تستطيع وضع أسم وهمي: هيكارو

بريد إلكتروني ولكن غير مطلوب:

Website:

رسالتك: صباح الخير ..آمل أن تكون رسالتي هي السابعة ؟ ليس لشيء سوى أني أحب هذا الرقم وكل ما يرتبط به من غرائب في هذا الكون كأيام الأسبوع وأيام خلق الله للسموات وعجائب الدنيا التي يزعم أنها سبعة و غيرها كثير ..

أمضيت فترة من الهوس بالأرقام والتوسع في البحث عنها كالرقم ٤٠ مثلا ً ولا أعلم حتى الساعة لم فعلت ذلك وأنا التي أعرف بكرهي لمادة الرياضيات وحبي للمنطق ، سيدة الاحتمالات الكثيرة و الثرثرة الغير متناسقة

لا أعرف مالذي تنتظره من التراسل مع غريب ما ولم تستحوذك هذه الفكرة ، أتراك تتأثر بالأفلام و القصص الخيالية ذات النهايات السعيدة دائما ً ؟!

دعني أخبرك سرا ً كنا ذات يوم نتراسل أنا و ” قرانديزر ” لا نعرف شيء سوى أعمارنا ومواساة غبية امتد بعدها الوصال ثم ماذا ؟!

لا شيء ..تعلقت أكثر مما ينبغي و بُحتُ لدرجة تكشف شخصي له وبالمقابل تحدث مرارا عن غباء الفتيات اللاتي يفعلن شيء كهذا * يقصد الحديث مع الغرباء * كانت الأحاديث عفوية جدا ورغم هذا تعلقت ، و هذا يدل على سهولة النيل من قلوب العذارى

نعود لما قبل ..ثم ماذا ؟!

ثم اختفيت أنا ولم أعلم ما مصيره ..وبعد مرور سنوات مضيت في حياتي و عرفت قبل مدة أنه تزوج هو الآخر ، هل أنا أتابعه! كقاتلة متسلسلة أو شيء كهذا ؟! لا طبعا ً لكن بعض الأشياء لا تنتهي أبدا ً كنت أظن الذاكرة تنسى ما تقادم به العهد وسُكِت عن ذكره لكن هيهات ، نسيت وتناسيت الكثير إلا أول رسالة أو هل أقول صداقة ! لا أدري .

سأعتبرك ساعي البريد الذي سيوصل رسالتي متأخرا كبطل فيلم ( كاست اواي ) حين أوصل الكرة(ويلسون) بعد كل ذاك الوقت :

” إلى قرانديزر البعيد :

آسفة على الغياب المفاجئ وعلى ما قد يكون تركه عليك كخذلان أو خيبة ، كنت صبية يافة وجاهلة ومتعلقة في ضباب ، ولم تكن تلك الرسائل لتتطور لشيء أكثر من ذلك ، آمل أن تعيش حياة سعيدة جدا كتلك التي كنا نصفها ، كتبت لك الكثير من الرسائل ما يربو على السبعين ولم أخبر أحدا ً لازلت أحتفظ بها بعيدا ً عن الكل حتى نفسي ، لعلها تصبح يوما ً أساسا لرواية ما “

نعود ليزيد المدون المثابر صاحب فكرة التراسل المجيد ، آسفة إن لم تكن هذه الرسالة ما تنتظره لكنها رسالة على أية حال وعلّك شاكر لهذا .. تصبح على خير يا يزيد ، ولا بأس إن لم ترد على هذه اعتبرها فقط البداية ، لشيء أفضل .

هيكاروا ذات الرسالة السابعة

 

 


 

صباح النور هيكارو ،،

ما أسوأ التقلبات ، رغم إدعائي بقوتي ، ولكن أجد نفسي أسهو كثيراً مع مجرى الأيام المتسارعة ولا أعرف أنني فقدت صندوق رسائلي ، مدونتي ، وعهدي بالإجابة على الرسائل .. لكن قبل ذلك ، هل الحياة تغيرت معناها مع الحجر المنزلي ؟ مع الكورونا؟ ما رأيك يا هيكارو ؟

 

أعود لرسالتك ، محاولاً الإجابة عليها حتى ولو كان قريندايز في نهايتها .وكان الخيال في بدايتها.

