

مشاعري كانت في أقصى مداها المحتمل عندما أنتهى الفيلم وأستطعت حينها أن أضع مشاعري جانباً وأندفع بسؤالي الشغوف : من هو كاتب هذا الفيلم الذي فتنتني قصته إيما إفتان ؟ كان هذا أول سؤال يخطر على بالي ، حتى أنظر من هو هذا الشخص العظيم الذي كتب الفيلم ومن أجل أكمل مشاهدتي لكل أفلامه لإنها ستكون بالتأكيد رائعة، أجابني الشيخ جوجل ان الكاتب هم الأبطال ذاتهم ، الممثلان مات ديمون وبن أفليك ، أعترف بجهلي في الأفلام ولكن أذكر بشكل مؤكد ان مات ديمون معظم أفلامه تقتصر على أفلام الحركة السريعة ، كنت لازلت في دهشتي الصغرى كيف أن يكون هذا الفيلم الدرامي من تمثيله ، فما بالك بأن يكون كاتبه؟
بحثت عن أعمال مات التي كتبها ، كان الفيلم الذي رأيته هو أول عمل يكتب قصته و أستطيع ان أقول أنه آخر عمل له منذ ذلك الحين ، قلت هذا نبوغ مبكر في سن العشرين أن تخرج أول أفلامه لتصل إلى الأوسكار ، ولكن الغريب لم يكتب بعدها أي فلم خلال التسعينات؟ بل أستمر إلى بداية الألفين ليكتب قصة فيلم ولكن لم ينجح ، وبعدها بسنوات طويلة فيلم ثالث كان مثل الثاني ، لا يقارب حتى بنصف جمال فيلمه الأول ، وكذلك كان بين أفليك ، حاول مرتين لوحده وكانت محاولات ضعيفة في كتابتها مقارنة بالفيلم الأول ، زادتني الدهشة بقدر حماسي ورغبتي الشديدة أن تكون هناك أفلام أخرى بنفس المستوى المذهل من الكتابة في الحوار والقصة التي كانت مثيرة في الأهتمام وتناقش الروح والحياة.
لذلك قمت مرة آخرى بسؤال جوجل ، هل حقاً كتبوا قصة الفيلم؟ وكان السؤال مطروح في مواقع كثيرة ولم يكن سؤالي منطلق بشكل عبثي ، بل أن السؤال تم توجيهه لهما مراراً وتكراراً ، ويزداد السؤال إثارة في كل سنة تزداد في عقد السنوات العشرين ، الذي ركز الأثنين فيها على التمثيل ولم يكن لهم أي أشارة واضحة في الكتابة تدل على نبوغهم في عالم الكتابة ، وهذا ما يزيد الشك حول الموضوع بشكل جدلي مع كل سنة تمر ، هل هم حقاً كتبوا الفيلم؟ ، كان كافياً لهما كتابة هذا الفيلم ليحولهم من شخصين غير معروفين ، نكرات في عالم هوليود إلى مصاف النجوم مباشرة بسرعة تفوق الطبيعة ذاتها، أحد أسرار السينما أعتقدها هذا الفيلم ، هناك حقيقة مخفية خلف العمل ، لا أظن مات وبن أفليك شاركوا من بعيد أو قريب في كتابة سيناريو الفيلم.

بالنسبة لي لقد كان هذا الفيلم من أكثر الأفلام المؤثرة لي والتي شاهدتها مؤخراً مع فلم Christopher Robin و فيلم The Professor and the Madman ولكن كان فيلم مات ديمون وبن افليك Good will hunting أفضل ما شاهدت حتى الآن وأهم ما دار هو الحديث عن إدانتنا لأنفسنا لهذه الفرص المختبئة بداخلنا وتريد أن تنطلق ، نقاش فلسفي رائع حولها عندما يدور حوار قاسي بين بن أفليك ومات ديمون عندما يقول له :
أنت تملك ورقة يناصيب ولكن تجلس عليها ، سأستيقظ بعد خمسين عاماً أفكر بتلك الورقة التي أنت تملكها ولم تستخدمها أنت ، فأنت لا تدين لنفسك ، بل تدين لنفسي ، فأنا لو كنت أملك هذه الورقة لأستخدمتها فوراً ، ستكون أهانة كبرى لي عندما تبقى الورقة غير مستخدمة ! هذه مضيعة للوقت ليس إلا.
الفيلم فعلًا جميل والتساؤل في محله، وجهة نظري المتواضعة لو كان كل من القصة والحوار فعلًا من كتابتهما فجمالهما بسبب أن كل منهما أضاف شيئًا للآخر، فمن تدقيقي لنصوص الأفلام وجدت أنها كثيرًا ما تكون مشتركة بين شخصين إلى 6 أشخاص لتبدو كاملة وغير متحيزة.. شكرًا على هذه المقالة.
إعجابLiked by 1 person
في الحقيقة كنت أقول مثلما تقولين، عندما تتشارك العقول سينتج حتماً شيء رائعاً.
ولكن الفيلم بحواراته وتفاعلاته ، فالحوارات غالباً في الأفلام والقصص تكون من ثلاثين الى أربعين نقطة تفاعل فيها، هذا الفيلم يحوي أكثر من 80 نقطة تفاعلية في الحوار.. ثمانين مرة يتوقف الحوار ليصبح معركة من النقاش والتفاعل الإنساني.
هذا العدد الضخم والكبير يحتاج له مجهود، يجعلني أشك في كتابتهما له.
خمس وعشرون عام من إطلاق الفيلم ولم يقوموا بانتاج حوار واحد يضاهي واحد من الثمانين حوار في الفيلم.
سعيد بتعليقك يا سارة 🌹
إعجابLiked by 2 people
أثريتنا أخي 🌸
إعجابLiked by 1 person
من أروع الأفلام التي ترسخ في الذاكرة، لا أعتقد أنه سيكون من السهل كتابة فيلم بهذا الإبداع.
إعجابإعجاب
بالنسبة لبن أفليك من رأيي أنه كاتب متوسط . شفت له 3 أفلام تقريبا كلها جريمة وكانت ممتازة نوعا ما .
أما للفيلم المذكور أعلاه ماشفته بسبب البطل وقصة إنتحاره – للأسف سببت لي أزمة شديدة مع كل أفلامه
إعجابLiked by 1 person
شكراً على تعليقك، وفعلاً محزن أنتحار روبن ويليامز
إعجابLiked by 1 person