بعد أن أنتهيت من باريس قررت تجربة استراتيجية جديدة في رحلتي هذه ، وهي أختيار مسافات سفر قصيرة ، لا سيما و قد أستأجرت سيارة وأقودها بنفسي ، حاولت أن تكون أغلب تنقلاتي لا تتجاوز الساعة بالسيارة وأن أتوقف في إحدى الأماكن التي أختارها ، وجهتي التي أخترتها بعد مدينة باريس هي مدينة نانسي وهي تبعد تقريباً ثلاث ساعات بالسيارة ، من أجل ذلك قررت أختيار محطة للتوقف تكون بالمنتصف وهي غابة Forêt d’Orient Natural Regional Park ، أستيقظت صباح ذلك اليوم بالمرور على أستقبال الفندق و تسجيل الخروج منه ، ركبت السيارة بعد تجهيز شنطة صغيرة وضعتها في المقعد الخلفي يوجد بها وجبات خفيفة وملابس للتغيير تحسباً لأي طارئ ، طبعاً أحمل بطاريتين للكميرا الخاصة بي وشواحن متنقلة و أسلاك بسبب بقائي الطويل خارج المسكن ، من المهم أن تحمل شنطة ظهر ممتازة ، هناك أنواع خاصة وغالباً ماتكون باهظة ثمنها بحيث تلبسها ولا تشعر بما تحمله بحيث توزع الثقل على جسدك فلا تشعر بالوزن ..
الوجهه هي نانسي ولكن قررت أن أذهب من الصباح إلى الغابة في منتصف طريقي إلى نانسي فتكون متنفس لي وفرصه رائعة للمشي والتمتع بالطبيعة ، الجميل في هذه الغابات هي وجود تنظيم وعناية فيها ، هناك مطعم على الأقل سوف تراه ، وهناك مسارات خاصة للدراجات ومسارات للمشي ، وكلها ممهدة ومجهزة لكي تبدأ السير فيها بكل راحة ..
مثل هذا المسار الذي ترونه في الصورة السابقة ، هو مثال على تجهيز الغابات للمرتادين
وهنا مطعم توقفت عنده لتناول وجبة الغداء والاستمتاع بأجواء الغابة

المطعم كما يبدو بين أشجار الغابة
من الأشياء التي صادفتها مثلاً وأنا أمشي في وسط الغابة هذا الكوخ المبني بواسطة أغصان الشجر ، لهذا أنصح كل من يسافر إلى مناطق تحوي طبيعة جميلة أن يقوم بتجربة الرحلات بين الغابات وأن يمضي بعض من أوقاته خارج أسوار المدينة ..
بعد أن أمضيت نصف نهاري في الغابة أكملت طريقي حتى وصلت مباشرة إلى وسط مدينة نانسي الفرنسية ، صادف وصولي أجواء ممطرة كانت ممتعة ، المدينة صغيرة جداً مقارنة بالمدن الفرنسية الأخرى ، فتعداد سكانها يتجاوز المئة ألف نسمة بقليل ، ولكن لا يمنع من وجود لمسات جمالية للمدينة الصغيرة بسبب شعورك الذي يملؤك أن المدينة فرنسية بشكل أصيل !
فعندما تصل إلى قلب مدينة نانسي ستشاهد أسوار قصر ستانسيلاس الذهبية
والتي ما أن تدخل ستجد ساحة كبيرة مليئة بالمطاعم والمقاهي
وسط ساحة مدينة نانسي الفرنسية
قررت أن أن أخذ وجبة عشاء بسيطة من مطعم L’Artisan Du Burger المتواجد بساحة القصر والإنتظار في محل الأيسكريم Amorino من أجل عرض الأضواء والصوت.
أول ما بدأ التمهيد للعرض قمنا مسرعين لنأخذ مكاناً بين زحام الناس ، كان يوم سبت ودائماً ليلة الأحد تكون مزدحمة بسبب توقيت إجازة نهاية الأسبوع ..
الأجواء من خلال توزيع الأضواء كما هي تبدو بالصورة ، رائعة و رومنطيقية !
أقل ما يقال عن العرض أنه خرافي ! ، خمس وأربعون دقيقة حبست أنفاسي ، كان الصمت يخيم على الحضور رغم أن القمر ظاهر في جوف السماء ولكن منظر الأضواء طغى و أستكبر على القمر !
رفعت لكم تصوير الفيديو لعرض الأضواء ، لأول مرة ارفع فيها فيديو من تصويري.
بعد أنتهاء العرض كانت الساعة تقارب الحادية عشرة من الليل ، ذهبت إلى الفندق وأنا متعب تماماً من عناء يوم كامل قضيته مابين الغابة ومابين السير في أرجاء مدينة نانسي ، فغداً تنتظرني مدينة ستراسبورغ.
Tagged: مواضيع سفر, مدونة رحلات, نانسي, تقرير, رحلتي, سفر, سويسرا