يزيد التميمي
  • من أنا ؟
  • تفآريق
  • السياحة
  • عنق الزجاجة
  • تواصل معي

كتاب اختراع العزلة

يزيد التميمي

Posted on 29 مارس 2018

اختراع العزلة

في عادتي عند ركوب الطائرة ، اقوم باختيار كتاب لكي أقتل ساعات الطيران بالقراءة ، أجد نفسي بالقراءة أقتل وساويس سقوط الطائرة مع كل ارتجافة ، كانت السفرة مفاجئة ، بحثت في مكتبتي عن كتاب حتى أقرأه ، وقع أختياري سريعاً على كتاب اختراع العزلة لبول أوستر والسبب الرئيسي الذي دفعني لأختياره هو صفحاته القليلة المائة والسبعون ، على الأقل بالنسبة لي !

لم أكن أملك فكرة مسبقة عن الكتاب ، لم أقرأ أي مراجعات مسبقة عنه ، ولم أكلف نفسي بتصفح الكتاب بشكل عشوائي كعادتي مع الكتب ، فقد كان أسم بول أوستر كافياً بالنسبة لي للأندفاع لقراءة الكتاب ..

يبدأ الكتاب بتقديم لـ الناقد الأدبي السعودي عبدالله السفر : ” الأبناء نايم ، فإذا مات الآباء انتبهوا “.

كلمات عبدالله اختصرت الكثير في فهم الكتاب ، فكأن بول أوستر لم ينتبه إلى أباه إلا بعد مماته ، فشرع في البدء بكتابة الكتاب الذي يشرح حالة أباه مع العزلة بطريقة نقدية جارحة ، كنت في لحظات كثيرة أشك أنه يتحدث عن أباه ، وهو يفسر هذه الحالة بابتعاده عن أبيه طوال فترة طفولته ، فهو يزيل الأستغراب بإعطاءه تفسيرات لهذه العلاقة الغريبة بينه وبين والده ، بل بين والده وكل الأشياء ، حتى تلك الأوراق المتكومة والصور الفوتوغرافية المحفوظة في أظرف بنية وكانت في غرفة والده ، لم تفتح أبداً ، فحياة والده كانت تغوص في العزلة ..

الكتاب يصنف تحت بند السيرة الذاتية الفضائحية ، أنكرت أحداثه عائلته ، وتبرأت من كل ما كتبه بول أوستر عنهم ، كان جريئاً في الكتابة حد الوقاحة أحياناً .. الكتاب في نظري أعطاني بعداً جديداً في قراءة السير الذاتية على عكس السير الذاتية الرصينة التي قرأتها سابقاً.

ليقرأ الأصدقاء

  • النقر للمشاركة على X (فتح في نافذة جديدة) X
  • انقر للمشاركة على WhatsApp (فتح في نافذة جديدة) WhatsApp
  • انقر للمشاركة على Telegram (فتح في نافذة جديدة) Telegram
  • اضغط للمشاركة على Pocket (فتح في نافذة جديدة) Pocket
  • انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة) فيس بوك
  • اضغط للمشاركة على Tumblr (فتح في نافذة جديدة) Tumblr
  • اضغط لتشارك على LinkedIn (فتح في نافذة جديدة) LinkedIn
  • اضغط للطباعة (فتح في نافذة جديدة) طباعة
  • النقر لإرسال رابط عبر البريد الإلكتروني إلى صديق (فتح في نافذة جديدة) البريد الإلكتروني
إعجاب تحميل...
التصنيفات :قرأت كتاب

Tagged: كتاب عربي, مراجعات, مراجعة كتاب

3 تعليقات

كتاب التأثير السيبراني

يزيد التميمي

Posted on 23 مارس 2018

قطعت وعداً مع بداية عام ألفين وثمانية عشر بالتحدث عن قراءاتي ، والآن هذه قراءتي الثانية بعد كتاب ( رواية الجريمة والعقاب لدوستويفسكي ) ، الرواية طويلة وأخذت مني مجهود عقلي لأنني كنت طوال الوقت أغرق في أسطرها ، وعقلي يجاهد النجاة !

