يزيد التميمي
  • من أنا ؟
  • تفآريق
  • السياحة
  • عنق الزجاجة
  • تواصل معي

Posts tagged “مراجعة كتاب”

كتاب قلق السعي إلى المكانة

يزيد التميمي

Posted on 16 أكتوبر 2020

أضع بعض الفوائد التي حصدتها من كتاب ” قلق السعي إلى المكانة ” للكاتب والفيلسوف البريطاني آلان دو بوتون ، تعرفت على الكتاب من خلال مراجعة صديقي مازن والذي أهداني الكتاب وللأسف سقط مني وأنا أسير الى السيارة ولم أنتبه إلى فقداني له إلا بعد وصولي للمنزل ، أضطررت بعدها للذهاب إلى أقرب مكتبة وشراء نسخة أخرى من الكتاب.

بدأت بقراءة الكتاب بعد عدة أشهر رغم هذه العجلة ، وتتالي بعدها البطء وأنا أحاول مضغ هذا الكتاب الثقيل بمحتواه المدهش ، فقد وضع رؤية جديدة أمام عيني أمام منطلق كلمة مكانة ، حيث أخذني من أساس الكلمة و وصولاً إلى معناه النهائي وشكله الأخير في هذا الزمان ،فالكتاب يجاوب أسئلة بدأت تظهر بشده مؤخراً نحو المكانة لم تكن هذه التساؤلات والمطالبات موجودة قبل القرن الثامن عشر ، حيث كان الإنسان لا يعي كثيراً لهذه الطبقية أو البحث عن المكانة كما هو الحال الآن تحت الضغط الشديد الذي يشرعنه المجتمع ، فقد أصبح المجتمع يقيمك حسب مكانتك ، في المستشفى والشارع والمجالس ، لم يعد الشخص مفصولاً عن مكانته التي يصنعها ، فكان هذا الكتاب الذي ساعدني في لملمة المكانة كمفهوم وتعريف .

لذلك يبدأ بتعريف المكانة في أول فصول الكتاب بقوله : موقع المرء في المجتمع ، وبالمعنى الضيق تشير الكلمة إلى موقع المرء قانونياً ومهنياً داخل المجتمع ، متزوج ، ملازم في الجيش ، طبيب أطفال .. ألخ ولكن بالمعنى الأشمل وهو الأوثق صلة بموضوعنا هنا تشير إلى قيمة المرء وأهميته في أعين الناس.

وبكلمة آخرى أصبح تعريف المكانة على مدى ما تُمكن المرء من ما يحوزه من موارد. ويجول في الفصل الأول حول المشاعر الوجدانية للمكانة ، و أنها ولدت بشكل سيكولوجي ولم تكن صنيعة الإنسان أو متخيلة بل هي تنبع من حاجاته الفيسولوجية ، وجود قيمة لذاته هو أساس يقوم عليه الإنسان ومن دون هذه القيمة لم يعد للإنسان وجود ، بل هو أسوأ عقاب قد تفعله كما يقوله وليم جيمس في كتابه مباديء السيكولوجيا ويستشهد به الكاتب آلان.

