل فيّا و يتجلى هذا واضحاً في تعابيري خلال هذه السلسلة المتتالية من التدوينات عن سيئول !! ، أحاول أخفيها أو أن أكون محايداً في حديثي عنها ولكن لا أستطيع ، لهذا جرى التنويه ، أن بعض كلامي سيكون نابعاً عن عاطفتي نحو سيئول.
الأجزاء السابقة للرحلة :
سيؤول أو سوول ، هذا تقرير لرحلتي الأولى لها
الجزء الثاني من رحلتي لـ سيئول
من الصعوبات التي واجهتني في تجهيز رحلتي لكوريا الجنوبية أنها تحمي نفسها عبر محدودية الولوج للمعلومات من خارج كوريا ، فمثلاً عند فتح خريطة جوجل ومحاولة معرفة المسافة من الفندق الذي تود أختياره وعن أي معلم من معالم سيئول ، فلن تتمكن من ذلك ! ، بل أن خرائط جوجل لن تفيدك بخدمة الملاحة والتوجيه داخل كوريا الشمالية ، فقط سيخبرك بالأماكن ولن يخبرك كيف تصل إليها أو كم المسافة منها وإليها ، كانت الخيارات أمامي بالإستعاضة عبر أستخدام تطبيقات كورية ، فهي الوحيدة المسموح لها بالعمل هناك كوريا ، مثل : KakaoMap و Never Map ، والتطبيق الأول ناسبني أكثر بسهولته ، لم أتوقف عند هذه المشكلة بتبديل التطبيق الذي أعتدت عليه ، بل علي الآن تبديل لغة أعتدت التعامل معها وهي الإنجليزية والعربية ، لإن بعض الأماكن يجب أن تبحث عنها باللغة الكورية ، فهي لا تظهر عند محاولتك البحث عنها في الخريطة عند أستخدامك اللغة الأنجليزية أو ربما قد يعطيك مكان آخر مشابه له بالإسم ، لذلك كنت أضطر أن أنسخ المكان أسمه إلى محرك البحث جوجل ومن بعدها أخذ أسمه بالكوري وأضعه في تطبيق الملاحة ليظهر مكانه ، بالمناسبة لم أجرب قطارات المترو لديهم في التنقل داخل سيئول ، كنت قد أخترت فندق يقع في منطقة Myeongdong الشهيرة و هذا سهل علي الكثير من عمليات التنقل ، لهذا أنصح من يود السفر بأختيار هذه المنطقة للسكن ، بالإضافة إلى أن التنقل عبر تطبيق أوبر والذي يعمل هناك بدون مشاكل ، وقيمة الرحلات كانت مناسبة لميزانتي ، ومحطات المترو منتشره هناك كالنار في الهشيم، وتبدو جيدة وآمنة ، كحال كل سيئول.

في اليوم الثالث توجهت إلى Insadong Ssamziegil ، وهو سوق صغير يحتوي على متاجر فنية ويقع حوله شارع تسوق أيضاً صغير
لفت نظري في الصورة السابقة هو وجود تنبيه على الأرض بعدم التدخين في هذه المنطقة المفتوحة ، ما يعجبني في سيئول ، حتى أن المناطق المفتوحة لا يسمح فيها بالتدخين ، فقد وجدت في أكثر من شارع ، غرفة مخصصة للتدخين ! في وسط الشارع !

تنبيه منع التدخين يبدو على الأرض قبل دخولك شارع التسوق.
أحاول وضع فيديو متى ما سنحت لي الفرصه ، في الفترة الأخيرة بدأت أميل إلى التصوير بالفيديو للشعور بالأجواء والإحساس أكثر من الصور الثابته ، وهذا الفيديو التالي للسوق.

السوق لا أجد لفظاً يوصفه إلا باللفظ الكويتي ( فناتك ) ، هو سوق يعرض فيه الأشياء ذات الطابع الفني والغريب نوعاً ما ، مثل ماترونه في الصور القادمة.