نحن في نهاية شهر مارس ، وبالطبع قرأت كتب أخرى ، أنا لم أتجاهلكم أبداً أعزائي القراء ، فها أنا أستكمل مراجعتي لقراءاتي لكتب هذا العام .. وأكمل مع كتاب لماري آيكن وأسمه ( التأثير السيبراني ، كيف يغير الإنترنت سلوك البشر ؟ )

MaryAikenCROP_0.jpg

ماري آيكن

20180118_082145

غلاف الكتاب

الكتاب صدر في شهر ديسمبر الفائت بطبعته المترجمة إلى العربية ، ومنذ لحظة صدوره وضعته في أوليات قائمة القراءة بسبب موضوعه الذي يهمني وأجده يمسني كثيراً ، أو بالأصح يحتاجه الناس جميعاً في هذه الأيام ، بعد أن تمكن الإنترنت من فرض سيطرتها علينا ، واستغلال التقنيات لحاجاتنا وبدأت بتدخلها في أدق شؤوننا الخاصة ، كانت القراءة للكتاب هي لحظة أحتاجها لإعادة اكتشاف العلاقة الحديثة بين الإنسان والإنترنت ! ، ما تأثيرها علينا ؟ كان هذا الذي عنونت بها كتابها الجميل ، وكإنطباع شخصي فهي قد أسهبت الحديث عن السيبرانية بشكل جيد في صفحاته الأربعمائة و فصوله الثمانية.

تعرّف نفسها ماريّ بالمتخصصة في دراسة سيكولوجية السيبرانية والتي تعني ” دراسة تأثير التطور التكنولوجي على السلوك البشري ” ، وأعتقد من خلال تعريفها تبدأ بتفهّم معنى كلمة السيبرانية ، والتي هي بالمناسبة إندماج كلمتين ( سيبر ) أخذت من الكلمة الإنجليزية Cyber ، ومعناها رقمي ، والكلمة الأخرى هي ( الإنسانية ) ، سيبرانية ! ، رقمنة الإنسان ، علاقة الأنترنت بالإنسان ، هي تحمل كل ما يمكنه من أنواع مختلفة من التكنولوجيا وبين الإنسان من جهة أخرى ، كعلاقتك بهاتفك النقال ، أنت من طرف ، والهاتف النقال من طرف أخرى ، ما علاقة السلوك هنا !؟ ، فهنا يقع اهتمام السيبرانية بدراسة هذا المجال بعمق شديد .. وفي رأيي السيدة ماري أجادت هذا في الكتاب ، فقد فتحت أعيني لأول مرة على أمور كثيرة في علاقتي مع الإنترنت والهاتف والتقنية عموماً ، لا يشترط أن تكون مع الإنترنت  ، بل هي تشمل التقنية عموماً .. علاقة مهمة ولا يجب تجاهل تأثيراتها علينا ، لهذا أتى الكتاب ليسلط الضوء على هذا الفضاء السيبراني ليكشف أجزاء منه.

 الفصل الأول يتحدث عن الشذوذ ، وتأثير الإنترنت في انتشاره والاعتياد عليه بعدما كنا نظن أنه شاذ ، أصبحنا نراه شيئاً عادياً ، وربما نبدأ بممارسته بشكل اعتيادي بل حتى الدفاع عن الشذوذ بعدما أصبح في نظر الناس هي شيء عادياً ، الفصل مثير وأتى بالكثير من الأجوبة إلى رأسي ، أما في الفصل الثاني والذي بدأت الأهتمام من خلاله بالكتاب بشدة بعده :

يمكن تفسير الإدمان طبقاً لعمل يانكسيب على أنها شكل متطرف من أشكال البحث ، سواء كان المدمن يسعى للوصول إلى حالة اللاوعي عن طريق الكوكايين ، الكحول ، أو حتى البحث على محرك غوغل ، فالدوبامين الذي يفرزه هذه الحالة تجعل العقل في حالة ترقب وحذر !