وبعد أن أنتهى من ذكر أقل شيء وهو عدم وجود المكانة وتأثيرها في الفصل السابق ، يأتي في الفصل الثاني بالنقيض المحتدم وهو الغطرسة وكأنه يبين الطرفين قبل أن يدلف بالمكانه بشكلها الوسطي الطبيعي دون أن يكون فيها نوع من التطرف أو التقصير ، فخلال الفصل ركز على الغطرسة من ناحية أخلاقية بعكس التقصير نظر له من حيث حالة العواطف ، ونظر لها بجمود فقارن بين بدء ربط سكك الحديد في بريطانيا والنهضة الصناعية الأولى مع ظهور الغطرسة مصاحبة لها في بريطانيا ، وحتى أن الكلمة لم تتشكل ولم تعرف قبل هذا التاريخ ، وبدأ هجومه على فئة المتغطرسين بأن لا أصدقاء لهم ، وأن أهتماماتهم منصبه على الصيت والمُنجز ، و أخذ بأفتراض ثاكري بإن الصحف هي كانت السبب في نشوء الأهتمام بالطبقة الأرستقراطية وذوي المكانة العالية ، ويتسائل ثاكري كيف نتخلص من الغطرسة وكل هذا اللغو المنتشر في الصحف والتبجيل المترف لذوي المقام الرفيع وتوصيفهم بكل تلك الكلمات التفخيمية لهم ، فهي تعزز هذا التصور في أذهان الناس ، وأن كل جيل سينقل هذا العدوى إلى الجيل الذي يليه ، وإن أشد ما يقوم به المتغطرسون الإهانة وأنهم ليسو سوى ضحايا الأزمات العاطفية العصبية ، أي أن المجتمع هو ما أنتج المغطرسين ، كما قال في البداية أن حاجة المكانة من الإنسان ذاته ، فإنه يلوم هنا المجتمع بكونه مسبب الغطرسة. وفي الفصل الثالث ينظر إلى فعل ” التطلّع ” فتذكرت الآية القرآنية ( ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى ) ، فـ آلان يشير إلى التطلع والنظر كمسبب آخر لوجود المكانة في حياتنا ، وكيف أن زيادة الأشياء من حولنا مثل الهواتف و مكينة الخياطة ومعلبات صلصة الطماطم كلها لها تأثير في عملية التطلع وصنع تأثير المكانة في نفوسنا ، برغبتنا بتملك الأشياء الصغيرة تلك ، كنت قد قرأت كتاب زمن مستعمل للكاتبة سفيتلانا أليكسييفيتش والتي كانت تذكر مراراً وتكراراً بفكرة وجود المارتديلا في المتاجر كنوع من الحاجة إلى تلك المكانة وصورتها بشكل غير مباشر كأنها كانت الدافع الخفي لتأييدها لثورة الرأس مالية ضد الشيوعية في بلادها أوكرانيا ، كانت تردد بأستمرار عن فكرة وجود شيء أسمه مارتديلا لا تعرف طعمه ولكنهم يتحدثون عنه القادمون من خارج بلادها القابعة تحت قبضة الشيوعية ، وأن الرأس مالية ستكون هي الطريق إلى هده المكانة التي يوجد فيها بكل بساطة مارتديلا. هذا التطلع الذي كان يتحدث عنه آلان في هذا الفصل. ويتعذر بوجود التطلّع إلى عدم المساواة ، فعندما نعيش كلنا نفس المساكن ، متشابهه ، لا تختلف عن بعضها ، لن نشعر بتأثير المكانة إلا عندما ندخل إلى حفلة لم شمل أصدقاء الثانوية وتجد أنهم يعيشون مختلفين عنك ، لديهم سيارات أكبر ومنازل أكبر ، هنا سيبدأ التطلع للتحول إلى الحسد و أحساس ثقيلاً بسوء حظنا يتعلق برقابنا ونحن عائدين إلى المنزل ، ولحل هذه المعضلة يقول أن السبب يعود إلى شعورنا بالتشابه بيننا ، فعندما نؤمن بالأختلافات بيننا سيختفي هذا الشعور بالحسد ، فهو يسأل مثلاً لماذا لا يجيء الحسد عندما ننظر لذلك الشخص الذي يكون غنياً فوق العادة ، ولكن عندما نرى أحد يختلف عنا بشكل بسيط ، أي يشبهنا ، ولكن لديه بعض المميزات المختلفة القليلة ما أن نراها حتى يثور الحسد بداخلنا نحوهم ، وفي عرضه لفكرة التفاوت وعلاقتها مع المكانة ، يذكر أن التفاوت في أمريكا قد يكون بسيطاً لذلك كان هو السبب في شدة الصراع نحو المكانة رغم أزدهارهم و الأهم من ذلك هو وجود الطموح وسهولة التمكن من الحصول على مسيرة مهنية رائعة ، فكانت تطلعات بلا قيد ولا حد ، وهذه مشكلة أيضاً لأنها سببت أرتفاع نسبة الإصابة بالجنون بين الأمريكيين، ومع هذا لم يعد ينظر للجنون كشيئ سيء في الغرب ، ويعود في نهاية الفصل بربط التطلّع مع مطالعة مثل الصحف ومجلات مثل فوج. ولم يكتف بالكتاب بوجهات نظر المؤيدة بل أستعان بوجهة نظر الفيلسوف الفرنسي جان جاك روسو من كتابه خطاب حول أصل عدم المساواة : أليس من المحتمل أن يكون الإنسان الذي يعيش على الصيد وجمع الثمار ، وليس العامل الحديث كما يؤمن الجميع هو من ينعم بعيش أفضل؟ وهي في نظر المكانة نظرية راديكالية تفترض أن المكانة لا تحتاج لإمتلاك كل تلك الكمية من الأشياء ، وفصّل كلامه بالقول بإن كلما زاد أمتلاكنا زادت حاجتنا ، وأن منحنى الرغبة لا ينطفيء وهذا صحيح ذكره في الفصول التالية من الكتاب ، ولكن لجعله ثري بمنظور المكانة ، عليك أما إعطاءه مال وفير ، أن تحد من رغباته ، وهكذا يكون الإنسان ثرياً بمنظور المكانة أو قنوعاً بمنظور اللا مكانة ، والمجتمع يقوم بعكس الأخير فهو يحفز دوماً شهية الرغبة وهذا ما يجعل أفراد المجتمع دائماً ما يعيشون فجوة لسد ذلك التفاوت بين طبقات المجتمع ، مما يولد لدينا في هذا العصور شعور بالحرمان أقسى من ماعانوه المجتمعات البدائية كما يراه روسو. آمناً في سربه ، معافى في جسده ، عنده قوت يومه ، فكأنما حيزت له الدنيا بأسرها كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولكن الآن هل نحن نستطيع العيش هكذا؟ بدون قلق المكانة؟

