
هل وجدت نفسك تحدّق في صفحة فارغة لفترة طويلة من الزمن بلا جدوى ؟ ، تحاول الكتابة ولكنك غير قادر على إنتاج تلك الكلمات الصحيحة والمناسبة ؟ هنا خبر جيّد لك ، فأنت لست وحدك من يعاني من هذا الأمر ، فهذه تسمى بـ قفلة الكاتب ، وجميع الكتاب يمرون بمثل هذه الحالة ، من الصحفيين إلى الروائيين.
التغلب على قفلة الكاتب عملية دقيقة وحساسة حيث غالبًا ما تكون ذاتية ، وفي نهاية المطاف فهي تعتمد على الحالة الفردية للكاتب ، فالأمر يتعلق بقهر الشك الذاتي ومعرفة أن كل عمل شاق سيؤتي ثماره والكتابة عمل شاق إيضاً ليس كما يتخيله البعض.

ستجد أدناه بعض النصائح والحيل في الكتابة ليتدفق نهر الإبداع لديك مرة أخرى.
ما هي قفلة الكاتِب؟
قفلة الكاتب ( أسميها عسّر الكاتب ولكن وجدت أن الكل قد أتفق مسبقاً على كلمة قفلة لذلك لم أحبب أن أشذ عنهم ) هي ظاهرة يتعرض لها الكتّاب بين حيان وآخر والتي توصف على أفضل وجه بأنها شعور عميق بالتعثّر في عملية الكتابة دون القدرة على المضي قدمًا وكتابة أي شيء جديد، في حين أن التغلّب على قفلة الكاتِب عادة ما تكون عملية مختلفة إعتمادًا على الفرد ذاته و بمساعدة نفسه ، إلا أن هناك الكثير من الأدوات المساعدة على طول هذا الطريق والتي سنسردها في هذه التدوينة.
أربعة مسببات لقفلة الكاتب :
قفلة الكاتب تبدأ عملها في عقل الكاتب بالتصوّر عبر عوامل مسببة أو لنقل محفزّة ، حيث خيالات نفسيّة تغطي على تصوّر الكاتب وهذا يتوقف على حالة الكاتب النفسيّة ، حيث الكثير يظن أن قفلة الكاتب منبعها من الإفتقار إلى الأفكار أو حتى فقدان الإبداع ، ومع هذا ، فإن الموضوع ليس على هذا الدوام من الحال.
الشكّ الذاتي هو في الواقع يحتل جزء كبير من قفلة الكاتب ، ففي سبعينيات القرن الماضي قام الباحثان في جامعة ييل جيروم سينجر ومايكل باريوس بدراسة مجموعة من الكتّاب المحترفين ” المقفولين” في مجموعة متنوعة من التخصُصات مثل كتابة السيناريو وحتى كتابة الشعر ، و بعد عدة أشهر أكتشف الباحثون أن هناك أربعة محفزات رئيسية لقفلة الكاتب ونستطيع تقسيمهم لأربع مجموعات:
1- اللامبالاة : يشعر هؤلاء الكتاب أنهم مقيّدين بـ “قواعد” الكتابة ولهذا يكافحون للعثور على شرارة إبداعية.
2- الغضب : كان هؤلاء الكتاب غالبًا ما يكونوا نرجسيون وسيغضبون في الحال إذا لم يتم ملاحظة ما كتبوه.
3- القلق : هؤلاء الكتّاب قلقون من أنهم لم يكونوا جيدين بما فيه الكفاية.
4- مشاكل مع الآخرين: هؤلاء الكتّاب لا يريدون أن تتم مقارنة كتاباتهم بعمل الآخرين ، مما يؤدي لهم الخوف من كتابة أي شيء على الإطلاق.
كيفية التغلب على قفلة الكاتب هذه في 8 خطوات ؟
للمساعدة في تخفيف القفلة الإبداعية ، لتجرب هذه الأفكار:
1- خذ استراحة من الكتابة ! ، أفعل شيئًا آخر لفترة من الوقت ، ثم عد بعد بضعة أيام (أو أسبوعًا أو شهورًا) لترى عملك بعيون جديدة.
