
في ديسمبر، تتخطاني الأرقام وأنا أحاول أن أمسك بها.
أحاول عبثًا أن أجعلها تتوقف عن التغيّر، ولو للحظة.
كتبتُ تدوينات كثيرة بنية النشر، وأعرف وأنا أكتب الآن أن المسودات ممتلئة بنصوص لم تُنشر.
هذه عادتي منذ سنوات طويلة، أكتب ثم أترك، وكأن النشر قرار أكبر من النص نفسه.
نحن على مشارف عامٍ آخر ينقضي.
عام آخر نمضي فيه، ثم نتركه خلفنا دون أن نلتفت كثيرًا.
اليوم، وأنا أقود سيارتي، خطر لي سؤال بسيط ومربك:
لماذا أفكر بكل هذه الأشياء، وأنا لا أتذكر ماذا كنت أفكر فيه قبل سنتين؟
لماذا أهدر هذه الطاقة؟
وأنا أعرف أنني سأنسى في النهاية.
هذا السؤال يزورني كثيرًا مؤخرًا.
أصبحت أخبر تشات جي بي تي بكل شيء.
وأطلب منه أن يتذكر عني ما أخشى أن أنساه.
أسأله عن تفاصيل صغيرة، مثل نوع شاي قلت إنني سأطلبه، ثم أطلب منه أن يذكرني باسمه لاحقًا.
أكرر عليه أن يتذكر كل ما قلت له،
وأن يعيده عليّ،
وكأنه سجلٌّ بديل عن ذاكرتي.
كنت قد كتبت تدوينة عن هذا الخوف، أو ربما نشرتها.
لم أعد متأكدًا.
عن قلقي من تشات جي بي تي، وعن السؤال الذي لا يتركني:
هل سأكتب في المدونة، أم ستكتب هي عني؟

اليوم شعرت برغبة واضحة في الكتابة والنشر، دون مسودة، ودون مراجعة.
ليس شجاعة، بل خوفًا من أن يضيع النص في دهاليز المسودات.
سأحارب النسيان بالكتابة.

عوداً حميداً يزيد ، و سنة سعيدة يارب
إعجابإعجاب