تلى ذلك آلان يحكي عن دور المجتمع بشكل تفصيلي في الفصل الذي يليه ، أن الألم المصاحب للفقر لا يأتي من نقص المادة نفسها ولكن يأتي من تفسيرات المجتمع لهذا الفقير ونظرته الدونية له ، وأصبح لا أسوأ من يعاقب مجتمعاً فرداً بكونه فقير خصوصاً من الناحية العاطفية.

وحينما جاءت المسيحية كانت لديها ثلاث قصص تقولها للفقراء :

1- الفقير ليس بأختياره ، وأن فقره ينفع المجتمع.

2- وليس للمكانة الدنيا دلالة أخلاقية.

3- الأغنياء آثمون وفاسدون وقد أكتسبوا ثرواتهم بسرقة الفقراء.

وأنه من رسالة المسيحية وحتى مجيء جاك روسو لم يأتي يشخص يطالب بهدم السياج حو الأغنياء ، أو المحتالون كما أسماهم ، ومن روسو حتى ظهور البيان الشيوعي ، يا أيها العمال أتحدوا حيث كانت الصرخة التي دوّت في العالم ولكن أيضاً ظهرت ثلاث قصص مضادة للقصص السابقة :

1- الأغنياء هم المفيدون وليس الفقراء.

2- نعم للمكانة دلالات أخلاقية.

3- الفقراء آثمون وفاسدون وغباؤهم هو سبب فقرهم

لذلك وتحديداً بعد النقطة الثالثة لم يعد تسمية فقراء كما كان ، بل أصبحت الكلمة البديلة هي الفاشلين لوصف هذه الطبقة المتدنية والقابعة في أسفل طبقات المجتمع ، وأصبحوا تحت تنمر الناجحين والعصاميين ، ولم يعد الأغنياء من طبقة الأرستقراطية عبر الوراثة بل تحولت إلى طبقة الناجحين ، ولعل الفلسفسة الداروينية الإجتماعية هي من فسرت هذا التغير في التوزيع العادل للموارد الشحيحة بين جميع الناس على أساس خوضهم معركة على أساس فطري وليس لأنهم الفضل من وجهة نظر أخلاقية بل كانوا الأفضل طبيعياً ، وهذا شيء مثير للفزع ، وكأن البيولوجيا قد حكمت بشكل مسبق على الفاشلين ، و كأن البيولوجيا قد حكمت بشكل مسبق أن يكون الفقير فقيراً والغني غنياً.

يلي هذا فصل تحدث فيه عن الإعتماد ، الإتكالية للنجاح على عوامل أعتمدها الأفراد ، بدأ بالموهبة ووصفها بأنها متقلبة وليست ذات أعتمادية كما يعتقدها الكثير ، ومن ثم عرج على العامل الثاني وهو الحظ من أجل الحصول على المكانة ، وثالث العوامل على صاحب العمل ورابعها على أزدهار الأقتصاد العالمي ، ويذكر مثال ” إن ما يؤمّن لنا العشاء على المائدة ليس حب الخير في نفوس الجزّار والخمار والخباز ، لكنه أهتمامهم بمصالحهم ، نحن لا نتوجه نحو إنسانية الآخرين، بل نحو حبّهم لأنفسهم”.