2- قم بالقفز ! ، اكتب أجزاء أصغر من المقال أو القصة أو مشروع الكتابة دون معرفة أين المكان المناسب لها ، الشيء المهم هنا هو الأستمرار ، مما تعلمته مؤخراً أن يتم حل الكثير من المشكلات من خلال القيام به أو الإنجاز في نفس المشكلة ، مثل ما تواجه كومة خيوط وتقوم بتحريك الخيوط حتى تتفكك العقدة دون أن تعرف كيف تم حدوث ذلك ، فقط حاول تجنب المناطق ذات الصعوبة العالية ، أكتب فقط لمجرد الكتابة ، يمكنك دائمًا إعادة الكتابة ، أستفد من هذه الحرية التي لديك وقم بالكتابة ثم عُد إليها بعد فترة.
3- تظاهر بإنك لم تقرأ عملك من قبل و أبد قراءته وكأنه لأول مره تراه ، يمكن بهذه الطريقة أن توضح لك مكان الخلل في النص و الذي خرجت فيه عن المسار الصحيح وسبب القفلة لك.
4- أفعل شيئاً آخر وقم بالإبتعاد عن مكتبك ، غسيل الملابس و المشي ، أرتبط بهذه الأحداث والملاحظات الواقعية حيث هي مفتاح الحفاظ على مربع أفكارك ممتلئًا ومنها يمكن أن تكون مصدر إلهام لأفضل كتاباتك ، لا أحد يعلم سر ذلك ولكنها حقيقه يتفق عليها ذوي المهن الإبداعية.
5- ضع موعداً نهائياً لنفسك ، يمكن لعملية ضغط الوقت أن تخلق التركيز المناسب و تجبرك على إتخاذ تلك القرارات التي كنت تتجنبها.
6- أجعل ما كتبته أكثر رؤية ، هل أنت غير متأكد من كيفية متابعة هذه الصفحة أو الفصل؟ أنتقل إلى رؤية الرسوم البيانية أو الصور وتأملها ، أو قم بكتابة الفكرة بورقة نوتة صغيرة وألصقها أمامك لتراها ، أكتبها كـ كلمات قصيرة في ورقة بيضاء خالية ودعها أمامك وأنت تتنفس بعمق ، في كثير من هذه الأحيان فإن الرؤية تساعدك في إستجلاب الإبداع.
7- أفعل شيئًا مملاً تمامًا ، على سبيل المثال إن المهام الرتيبة مثل الإستحمام والتنظيف وما إلى ذلك ، تجعل عقلك يعمل تلقائيًا ، مما يدع الجانب الإبداعي مشتعلاً وكأنها أحلام اليقظة – بما في ذلك كيفية حل المشكلة التي تسببت في عرقلة الكاتب.
8- النصيحة الذهبية التي يتفق عليها كل الكتاب وهي الكتابة الحرة ، هذه النصيحة تنفع لأي نوع من الكتّاب ، قم بالكتابة دون توقف من أجل القلق بشأن بنية الجملة أو بسبب القواعد اللغوية أو الهجاء أو حتى ما إذا كان ما تقوله هو منطقيًا أم لا ، أكتب فقط دون حيرة من أي شيء ، أنت تعلم أو أعلم أن معظم ما كتبته لن يكون صالحًا للأستخدام ، ولكن أعتبرها طريقة ممتازة لعلاج هذه القفلة.
ثلاثة تمارين للكتابة تساعدك في تخفيف قفلة الكاتب
إنه لأمر رائع كيف يمكن أن يساعدك القليل من الضغط للخروج من القفلة ، لهذا فيما يلي تمرينان ضاغطان يمكنهما مساعدتك في العودة إلى المسار الصحيح.
الطريقة الأولى :
تقنية الطماطم (البندورة) أو طريقة البومودورو (بالإنجليزية: Pomodoro Technique)
في البداية حدد ما تريد أن تكتبه ، يمكن أن يكون هذا مشهدًا أو فصلًا من روايتك أو تدوينة للكتابة المجانية أو حتى صفحة بيضاء من الكتابة الحرة لتساعدك على تحفيز فكرة ما ستخرج بكتابتها لاحقاً ، قم بعدها بضبط مؤقتًا لمدة 25 دقيقة ولا تتوقف عن الكتابة أبداً حتى يرن المؤقت معلناً أنتهاء الوقت ، خذ استراحة لمدة خمس دقائق وكرر هذه الخطوات الثلاث ( حدد ما تكتب ، 25 دقيقة ، لا تتوقف حتى تسمع المنبه ) وألتزم بشدة بالوقت.
