مما تعلمته و بشكل قاسي أن لا أفقد شخصيتي ، وتعلمت في إعماقها كيف إرتباط الشخصية بالقوة وكيف أن الشيئين مرتبطين ببعض ، لا أدعي حتى الآن معرفة الشيئين ، الشخصية وإرتباطها بالطاقة ، ماهي الشخصية ؟ و ماهي الطاقة ؟ و ماهو تأثير فقدان أحدهما على الآخر ، كيف اذا فقدت شخصيتك فقدت طاقتك ، و إذا فقدت طاقتك فقدت شخصيتك !
لا تظن أقصد هنا بقوة الشخصية أن تكون عنترياً ، أو حاداً في أفكارك ، أو متمسكاً في مواقفك بشكل إعتباطي ، الموضوع ليس مظاهرياً ، هو أبعد من ذلك في تواصلك الداخلي لهذا عندما ذكرت في تدوينتي السابقة الضجيج و أنه قام حجز صوتي الداخلي ولم أتمكن من سماعه ، بدأت أفقد إتجاهات سيري لكل الأهداف التي كنت أرسمها لنفسي ، أجد أن إشارة المرور جعلتني أتوقف ، وتوقفت طويلاً عندها ، وبعد مرور عام أكتشفت أن الإشارة كانت معطلة و لم أسمع أبواق السيارات التي كانت خلفي تنتظر عبوري للإشارة.
عندما تتذكر نفسك ، وتتذكر أن تلك الإشارة المرورية لم تكن يوماً شجرة حتى أستظل تحتها و أنسى نفسي و أجد الأيام تجري من حولي و أنا لا أشعر.

الأمر أبعد من هكذا ، فعندما أقول الشخصية ، أقول هو يزيد بكل مكوناته الداخليه ، يزيد الذي يهتم في ساعته ، ولا يزيلها من معصمه إلا عند دخوله غرفة الأشعة أو العمليات الجراحية ، إحترامه للوقت هو إحترامه لشخصيته أمام الناس ، يزيد الذي يرى المنطق في وجود نتائج صحيحة ، عندما تقول أن السماء زرقاء ، شخصية يزيد يجب أن ترفع عينها و تأخذ واجبها في النظر و التأكد من لون السماء ، قد تكون السماء تلك اللحظة صفراء ، عندما تُجبر على إرتداء سلسال على عنقك و أنت حتى لم تخيل نفسك تقوم بهذا ، لتجد رجلك تنزلق بخلخال ، وصوت بوق السيارة خلفك لم تسمعه ، أكرر هذا لأربط أمر صعب في شرحه ، فكيف أقول لا تفقد نفسك ؟ أنت أيها القاريء ، يجب أن تتذكر من أنت ، أين أنت ، وكيف أنت ، في كل يومك ، في كل لحظه من حياتك ، كيفما كنت.
أجد الكتابة هي مساري الذي فقدته في الفترة الماضية ، قد أتهم كارثة مثل كورونا في فقداني لشخصيتي ، في خوفي من السفر ، خوفي من الحياة ، لأول مرة منذ أكثر من ٢٠ عام ، يأتي شهر فبراير القادم لأكمل عامين لم أسافر فيها ، مكثت خلال السنتين بين الرياض و الشرقية ، لم أبرح إلى أي مكان أضطررت فيها إخراج جوازي للسفر ، و تجربة الخوض في فوج جديد من العوالم الأخرى.

توقفت عن ممارسة الرياضة حتى أزداد وزني بشكل مخيف ، ألم أقل فقدت شخصيتي ؟ آخر كتاب قرأته قبل سنة كاملة ، والسبب الذي عرفته أنني فقدت الطاقة ! كيف أسترد طاقتي ؟ اقتراحاتكم؟