وهنا ينتصف بالكتاب ويبتدأ بالجزء الثاني والذي يبدأ في سرد الحلول بعد أن كان ، يعرّف ، ويعدد المشكلات ، وأول ما ذكر هو فلسفة المكانة كحل منقذ ، من خلال الفلسفة قد نجد حلاً لفهم المكانة بطريقة صحيحة تعالج عيوبها ، وجد مثلاً أن استخدام فلسفات ديوجين ، أرسطو قد تساعد في حالة من اللامبالاة نحو المكانة ، وعدم الأهتمام بمديح الآخرين وذمهم لنا ، أو بأسلوب التعايش مع القلق وكونه وسيلة للبقاء أمام كل المخاطر المحيطة بنا ، أو التمثّل بأفكار شوبنهاور وهو أحتقار الأخرين ، وجاء فصل مهم وهو الفن ، ودوره الضروري نحو المكانة رغم تشكيك مناصرين الصناعة و إستخفافهم بدوره ، حيث أستعان برد الشاعر الإنجليزي ماثيو أرنولد على منتقدي الأدب بكتابه الثقافة والفوضى ، وكان مجمل رده يقول أن الأدب هو نصوص مستترة تهدف إلى إصلاح الأخلاق ، وإن نظرنا للمكانة فإنها أحوج للنقد وهذا ما يقوم به الأدب ، بل أن الرواية التي لا تعطي أُفقاً للتعاطف الأنساني لا تعتبر فناً ، لذلك عندما ترتص كل تلك الروايات فهي تصنع طريقاً يؤدي إلى فهم أفضل للمكانة.

وفي الفصل ما قبل الأخير يضع الدين كأحد الحلول لمشكلة المكانة ، ويأخذ بتولستوي كمثال في حياته عندما قرر أن يكون مسيحياً متديناً ويختار هذا الطريق ، خصوصاً لمشكلة مثل مكانة الموت التي لا يوجد لها حل مرضي سوى الدين .

ومع ذلك يتناقش بفكرة الدين مع المكانة ذاتها ، كأول مثال يختبرها أن المجتمع ينظر بشكل مشين لمن يكون مثل الشخص الآخر ، لا شيء أكثر سلبية أن تكون شخص آخر ، لأن معنى ذلك تكون تابع ، مقلد ، أنت لست سوى نسخة آخرى ، يعني ذلك أيضا أنك ممل ، لذلك يقوم كل شخص بإبراز نفسهبأي طريقة تتيحها له موهبته وقدراته ، ولكن عندما نسترشد الفكر المسيحي ، فهي تنظر لكل الناس سواسية ، صاحب الإمكانيات المحدودة يماثل صاحب المواهب المتعددة ، فهو مخلوق محبوب ولا شيء عيب في ذلك ، وكلهم أخوة ، لا فرق بينهم.

ومن ثم قام يشرح كيف عملت المسيحية في كونها جدار السلطة التي تبرر وجود الفقر ، وتحسين صورته دوماً ، لذلك جلبوا أفضل الرسامين وامهر البنائين ، فأنتصبت أكثر من مئة كاتدرائية في مدن أوروبا كلها كانت تختار أهم مكان في المدينة وسطها ، وكانت أعلاها بنياناً تعلو فوق مخازن الحبوب والمصانع والقصور والمكاتب الادارية ، ليصير هذا المكان توفير للإنسان ، لحزنه ومسكنته ، ويتبادلون أفكار غير معتادة تطرح فيها بعكس الأماكن الأخرى التي صممت لتلبية حاجات دنيوية .

ومن ثم في آخر الفصول وفي سرد تاريخي يتم كتابه بظهور آخر الحركات التي آثرت على مفهوم المكانة وهي البوهيمية وهي نظرة جريئة تعبر عن دور هذه الطائفة التي تتواجد في كل طبقة ، فالبوهيمية لا تتواجد بين الفقراء ، بيكاسو الثري كان بوهيميا بأمتياز ، هم المقصود بهم من يتشككون بالبرجوازيه بحد ذاتها ، هم لا يدافعون عن البرجوازيه ، هم من يكسرون قواعدها ، لأنهم ببساطة لا يحبونها ، وذلك يتفاوت ، فقد تجد بعضهم لازال يسكن في قصراً ويملك خدماً ولكن بوهيمياً ، كتب جوستاف فلوبير : ( إن كراهية البرجوازيين هي أول الحكمة ).

وهناك تأكيد كلي من جميع البوهيميين أن العمل يوم كامل هو مفسد للروح بلا شك ، ومدمر لإمكانية التحلي بالأحاسيس المرهفة.

وكان تفصيله كالعادة مقتضباً كعادته في الفصول السابقة ، ولكنه يضع لك الإعتبارات حتى تفهم ، ومن ثم عندما تتطلع في قراءاتك ستربط كثيراً من تلك المكانة ، فهذا الكتاب يضع لك الإعتبارات ، المفاهيم المجردة مع أمثلة بسيطة وحقيقية حتى تطير في حياتك لتبحث عن معنى المكانة أين توجد ، وماهي شكلها ، و ما لونها..

فهو يؤمن كما يؤمن ما مارك مانسون ، فن اللامابالاة ، وإن جميع هذه الحلول السابقة من طوائف كلها تملك ذلك القلق حيال المكانة ، وأنها موجودة ولا يمكن إخفاءها إلا عبر الإقرار بها.