الطريقة الثانية وهي مشابهه للسابقة ولكن لها هدف آخر:
وهي التحدي لمدة 30 دقيقة
اضبط مؤقتًا لمدة 30 دقيقة واكتب أحداث يومك ، أسبوعك ، و عند نفاد الوقت منك قم بلاحظة ما الذي صرف انتباهك ( الأفكار ’’ماهي الأفكار ؟ ‘‘ ، الضوضاء ’’ مصدرها ؟ ‘‘ ، الإنقطاعات ’’ أسبابها ؟ ‘‘) ، أبحث عن الطرق التي يمكنك من خلالها إزالة تلك الانحرافات المزعجة من روتين عملية كتابتك ، على سبيل المثال ، هل الإنترنت يصرف أنتباهك أثناء الكتابة؟ قم بقطع الإنترنت قبل الشروع بالكتابة ، هل تطبيقات الحاسوب تشتتك ؟ قم بالكتابة بورقة وقلم ، بعد ذلك جرب التحدي الذي استمر 30 دقيقة في اليوم التالي مع الإنتباه لإستخدام التقنيات التي بحثت عنها في التمرين السابق لإزالة الانحرافات التي اكتشفتها في اليوم السابق ، ربما ستظهر من جديد بعض الإنحرافات ، قم بتكرير العملية حتى تجد مجال الكتابة المثالي لك.
في النهاية هناك طريقة أحب أستخدامها بشكل متى ماشعرت نفسي قد أعسّرت ، أو أُغلقت.
ألا وهو أسلوب التظاهر بأنك تتحدث إلى صديق :
في بعض الأحيان ، ينشغل الكتّاب سواء أكان ذلك مقالًا أم رواية أم نص فلسفي بمعضلة الإغلاق ، تتمثل إحدى طرق التغلب عليها في التظاهر بأنك تتحدث إلى صديق في مقهى وتحتاج إلى أن تحدثهم عن القصة أو النص الذي تعمل عليه ، كيف تصفها لهم؟ إذا لم تستطع القيام به ، فقم بالإنتقال بعيداً من عملك الأساسي وأكتب كأنك تقوم بإنشاء رسالة بريد إلكتروني أو رسالة نصيّة إلى صديق ما ، إذا كان أيًا ما كتبته قد وجدته مفيدًا ، فبعدها قم بإدراجه في مسودة نصك الأساسي ، أتمنى أكون ساعدتك هذه الأساليب ، وإن كنت قد جربت حلول أخرى أو قد واجهتك هذه المشكلة ووجدت لها حلاً ، أتمنى أنك تشاركنا إياها من خلال الردود.
Tagged: قفلة الكتاب, كيف أصبح كاتباً؟, علاج الكتابة, عسر الكتابة
قام بإعادة تدوين هذه على عالم هدى وأضاف التعليق:
أعجبني هذا الوصف الدقيق لتلك الحالة من الجمود التي تصيب معشر الكتاب ، وأبضاً راق لي كثيرأ العلاج المقترح لكسر هذا الجمود والتمارين التي من شأنها أن تخفف قليلاً آثار هذه الحالة كما ذكر الكاتب
إعجابإعجاب
مُلهم 👏🏼👏🏼
إعجابإعجاب
رائع هذا المقال، إنها حالة أصابتني هذه الفترة مع الأسف، ووصفت بشكل دقيق ما أمر به..👌
إعجابإعجاب
رائع وفي وقته ..
العزوف عن الكتابة ملازمني من فترة طويلة جدا حتى ظننت أنه عرض اكتئاب! شكرا لك يزيد ☆
إعجابإعجاب
شكراً لك يا يزيد
إعجابإعجاب
موضوع جمييل الاغلبية بحاجة له
سأجرب ما كتب هنا لعلي اخرج بنتيجة بعد توقف عدة اعوام عن الكتابة
رغم انني اؤمن ايضا الى جانب التدريب ان الانسان بحاجة لعزله بالسفر والالتقاء بأشخاص جدد
وسماع قصص الغرباء والتأمل والابتعاد عن الاجهزة ليزيد من خبراته وتركيزه ويلهم للكتابة
قد يغيب الألهام نتيجة الرتابة والاعتياد والضغوط
ونحتاج لأمر غير معتاد يخرجنا للطريق من جديد
لنكتب وندون
إعجابإعجاب
أحسنت.
إعجابإعجاب
تتحدّث عن وجعي 💔
شكرًا لك، كنت أتصفح محرك البحث ولم أجد محتوى كما عندك، استفدت كثيرًا.
إعجابإعجاب