عند خروجك من المركز الصغير Ssamziegil ، سيكون الشارع أمامك مباشرة لتأخذ مباشرة إلى اليسار وتبدأ بالتجول في الشارع

فيديو للشارع ، تصوير تشعر بعفوية الشارع والمارّة ، تستطيع أن ترفع دقة المشاهدة.

حيث هنا ستجد أيضاً أشياء تتعلق بالتحف والتذكارات وأشياء تصلح للهدايا.



ما يميز سيئول أنها تحوي عشرة ملايين نسمة ومع ذلك لا تشعر بالإزدحام أبداً ، الشوارع تكاد لا تنتهي من المتاجر فيها ، كنت أحياناً كثيرة أضيع بين الشوارع من كثرة المحلات ولا أعرف أين أكون إلا عبر تطبيق الخرائط ! ، قمت بتصوير بعض الصور في هذه الشوارع المحيطة والتي لا أعرف مكانها بالتحديد الآن.

لفتني وجود الكنائس المسيحية في بلد بوذي ، حيث رأيتها أكثر من مره في داخل سيئول ، مثل هذه الكنيسة في الصورة التالية.

ما يميز سيئول وجود المكتبات في الأسواق العامة ، كنت أرى ذلك شيء جميلاً في ألمانيا ، خصوصاً الشمال الألماني ، كانت الأسواق جميعهاً يجب أن تحتوي على مكتبة ، مهما كان حجمها ، صغير أم كبير.
ووجدت هذا التميز يتربع في سيئول ، فالمكتبات التجارية تنتشر بطريقة إبداعية وجميلة في أرجاء سيئول ، فعند كل مجمع تجاري كبير أدخله أو شارع تجاري مهم ، أجد مكان للمكتبة فيه !

والأجمل من ذلك هو وجود ركن مجاني للقراءة في مكتبة تجارية ! ، هذا لم أراه في أي مكان ، ولو وددت الجلوس ، لن تجد كرسياً بسهولة .. أحب الكتب ، مالذي سأقوله ؟ الأدرينالين يفور في دمي وأنا أرى هذا المكان البديع.
تستطيع أن تأخذ كتاباً من الرف ، تجلس تقراً تحت إضاءة جميلة ، وشاحن للهاتف أمامك ، الهدوء يعم المكان ، لا أحد يزعج وقتك.
أعتقد أحد أسباب تطور البلدان هي عن وجود مكتبات مثل هذه ؟ تدعم القاريء البسيط الذي لا يستطيع تحمل تكلفة الكتاب ، أن يجد ملجأ له قريب من منزله ، لم أفهم معنى كلمة جودة الحياة إلا عندما رأيت مثل هذه المكتبات وإيضاً المقاهي التي سأتحدث عنها فيما بعد.

هنا في نفس هذه المكتبه ، أماكن مجهزة في حال رغبتك ببعض الخصوصية.
سترون في الصورة السابقة عبوات إطفاء الحريق ، لديهم أهتمام شديد بالسلامة في المباني ، لوحات الحريق و أجهزة إطفاء الحريق منتشره بشكل ملحوظ ، حتى أن أجهزة ال AEDs رأيتها في بعض الأماكن العامة موضوعه ، يسهل فتحها وإستخدامها من أي شخص عابر من أجل الأنقاذ.
لكن كان هناك شيء أزعجني ، يحبون الطعام بشكل مفرط ، ويقدسونه بشكل لا يصدق ، كنت أقول ربما أن ما يعرض في مسلسلات الكرتون الأطفال هو من باب المبالغة ، أو من باب تحفيز الأطفال على الأكل ، دائماً البطل في المسلسلات الكرتونيه اليابانية يأكل بشراهه ، وأنه يفقد عقله عند رؤية الطعام ، ولكن لم أعرف أن الطعام يؤكل في أي مكان عندهم ، حرفياً أي مكان ! حتى هنا في وسط المكتبة يوجد ركن للطعام!!


