أعود لكتابة تدوينات #السفر وفيني شوق ، طالما أني أتنفس المدى !
هذه المره بعد غيابي عن الأرض الألمانية ثلاثة أعوام ، ها أنا أصل إلى مدينة شتوتغارت الألمانية، للمرة الثالثه ، فهذه المدينه التي لا أمل من زيارتها والسير في شوارعها الشهيرة ، أجدها في نظري أجمل من مدينة ميونخ التي تبعد عنها قرابة الساعتين بالسيارة ، فهي أكثر هدوءاً ، وأشعر فيها بالحميمية التي لا أجدها في ميونخ ، حيث هنا أقل سياح ، تكون الوجوه أكثر ألمانية ، تشعر أنك فعلاً بزيارته لمدينة ألمانيه ، بعكس ميونخ حيث تسمع فيها عدة لغات عالمية وأنت تسير في شوارعها ، فهي قبلة سياحية بإمتياز لكن لن تشعر بالتواصل مع الألمان بسبب عدد السياح الكبير فيها .. أما مدينة شتوتغارت ستشعر أنها تدخل بأعماق أحاسيسك دون أن تتحدث لك ، بهدوئها تشعر بهذه العاطفه الدفينه ، صادف زيارتي لها يوم واحد فقط ، قررت فيه أن أستكن في وسطها ، لم أكن أعلم وقتها بوجود مباراة النهائية لكأس العالم ، كل المقاهي والمطاعم تشد أوزارها من أجل هذه الليلة ، وأستغرب من هذه الهمّة لأجل مباراة بين فرنسا وكرواتيا ، ونحن في ألمانيا !
وزادت دهشتي عندما وجدت نفسي في لحظات محدوده محاط بإعلام كرواتيا في كل جوانب المطعم ، جائني ألماني وكان محرجاً حيث سألني أمكانية السماح له بإن يجلس معنا على الطاولة ، فوراً رحبت به ، وتجاذبت الحديث عن سر هذه الأعلام الحمراء والزرقاء التي تحيط بنا ونحن في قعر ألمانيا ، لسنا حتى على الحدود الشرقية ، فنحن في الجنوب الغربي ، بالقرب من سويسرا وفرنسا ، ورغم ذلك تشعر وكأنك في مدينة زغرب عاصمة كرواتيا ، أجابني الألماني بإن مدينة شتوتغارت تحتضن أكبر جالية مهاجرة كرواتيه داخل ألمانيا دون أن يعرف السبب ، وحتى جوجل لم يفلح في أجابة هذا السؤال المندهش!
كانت لحظات مثيرة طوال مجريات المباراة وطريقة تشجيع الكروات ، أهازيجهم ، وهذا الإنتماء الذي لا ظل ملازمهم رغم الهجرة وحصول معظمهم على الجنسية الألمانية ، لا زال الكثير منهم يتحدث بالكرواتيه وهم حولنا ..
بعد نهاية المباراة وهزيمة منتخب كرواتيا والذي لأول مره يصل إلى نهائي كأس العالم ، كنت أتوقع أن الجميع سيذهب إلى منزله ولكن هذا لم يحدث أبداً ، كانت الشوارع تضج بالفرح وكأن كرواتيا كانت المنتصره وليست مهزومه بنتيجة ثقيله !!
في الصور التاليه تشاهدون شيء من أحتفالاتهم التي مررت بها وأنا أسير في وسط زغرب الكرواتيه أسف شتوتغارت الألمانية ..
قوات الشرطه كانت مستنفره ، تراقب ، ومتأهبه في حال خروج الحالة عن السيطره ، ولكن في النهاية كانوا يكتفون بالمشاهده ، الكل ملتزم بحدود اللياقه واللباقه.
صوره أخرى تظهر السيارات وهي تسير وأعلام كرواتيا ترفرف ..
أنتهى يومي بالبحث عن سيارتي بعد أن تم قطرها إلى مكان آخر بواسطة الشرطة ، خوفاً على سيارتي حيث أنها كانت متوقفه بالقرب جداً من مكان التجمع ، أستغرقت وقتاً طويلاً في تتبع رحلات الباص حتى وصلت إلى مكان وجود السيارة ، لم أدفع شيئاً ، قمت بأخذ السيارة وإكمال مشواري إلى النمسا حيث وجهتي المقبلة هناك لزيارة أماكن جديده ، شتوتغارت قد تحدثت عنها في رحلة سابقه لها هنا ( شتوتغارت ) ..
هل تنصح بزيارتها ، نعم ، المرور على شارع الملك ، وزيارة الأوت لت بخارج شتوتغارت ، وزيارة الغابة السوداء وبحيرة بادن بادن ، كلها تقع بالقرب من عاصمة مرسيدس ، وأرض ولادة أول سيارة ، وأول مدينة قادت فيها المرأة السيارة ، شتوتغارت تبقى دائماً من أجمل المدن والتي يجب زيارتها من يرغب السياحة في ألمانيا.