هنا تفسر حالة البحث في غوغل والتي تصيبنا عند أتفه وأصغر الأشياء ، وفي الاقتباس القادم من كتابها يتضح المقصد لك :

ربما ترى مثل هذا المشهد من وقت لآخر:

زوجتك الجميلة تنشغل عنك أثناء موعد على العشاء بتفحص هاتفها بينما أنت تريد الدردشة معها ، هل تقصد حقاً أن تتصرف بهذه الوقاحة؟

إنها حالة بسبب الدوبامين ، تبقى الإنسان متحفزاً في علاقته مع التقنية ، ففكرة الأخبار المفاجئة والمتقطعة التي تأتي عبر شاشة الهاتف ، تجعلك دائماً في حالة متحفزة ومترقبة  مع هاتفك! ، فقد أصبح الهاتف من خانة المغريات مثل ما يقوم به الكوكايين بالضبط في جسم الإنسان ، فقد أصبحنا لا نقاوم الهاتف الذكي .. ألم تشعر في يومٍ ما بالضيقة عندما تذكرت أثناء خروجك من المنزل أنك نسيت هاتفك الذكي على السرير ؟

تشرح ماري بعض الطرق للتصدي لحالة الإدمان ، أو على الأقل التخفيف منها ، تتمثل في حذف بعض التطبيقات والإشارات التي على شاشة هاتفك ، يمكنك أيضاً تعديل أوضاع هاتفك وتطفئ الإشعارات لإن مواقع التواصل الإجتماعي مثل أنستغرام وتويتر وواتس اب تريد من المستخدمين الرجوع إليها باستمرار ( يريدونك دائماً معهم )..

الفصل الثالث و الرابع والخامس كان الحديث عن تأثير السيبرانية على المراهقين والأطفال ، لأهمية هذه المرحلة العمرية أسردت ثلاثة فصول من أجلهم ، فهي تقتبس مقولة جون ف. كيندي  : ” الأطفال أكثر الموارد البشرية أهمية ، إنهم أمل العالم في مستقبل أفضل  .. “

ربما كانت قصة ماليك وايتر ، الطالب الذي التقط صورة سيلفي له مع معلمته التي كانت تخوض مرحلة تشنجات ما قبل الولادة ، بلا مبالاة لحالتها الصحية ، فقد لبس نظارته الشمسيه ، وكان يعدل العدسة ليظهر معلمته الحامل وهي تتألم في الخلفية رغماً عنها ..

selfie22n-2-web.jpg

عبر الصورة نفهم ما نراه يحدث بشكل متكرر من بعض المراهقين في اليوتيوب عبر مقالب سخيفة وتحديات ينشرونها على الفضاء السيبراني ، وتلك المشاهدات العالية والشغف بالمتابعة من قبل الأطفال ، توقفت كثيراً وأنا أقراً هذه الفصول والتي كشفت إجابات الكثير من الأسئلة ، الكتاب قيّم ..

أما في الفصل السادس تتحدث ماريّ عن رومانسيات الفضاء السيبراني ، وكيف أصبحنا كغرباء القطار ، نتبادل الابتسامات ونظرات الإعجاب التي لا تكاد تتجاوز بوابة القطار ، أستمرار طقوس المغازلة وكل منهم يعرف أنه سينزل من عتبة القطار ولن يشاهد الأخر مرة أخرى في حياته ، تلك الغزلية اللحظية من فقدان الثقة بالنفس ، فهو لا يريد أكثر من ذلك ، مشاعر السيبرانية تفجر مجال جديد من الغزل الغريب ، وهذه من أوجه تأثيرات السيبرانية علينا ، هل من الذكاء كشف هذه الأسرار ؟ سؤال طرحته بقوة ماريّ!

أعتقد لحظات التوقف على تأثيرات السيبرانية علينا هي من الضروريات التي يجب علينا أن لا نتغافلها في حياتنا ، ربما لا نشعر بالخوف ، ربما تتملكنا الرغبة العاجلة ، ربما تحيط بنا الأحاسيس المجهولة ، ونكسر كل شيء في لحظة واحدة بكشف أسرار حياتنا بلا تردد ! سناب شات مؤخراً يأتي كمثال بارز لهذه الحالة النفسية الغريبة بيننا وبين الأنترنت ..