ليقرأ الأصدقاء

  • النقر للمشاركة على X (فتح في نافذة جديدة) X
  • انقر للمشاركة على WhatsApp (فتح في نافذة جديدة) WhatsApp
  • انقر للمشاركة على Telegram (فتح في نافذة جديدة) Telegram
  • اضغط للمشاركة على Pocket (فتح في نافذة جديدة) Pocket
  • انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة) فيس بوك
  • اضغط للمشاركة على Tumblr (فتح في نافذة جديدة) Tumblr
  • اضغط لتشارك على LinkedIn (فتح في نافذة جديدة) LinkedIn
  • اضغط للطباعة (فتح في نافذة جديدة) طباعة
  • النقر لإرسال رابط عبر البريد الإلكتروني إلى صديق (فتح في نافذة جديدة) البريد الإلكتروني
إعجاب تحميل...
التصنيفات :قرأت كتاب

Tagged: قراءه, مراجعة كتاب

5 تعليقات

كتاب اختراع العزلة

يزيد التميمي

Posted on 29 مارس 2018

اختراع العزلة

في عادتي عند ركوب الطائرة ، اقوم باختيار كتاب لكي أقتل ساعات الطيران بالقراءة ، أجد نفسي بالقراءة أقتل وساويس سقوط الطائرة مع كل ارتجافة ، كانت السفرة مفاجئة ، بحثت في مكتبتي عن كتاب حتى أقرأه ، وقع أختياري سريعاً على كتاب اختراع العزلة لبول أوستر والسبب الرئيسي الذي دفعني لأختياره هو صفحاته القليلة المائة والسبعون ، على الأقل بالنسبة لي !

لم أكن أملك فكرة مسبقة عن الكتاب ، لم أقرأ أي مراجعات مسبقة عنه ، ولم أكلف نفسي بتصفح الكتاب بشكل عشوائي كعادتي مع الكتب ، فقد كان أسم بول أوستر كافياً بالنسبة لي للأندفاع لقراءة الكتاب ..

يبدأ الكتاب بتقديم لـ الناقد الأدبي السعودي عبدالله السفر : ” الأبناء نايم ، فإذا مات الآباء انتبهوا “.

كلمات عبدالله اختصرت الكثير في فهم الكتاب ، فكأن بول أوستر لم ينتبه إلى أباه إلا بعد مماته ، فشرع في البدء بكتابة الكتاب الذي يشرح حالة أباه مع العزلة بطريقة نقدية جارحة ، كنت في لحظات كثيرة أشك أنه يتحدث عن أباه ، وهو يفسر هذه الحالة بابتعاده عن أبيه طوال فترة طفولته ، فهو يزيل الأستغراب بإعطاءه تفسيرات لهذه العلاقة الغريبة بينه وبين والده ، بل بين والده وكل الأشياء ، حتى تلك الأوراق المتكومة والصور الفوتوغرافية المحفوظة في أظرف بنية وكانت في غرفة والده ، لم تفتح أبداً ، فحياة والده كانت تغوص في العزلة ..

الكتاب يصنف تحت بند السيرة الذاتية الفضائحية ، أنكرت أحداثه عائلته ، وتبرأت من كل ما كتبه بول أوستر عنهم ، كان جريئاً في الكتابة حد الوقاحة أحياناً .. الكتاب في نظري أعطاني بعداً جديداً في قراءة السير الذاتية على عكس السير الذاتية الرصينة التي قرأتها سابقاً.

ليقرأ الأصدقاء

  • النقر للمشاركة على X (فتح في نافذة جديدة) X
  • انقر للمشاركة على WhatsApp (فتح في نافذة جديدة) WhatsApp
  • انقر للمشاركة على Telegram (فتح في نافذة جديدة) Telegram
  • اضغط للمشاركة على Pocket (فتح في نافذة جديدة) Pocket
  • انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة) فيس بوك
  • اضغط للمشاركة على Tumblr (فتح في نافذة جديدة) Tumblr
  • اضغط لتشارك على LinkedIn (فتح في نافذة جديدة) LinkedIn
  • اضغط للطباعة (فتح في نافذة جديدة) طباعة
  • النقر لإرسال رابط عبر البريد الإلكتروني إلى صديق (فتح في نافذة جديدة) البريد الإلكتروني
إعجاب تحميل...
التصنيفات :قرأت كتاب

Tagged: كتاب عربي, مراجعات, مراجعة كتاب

3 تعليقات

كتاب التأثير السيبراني

يزيد التميمي

Posted on 23 مارس 2018

قطعت وعداً مع بداية عام ألفين وثمانية عشر بالتحدث عن قراءاتي ، والآن هذه قراءتي الثانية بعد كتاب ( رواية الجريمة والعقاب لدوستويفسكي ) ، الرواية طويلة وأخذت مني مجهود عقلي لأنني كنت طوال الوقت أغرق في أسطرها ، وعقلي يجاهد النجاة !

