scan0134

فمع بزوغ شمس يوم الـحادي عشر من سبتمبر ( آيلول) من عام 1984 وتحديداً في بلدة هيستنغز جنوبي بريطانيا بالقرب من فرنسا ولدت هناك .. يقال أني تأخرت بالخروج قليلاً وعند خروجي لم أصرخ كثيراً وأنا أيضا أعتقد ذلك فأنا لا أحب الخروج كثيراً وأيضاً لا أحب الأصوات المزعجه ، لم أكن طفلاً مهملاً أو شقياً بل كنت شديد الإنتباه والتركيز ولقد كنت أكره جسدي النحيل الصغير فدائماً مايضعني أول الطابور أو حتى الكراسي الأماميه في الفصول الدراسيه .. فيوم ولادتي كان يوم نحس على العالم بكل ألوانه ، فقد أعلن الإستعمار البريطاني في فلسطين وفي هذا اليوم تم القبض على شيخ الشهداء عمر المختار وتم أعدامه و أيضا هاجمت طائرات مدنيه برجي التجاره العالميه في نيويورك مما قلبت موازين العالم وفي ذات الشهر حدثت مجرزتي صبرا وشاتيلا اللتي سالت منها براكين دم أثارت العالم أجمع ! وذاته الشهر يسمى بإيلول الأسود حين تحولت الشام لمرقة ماجي تطبخ على حطب اليهود والغرب ، ظهرت دول على الخارطه لم تكن موجوده بالأساس مثل كردستان ومسحت منظمات جهاديه مثل طالبان والقاعده وفي نفس الشهر أصبح الهدف الأول في العالم الأسلام ! وأصبحت الحرب علنيه بشكل لم يكن بالسابق موجوداً ، فهو شهر ليس بفأل خير لا على السياسه ولا حتى المجتمع بل أيضاً الحيوان له نصيب من ذلك ففي نفس الشهر لا يكلم النمل بعضه وتتساقط أوارق الشجر معلنه بذلك دخول فصل الخريف ! ومع ذلك فأنا أرى نفسي في كفه والشر كله في كفه أخرى فهذه كانت إجابتي لسؤال صديقي المندهش عبدالمحسن _ مايكفي العالم من مصيبه علشان تجي بعد أنت ؟! _

ربما شهر أيلول جعلني مميزاً ومختلفاً ، فأنا أصنف نفسي مع الثائرين الخارجين عن الحدود ولا أحب المعتاديين أبداً ، فلم يكن لي أخٍ يكبرني لأقلده فقد كنت البكر ولم يكن أبي قائداً لي بل تركني لعلمه بأنه لا أحد يستطيع قيادة رأسي الزاحف عن أسوار التجديد وكرهي لكل ماهو تقليدي وبرغم ذلك لم أكن طفلاً مسبباً للمتاعب والأذى فقد كانت أمي تهز جسدي قليلا في فراشي لتتأكد من وجود روحي فيها بكل خوف وأستغراب لأني أستمر بالساعات الطوال دون أن أشرب شيئاً من حليبها ولا أبكي لكي تسقيني من صدرها ، بل كانوا يقولون لمن يتعرضني أتركوه فهو هكذا لا يأكل ولايشرب كثيراً منذُ ولادته ، فأكثر مايثير ويستفز أعصابي هم التقليديين أو المتحجرين تحت أفكار وأسلاف ( قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آَبَاءَنَا ) أكره الغوغائيه والتبلد وعدم المبالاه حد كرهي للزبيب ولا أحب الكاذبين والمتسلقين والمنتفعين ، لا أحب الصامتيين كثيراً ولا الثرثاريين أيضاً ! أستمع الموسيقى و نعم أحب سماع مياده الحناوي و فيروز ونجاة الصغيره وأسمهان و أبو نوره وفهد بن سعيد ! كما أكره لمجرد النظر بـ عيضه المنهالي وتامر حسني وجواد العلي وأكره أيضا كل من يقول لي أنك تشبهه كثيراً ! ، لم أتأخر دراسياً فأنا لا أحب أن يعاد الدرس علي مرتان بل إني في أسبوع المراجعه لا أحب ان أحضر ، وأشمئز من الطالب الذي يريد الإجابه على كل الأسئله المطروحه ع الطلاب ، رغم عدم تقليديتي فأنا منضبط في مواعيدي فأقدم ساعتي عدة دقائق قليلاً لأني لا أحب أن أحضر متأخراً لأي موعد كان ! .، عملي أكثر مايكون و هزلي بين الجنون والفنون ومخلص كإخلاص القمر بنوره مع الأرض فلا أحب الهروب من العمل ولا الغياب أيضاً ، ربما تقولون أني أنسان روبوت ! أحب القراءه كثيراً ولا أضع نفسي في مسار معين كي اقراءه .. ككاتب محدد أو فئه معينه من الكتب ، بل أحب القصص والسياسه والعلوم والتاريخ كما أحب مشاهدة المسلسلات والأفلام الغربيه ع حد سواء .. فلست محباً للأفلام العربيه أو مايبث منها بالتلفاز ، أحب السفر خارج الوطن قد يكون سببه أنني رأيت العالم أول مرةٍ خارج وطني الأول فدائماً ما تلوح لي فكرة الهجره والعوده للإنجليز للأرض الأولى التي وطئت رجلي عليها ربما سببه مجتمع هنا كدت لا أعرفه وأفهمه بسهوله ! لا أحب السجائر ولم أجربها إلا عدة مرات قليله لا تتجاوز عدد أنامل يدي ولم أجرب بحياتي الأرقيله ( المعسل ) ولست مدمناً للغازيات كأمثال البيبسي وأخوانه بل إذا وجدته امامي شربته وإن لم أجده ولو لعدة شهور لم يرجفني الشوق له !

.

هكذا أنا العبد المسكين من البشر والغني بالله

هكذا أنا العبد الضعيف من خلقه والقوي بالله

هكذا أنا العبد الفقير من ماله والغني بالله

.

.

نسيت فأنا أسمي يزيد !

*لي كتاب مطبوع باسم ( عقل و قلب ) وله صفحه بـ Goodreads.