 

ما أسوأ من أن تظلم نفسك ؟ تلك النفس القابعة بذواتنا ولا نراها؟ ، لهذا كذبت ، قررت في العنوان أن تكون هذه الرسالة هي السابعة رغم أنها الثانية في صندوق رسائلي الإلكتروني ، عناء وصولها لي ، جعلني أسقط الأرقام أمامها إجلالاً ..

2 3 4 5 6 وكأنني أكتب سنوات عمري على جدار في سجني ثم أشطب ما ما مضى ، لا أحد سيدخل سجني ويحاسبني على الأرقام !

هل ما سبق يعتبر توسع؟ وتقبل الأرقام والوقوع في غرامها حتى نتناسى أشياء بخلافها موجودة ، و نتجاهل وجودها تماماً ، وهذي هي إجابتي على سؤالك حول الرسائل ، ماهذا الهوس الذي أصابني حولها ! مالذي يدفعني أن أطلب من الغرباء أن يرسلون لي ، وأن أستجديهم هذا الوصال من الأحرف ! سوى أستذكاراً للذات ، وعندما نخرج ونتأمل وجود الهواء ، قد لا نرى أن هناك خطوطاً في الهواء ، لا نرى ذلك الأكسجين السابح حولنا ، ولا نشعر به إلا في صدورنا ، مثلها مثل الرسائل والمكونة من الكلمات ، فهناك الكثير والكثير منها حولنا في أفلاك تدور وتسبح ، كلمات أخبارية ، كلمات إعلانية ، كلمات علمية ، وكلمات لا فائدة لها ، مثل هل تعلم أن طائر البطريق لا يطير ؟ رغم ان البطريق لا يستطيع أن يعيش في بلادنا ، هذا الزحام المفرط من الكلمات والتي ليست لها معنى لذواتنا ، لهذا نحتاج شيء يدخلنا ويروينا ، يلامسنا في الحقيقة وليست في الخيال ، كل ما نقرأه في الإنترنت الآن يلامس مشاعر الخوف والدهشة والأستغراب حتى يحصل على أهتمامنا ، و أما نحن تائهون أمام هذا الزخم ، فلم نعد نشعر بالكلمات .. أصبحت مثل الهواء.. لذلك عرفت أن الرسائل هي المنقذ بالنسبة للبشر ..

تاهت الأحرف والكلمات المخصصة للذات ، لا أريد الكتابة لنفسي بالمدونة في هذا العام بقدر الكتابة للأخرين ، يكفيني أستقبال خطوط كلماتهم والممتدة لصدري حتى تتصل بالعالم المحيط بي وتحييني ، هل هذا السبب يكفي يا هيكارو ؟

 

أهتز صدري عندما قلتي سأخبرك سراً ، أخاف من هذا الحِمل ، رغم أنني أكون حينها مسروراً بهذا الثقة الملقاة على عاتقي الصغير ، وننتظر روايتك القادمة ” الرسالة رقم سبعون إلى قريندايزر ” .

دعيني بهذه المناسبة أجيب على جزئية قريندايزر ، هل تعتقدين أن قوتنا أمام الأرقام وخياراتنا السهلة مثلما نقرر أن 4+4 = 8 ، جواب واحد لا يحتمل التغيير ، لكن هنا في الرسالة كانت معاني أخرى ، كنتي تشطبين على الأرقام وتتجاوزينها ، وكنتي تسطين على الصداقة وتتناسينها ، ولكنها لا زالت تذكرك ، لطالما عادت مشاعر الصداقة وهذا الحنين ولكن لا تعود مشاعر الأرقام ابداً ! رسالتك تنبأ بوجود الشجاعة فيكِ لتتخذي قرارات حياتك ، وأظن أنك أنتي قريندايزر وليس هو ! وكأنك تكتبين لذاتك وليست لقريندايزر !

شكراً لرسالتك السابعة المقاومة ضد خذلان الذات ! عشتِ قوية كسماء سابعة ! أو هيكارو ..