السايبر كوندريا أو ينبوع القلق ، هكذا عنونت فصلها السابع ماريّ ، حيث فصلّت حالة القلق وتأثير الخيال عليه ، وكيف أننا نصاب بالهلع عند رؤية الثعبان الصغير ولا نخاف بذلك المقدار من الهلع عند رؤية الفيل ! ، تحدثت إيضاً كيف نصاب بلوثة القلق عبر المعلومات المغلوطة التي تنتشر بكثرة في الإنترنت وتأثيرها على العقل الباطن للإنسان ، كيف نقوم بتفتيش حذاءنا الصغير قبل أن نقرر أن نلبسه ، نعتقد أحياناً بوجود حشرة بداخله أو عقرب ينتظر دخول قدمي .. تلك المخيلة التي تسيطر علينا وتأثيرها علينا في الإنترنت ، مما تدفعنا للقيام بأشياء خاطئة أثناء استخدامنا للإنترنت ، مهما نظن بمحاولات حماية أنفسنا ، نجد أننا في الأخير قد عرضنا أنفسنا لمخاطر أكبر.

كما يقول صديقي الطيب جون سولر ، ” ليكن منتقدوك معلمين لك ، تعامل معهم كفرصة ثمينة ، أسأل نفسك لماذا تتضايق من التعليقات ، لماذا تزعجك؟ ما هي تأثيراتها على ثقتك بنفسك؟” .

كان هذا الاقتباس السابق و الجميل من الفصل الثامن والأخير والمعنون بـ ” أسرار وخفايا الأعماق” ، كتحليل شخصي أجد أن عبارة ( لن يجبرك أحد على أن تفعل شيئاً ) هي مختصر هذا الفصل الكامل والذي يتحدث التفسيرات والاستجابات والمشاعر ، عن الأنترنت العميق ، يتحدث عن الحرية عموماً ..

الكتاب ألتهمته في يومين تقريباً وأنا لا أشعر بالوقت أبداً ، بل كنت أتأكد أنني فعلاً قرأت كل صفحاته عبر العودة إلى الوراء بالصفحات والتأكد من جديد ، لإنه لا زال لدي الكثير من الأسئلة لم أجد بعد إجابتها ، ربما فضولي كان أكبر  ، مع ذلك لا أبخس الكتاب ففيه معلومات مهمة يعج بها والتي في اعتقادي البسيط يحتاجها كل شخص يتعامل بكثرة مع التقنية ، ومن منا لا يفعل هذا في هذه الأيام؟

 

ليقرأ الأصدقاء

  • النقر للمشاركة على X (فتح في نافذة جديدة) X
  • انقر للمشاركة على WhatsApp (فتح في نافذة جديدة) WhatsApp
  • انقر للمشاركة على Telegram (فتح في نافذة جديدة) Telegram
  • اضغط للمشاركة على Pocket (فتح في نافذة جديدة) Pocket
  • انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة) فيس بوك
  • اضغط للمشاركة على Tumblr (فتح في نافذة جديدة) Tumblr
  • اضغط لتشارك على LinkedIn (فتح في نافذة جديدة) LinkedIn
  • اضغط للطباعة (فتح في نافذة جديدة) طباعة
  • النقر لإرسال رابط عبر البريد الإلكتروني إلى صديق (فتح في نافذة جديدة) البريد الإلكتروني
إعجاب تحميل...
التصنيفات :قرأت كتاب

Tagged: كتاب عربي, مراجعات, مراجعة كتاب

10 تعليقات

مدينة كومو الإيطالية

يزيد التميمي

Posted on 21 مارس 2018

547gg98.PNG

وصلت إلى مدينة كومو ، أو لنقل بلدة كومو ، فأول ما تفاجأت عند وصولي عن مدى صغرها بعكس صيتها الذي ملأ الأنترنت ، أجد السائحين العرب يتحدث عنها بكثرة مما ولد بداخلي صورة أنها ستكون مدينة كبيرة !

1-DSC01724

كومو تقع على الحدود الإيطالية السويسرية ، لذلك هي تعتبر محطة توقف في الطريق بين البلدين ، وإن كنت أظن فكرة إكمال الطريق إلى مدينة ميلانو وتحمل قيادة ساعة إضافية بالسيارة أنها ستكون أفضل بدلاً من ضياع يومك على مدينة كومو.