نحن في نهاية شهر مارس ، وبالطبع قرأت كتب أخرى ، أنا لم أتجاهلكم أبداً أعزائي القراء ، فها أنا أستكمل مراجعتي لقراءاتي لكتب هذا العام .. وأكمل مع كتاب لماري آيكن وأسمه ( التأثير السيبراني ، كيف يغير الإنترنت سلوك البشر ؟ )

MaryAikenCROP_0.jpg

ماري آيكن

20180118_082145

غلاف الكتاب

الكتاب صدر في شهر ديسمبر الفائت بطبعته المترجمة إلى العربية ، ومنذ لحظة صدوره وضعته في أوليات قائمة القراءة بسبب موضوعه الذي يهمني وأجده يمسني كثيراً ، أو بالأصح يحتاجه الناس جميعاً في هذه الأيام ، بعد أن تمكن الإنترنت من فرض سيطرتها علينا ، واستغلال التقنيات لحاجاتنا وبدأت بتدخلها في أدق شؤوننا الخاصة ، كانت القراءة للكتاب هي لحظة أحتاجها لإعادة اكتشاف العلاقة الحديثة بين الإنسان والإنترنت ! ، ما تأثيرها علينا ؟ كان هذا الذي عنونت بها كتابها الجميل ، وكإنطباع شخصي فهي قد أسهبت الحديث عن السيبرانية بشكل جيد في صفحاته الأربعمائة و فصوله الثمانية.

تعرّف نفسها ماريّ بالمتخصصة في دراسة سيكولوجية السيبرانية والتي تعني ” دراسة تأثير التطور التكنولوجي على السلوك البشري ” ، وأعتقد من خلال تعريفها تبدأ بتفهّم معنى كلمة السيبرانية ، والتي هي بالمناسبة إندماج كلمتين ( سيبر ) أخذت من الكلمة الإنجليزية Cyber ، ومعناها رقمي ، والكلمة الأخرى هي ( الإنسانية ) ، سيبرانية ! ، رقمنة الإنسان ، علاقة الأنترنت بالإنسان ، هي تحمل كل ما يمكنه من أنواع مختلفة من التكنولوجيا وبين الإنسان من جهة أخرى ، كعلاقتك بهاتفك النقال ، أنت من طرف ، والهاتف النقال من طرف أخرى ، ما علاقة السلوك هنا !؟ ، فهنا يقع اهتمام السيبرانية بدراسة هذا المجال بعمق شديد .. وفي رأيي السيدة ماري أجادت هذا في الكتاب ، فقد فتحت أعيني لأول مرة على أمور كثيرة في علاقتي مع الإنترنت والهاتف والتقنية عموماً ، لا يشترط أن تكون مع الإنترنت  ، بل هي تشمل التقنية عموماً .. علاقة مهمة ولا يجب تجاهل تأثيراتها علينا ، لهذا أتى الكتاب ليسلط الضوء على هذا الفضاء السيبراني ليكشف أجزاء منه.

 الفصل الأول يتحدث عن الشذوذ ، وتأثير الإنترنت في انتشاره والاعتياد عليه بعدما كنا نظن أنه شاذ ، أصبحنا نراه شيئاً عادياً ، وربما نبدأ بممارسته بشكل اعتيادي بل حتى الدفاع عن الشذوذ بعدما أصبح في نظر الناس هي شيء عادياً ، الفصل مثير وأتى بالكثير من الأجوبة إلى رأسي ، أما في الفصل الثاني والذي بدأت الأهتمام من خلاله بالكتاب بشدة بعده :

يمكن تفسير الإدمان طبقاً لعمل يانكسيب على أنها شكل متطرف من أشكال البحث ، سواء كان المدمن يسعى للوصول إلى حالة اللاوعي عن طريق الكوكايين ، الكحول ، أو حتى البحث على محرك غوغل ، فالدوبامين الذي يفرزه هذه الحالة تجعل العقل في حالة ترقب وحذر !