روح العائلة تنتشر في كوريا الجنوبية ، تشعر بذلك وأنت تسير في كوريا ، وزاد ذلك الإحساس لدي هو وقت المطر ومشاركة المظلات مع أفراد العائلة.
أغسطس يعتبر شهر المطر في كوريا الجنوبية ، لم نرى الشمس كثيراً خلال تلك الفترة لو لاحظتوا الصور كانت أغلبها غائمة الجو ، لذلك نعم أقول هو موسم حار بس من دون شمس ( درجة الحرارة تتراوح بين الخمس وعشرون و الخمس وثلاثون وفي الشتاء يتراوح بين الصفر و ناقص عشرة ) ، أغلب الوقت كانت السماء تمطر ، لذلك وجود مظلة في هذا الشهر شيء مهم في كوريا ، اللطيف أن الفندق أعارنا مظلات خلال فترة إقامتنا ، لا أعلم هل هذا التصرف هو السائد في كوريا أم لا ! ، فقد أعجبني هذا التصرف الأنيق منهم.
وصلت إلى 900 كلمة في هذا الجزء الثالث ، لازلت سأكمل حديثي عن سيئول في جزء آخر.
Tagged: كوريا الجنوبية, مدونة سفر, تقرير سفر, رحلتي, سفر, سوول, سيؤول, عاصمة كوريا
مسائك خير صديقي يزيد ، حقاً اذهلتني الصور و كلماتك عن مدينة سيئول ، خاصة عندما تحدثت عن المكتبات ، لا أعلم إن كانت كتبهم تحتوي على لغات أخرى ، لكني اقدس اي مدينه تهتم با القراءه حقاً اذهلتني ثقافتهم وحبهم للكتب ، استمتعت كثييييييراً ، وضحكت فيما يخص شهوتهم في حبهم للطعام 😂 ..
كذلك التحف الغريبه رااائعه حقاً ..
سلمت يداك ، و اتوق لرؤيه ما تبقى من هذه الرحله الجميله ..
دمت بخير .. 🌷🌷
إعجابإعجاب
رحلة جميلة….شوقتني لزيارة كوريا….!!
إعجابإعجاب
لا أود لهذه السلسلة أن تنتهي !
شكرا يزيد أول مرة أقرأ معلومات عن كوريا الجنوبية بهذا النوع من التفصيل .
إعجابإعجاب
قرأت عن رحلتك يا يزيد إلى سيئول، وأحيبتها كثيرًا.
أنا أحب السفر ،وإذا سافرت أسيح في الطرقات وبين الناس ولا أذهب إلى الفندق إلا وقت النوم. اختلط بأهلها وأذهب إلى أماكنها الشهيرة أو الشعبية. أجلس في المقاهي أو أجرّب حياتهم. أحب أن أعتزل كل شيء وأندمج بالأرض التي أزورها.
لكن الله لم يكتب لي السفر بشكل دائم، اقتصرت رحلاتي إلى بضعة بلدان فقط لكنها كانت تجربة حياتية ملهمة تحيا في قلبي حتى هذا اليوم رغم مرور سنوات عليها.
استمر يا صديقي فنحن نسافر معك في خيالنا… ومن يدري لعل هناك سفرة تجمعنا في بلاد بعيدة نكتب سويا عنها على هذه الصفحات.
تقبّل مني كل الود
أحمد فؤاد
إعجابإعجاب
تقرير مميز لبلدة مميزة
بالفعل لقد زرت كوريا ووجدتها رائعة تستحق السفر لها
يكفي طيبة شعبها وإحترامهم للزائر
بلدة رائعة و أود زيارتها مرة أخرى
إعجابإعجاب
اخيراً وجدت زائر مثلي لكوريا، بلد مخفية، ظلمت إعلامياً.
بإذن الله ستزوريها مرة أخرى
إعجابLiked by 1 person
بإذن الله ، فعلاً بلدة مظلومة جداً
إعجابLiked by 1 person