هنا تفسر حالة البحث في غوغل والتي تصيبنا عند أتفه وأصغر الأشياء ، وفي الاقتباس القادم من كتابها يتضح المقصد لك :

ربما ترى مثل هذا المشهد من وقت لآخر:

زوجتك الجميلة تنشغل عنك أثناء موعد على العشاء بتفحص هاتفها بينما أنت تريد الدردشة معها ، هل تقصد حقاً أن تتصرف بهذه الوقاحة؟

إنها حالة بسبب الدوبامين ، تبقى الإنسان متحفزاً في علاقته مع التقنية ، ففكرة الأخبار المفاجئة والمتقطعة التي تأتي عبر شاشة الهاتف ، تجعلك دائماً في حالة متحفزة ومترقبة  مع هاتفك! ، فقد أصبح الهاتف من خانة المغريات مثل ما يقوم به الكوكايين بالضبط في جسم الإنسان ، فقد أصبحنا لا نقاوم الهاتف الذكي .. ألم تشعر في يومٍ ما بالضيقة عندما تذكرت أثناء خروجك من المنزل أنك نسيت هاتفك الذكي على السرير ؟

تشرح ماري بعض الطرق للتصدي لحالة الإدمان ، أو على الأقل التخفيف منها ، تتمثل في حذف بعض التطبيقات والإشارات التي على شاشة هاتفك ، يمكنك أيضاً تعديل أوضاع هاتفك وتطفئ الإشعارات لإن مواقع التواصل الإجتماعي مثل أنستغرام وتويتر وواتس اب تريد من المستخدمين الرجوع إليها باستمرار ( يريدونك دائماً معهم )..

الفصل الثالث و الرابع والخامس كان الحديث عن تأثير السيبرانية على المراهقين والأطفال ، لأهمية هذه المرحلة العمرية أسردت ثلاثة فصول من أجلهم ، فهي تقتبس مقولة جون ف. كيندي  : ” الأطفال أكثر الموارد البشرية أهمية ، إنهم أمل العالم في مستقبل أفضل  .. “

ربما كانت قصة ماليك وايتر ، الطالب الذي التقط صورة سيلفي له مع معلمته التي كانت تخوض مرحلة تشنجات ما قبل الولادة ، بلا مبالاة لحالتها الصحية ، فقد لبس نظارته الشمسيه ، وكان يعدل العدسة ليظهر معلمته الحامل وهي تتألم في الخلفية رغماً عنها ..

selfie22n-2-web.jpg

عبر الصورة نفهم ما نراه يحدث بشكل متكرر من بعض المراهقين في اليوتيوب عبر مقالب سخيفة وتحديات ينشرونها على الفضاء السيبراني ، وتلك المشاهدات العالية والشغف بالمتابعة من قبل الأطفال ، توقفت كثيراً وأنا أقراً هذه الفصول والتي كشفت إجابات الكثير من الأسئلة ، الكتاب قيّم ..

أما في الفصل السادس تتحدث ماريّ عن رومانسيات الفضاء السيبراني ، وكيف أصبحنا كغرباء القطار ، نتبادل الابتسامات ونظرات الإعجاب التي لا تكاد تتجاوز بوابة القطار ، أستمرار طقوس المغازلة وكل منهم يعرف أنه سينزل من عتبة القطار ولن يشاهد الأخر مرة أخرى في حياته ، تلك الغزلية اللحظية من فقدان الثقة بالنفس ، فهو لا يريد أكثر من ذلك ، مشاعر السيبرانية تفجر مجال جديد من الغزل الغريب ، وهذه من أوجه تأثيرات السيبرانية علينا ، هل من الذكاء كشف هذه الأسرار ؟ سؤال طرحته بقوة ماريّ!

أعتقد لحظات التوقف على تأثيرات السيبرانية علينا هي من الضروريات التي يجب علينا أن لا نتغافلها في حياتنا ، ربما لا نشعر بالخوف ، ربما تتملكنا الرغبة العاجلة ، ربما تحيط بنا الأحاسيس المجهولة ، ونكسر كل شيء في لحظة واحدة بكشف أسرار حياتنا بلا تردد ! سناب شات مؤخراً يأتي كمثال بارز لهذه الحالة النفسية الغريبة بيننا وبين الأنترنت ..

السايبر كوندريا أو ينبوع القلق ، هكذا عنونت فصلها السابع ماريّ ، حيث فصلّت حالة القلق وتأثير الخيال عليه ، وكيف أننا نصاب بالهلع عند رؤية الثعبان الصغير ولا نخاف بذلك المقدار من الهلع عند رؤية الفيل ! ، تحدثت إيضاً كيف نصاب بلوثة القلق عبر المعلومات المغلوطة التي تنتشر بكثرة في الإنترنت وتأثيرها على العقل الباطن للإنسان ، كيف نقوم بتفتيش حذاءنا الصغير قبل أن نقرر أن نلبسه ، نعتقد أحياناً بوجود حشرة بداخله أو عقرب ينتظر دخول قدمي .. تلك المخيلة التي تسيطر علينا وتأثيرها علينا في الإنترنت ، مما تدفعنا للقيام بأشياء خاطئة أثناء استخدامنا للإنترنت ، مهما نظن بمحاولات حماية أنفسنا ، نجد أننا في الأخير قد عرضنا أنفسنا لمخاطر أكبر.

كما يقول صديقي الطيب جون سولر ، ” ليكن منتقدوك معلمين لك ، تعامل معهم كفرصة ثمينة ، أسأل نفسك لماذا تتضايق من التعليقات ، لماذا تزعجك؟ ما هي تأثيراتها على ثقتك بنفسك؟” .

كان هذا الاقتباس السابق و الجميل من الفصل الثامن والأخير والمعنون بـ ” أسرار وخفايا الأعماق” ، كتحليل شخصي أجد أن عبارة ( لن يجبرك أحد على أن تفعل شيئاً ) هي مختصر هذا الفصل الكامل والذي يتحدث التفسيرات والاستجابات والمشاعر ، عن الأنترنت العميق ، يتحدث عن الحرية عموماً ..

الكتاب ألتهمته في يومين تقريباً وأنا لا أشعر بالوقت أبداً ، بل كنت أتأكد أنني فعلاً قرأت كل صفحاته عبر العودة إلى الوراء بالصفحات والتأكد من جديد ، لإنه لا زال لدي الكثير من الأسئلة لم أجد بعد إجابتها ، ربما فضولي كان أكبر  ، مع ذلك لا أبخس الكتاب ففيه معلومات مهمة يعج بها والتي في اعتقادي البسيط يحتاجها كل شخص يتعامل بكثرة مع التقنية ، ومن منا لا يفعل هذا في هذه الأيام؟

 

ليقرأ الأصدقاء

  • النقر للمشاركة على X (فتح في نافذة جديدة) X
  • انقر للمشاركة على WhatsApp (فتح في نافذة جديدة) WhatsApp
  • انقر للمشاركة على Telegram (فتح في نافذة جديدة) Telegram
  • اضغط للمشاركة على Pocket (فتح في نافذة جديدة) Pocket
  • انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة) فيس بوك
  • اضغط للمشاركة على Tumblr (فتح في نافذة جديدة) Tumblr
  • اضغط لتشارك على LinkedIn (فتح في نافذة جديدة) LinkedIn
  • اضغط للطباعة (فتح في نافذة جديدة) طباعة
  • النقر لإرسال رابط عبر البريد الإلكتروني إلى صديق (فتح في نافذة جديدة) البريد الإلكتروني
إعجاب تحميل...
التصنيفات :قرأت كتاب

Tagged: كتاب عربي, مراجعات, مراجعة كتاب

10 تعليقات

  

أبحث هنا

أقسام المدونة

  • Uncategorized
  • قرأت كتاب
  • نافذة
  • تفآريق
  • سياحه
  • طومار
  • عنق الزجاجة

Social

  • عرض ملف Yazeedme-151837121881953 الشخصي على Facebook
  • عرض ملف @YazeedDotMe الشخصي على Twitter

أحدث التعليقات

أفاتار Liquid Memory| ذاكرة سائلةLiquid Memory| ذاكرة… على نهاية عام ٢٠٢٣
أفاتار غير معروفغير معروف على مدينة كومو الإيطالية
أفاتار mishal.dmishal.d على نهاية عام ٢٠٢٣
أفاتار نوار طهنوار طه على نهاية عام ٢٠٢٣
أفاتار MidooDjMidooDj على متنفس

الأرشيف

Follow me on Twitter

تغريداتي

RSS Feed RSS - المقالات

أدخل بريدك الإلكتروني للإشتراك في هذا الموقع لتستقبل أحدث المواضيع من خلال البريد الإلكتروني.

انضم مع 1٬242 مشترك

أقسام المدونة

  • Uncategorized
  • قرأت كتاب
  • نافذة
  • تفآريق
  • سياحه
  • طومار
  • عنق الزجاجة

Return to top

إنشاء موقع إلكتروني أو مدونة على ووردبريس.كوم

  • اشترك مشترك
    • يزيد التميمي
    • انضم مع 1٬121 مشترك
    • ألديك حساب ووردبريس.كوم؟ تسجيل الدخول الآن.
    • يزيد التميمي
    • اشترك مشترك
    • تسجيل
    • تسجيل الدخول
    • إبلاغ عن هذا المحتوى
    • مشاهدة الموقع في وضع "القارئ"
    • إدارة الاشتراكات
    • طي هذا الشريط
 

تحميل التعليقات...
 

    %d