1-DSC01729

قررت إيقاف سيارتي في إحدى المواقف ذات الإيجار بالساعة ، وبعدها بدأت بالسير على الأقدام في أزقة البلدة القديمة والتي تقبع بداخل أسوار ، تحتاج منك العبور بإحدى البوابات حتى تدخلها ..

1-DSC01741

ما يجدر الإنتباه له ، أنه في كثير من البلدات الإيطالية وهي على أي حال مثل كثير من الدول التي تطل على البحر الأبيض المتوسط والتي تتشارك بعادة القيلولة العربية ، حيث كثير من المحلات تغلق في فترة الظهيرة ، وأهمها المطاعم ! ، أيعقل أن تبحث عن مطعم في عز الظهيرة لتأكل الغداء فتجد معظمها كان مغلقاً ! ، أتفهم فكرة محلات الملابس و البضائع ، ولكن مطاعم وفي فترة الغداء تكون مغلقة ! يبدو أن فترة الغداء الرسمية لديهم تكون بعد الساعة الرابعة عصراً .. ملاحظة جديرة ، وددت الإشارة لها في تدوينتي هذه.

1-DSC01738

البلدة تعج بالسياح رغم صغرها ، و أكشاك الفاكهة على قارعة الطريق يعرضون الفواكه للمارة.

1-DSC01751

رغم أن البلده صغيرة كما ذكرت وجدت معرض صغير للكتاب ، اللغة الوحيدة و المتوفرة هي اللغة الإيطالية ، لا وجود لأي لغة أخرى ..

1-DSC01752

1-DSC01753

1-DSC01743

البلدة هادئة ، على الأقل في وقت زيارتي لها نهاراً ، حيث لا توجد بها فعاليات بارزة أو صناعات واضحة يمكن التبضع منها ..

1-DSC01755

لم يجذبني في كومو سوى بحيرتها والتي بالمناسبة توجد مثلها المئات في أوروبا من البحيرات ، فلذلك لم أجد ميزة للمدينة سوى قربها من فوكس تاون ( اوت لت اوروبا ) حيث في ما تبقى من اليوم قررت الذهاب لها ..

1-20170907_1312251-20170907_121916

هي تقع في الجانب السويسري ، وعلى الرغم من ذلك فكأنك في إيطاليا ، اللغة السائدة في المحلات هي الإيطالية ، تشعر وكأنك لم تغادر إيطاليا ، الماركات الإيطالية منتشرة بكثرة داخل السوق ، وفي أسفل السوق هناك فرع يمكنك استرداد أموال الضريبة نقداً ، وهذا ما يميز التسوق في سويسرا .. فوكس تاون لمن يرغب التسوق يعتبر فرصة جيدة .

التدوينة القادمة عن مدينة ميلانو الإيطالية حيث كانت وجهتي بعد انتهائي من التسوق ، قصدت مباشرة مدينة ميلانو.

 

ليقرأ الأصدقاء

  • النقر للمشاركة على X (فتح في نافذة جديدة) X
  • انقر للمشاركة على WhatsApp (فتح في نافذة جديدة) WhatsApp
  • انقر للمشاركة على Telegram (فتح في نافذة جديدة) Telegram
  • اضغط للمشاركة على Pocket (فتح في نافذة جديدة) Pocket
  • انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة) فيس بوك
  • اضغط للمشاركة على Tumblr (فتح في نافذة جديدة) Tumblr
  • اضغط لتشارك على LinkedIn (فتح في نافذة جديدة) LinkedIn
  • اضغط للطباعة (فتح في نافذة جديدة) طباعة
  • النقر لإرسال رابط عبر البريد الإلكتروني إلى صديق (فتح في نافذة جديدة) البريد الإلكتروني
إعجاب تحميل...
التصنيفات :سياحه

Tagged: كومو, ايطاليا, تقرير, رحلتي, زيارة, سفر

5 تعليقات

by wetcanvas

كيف أقرأ ؟ وكيف أحب القراءة ؟

يزيد التميمي

Posted on 13 مارس 2018

qr2a3q1555wr23qqfgtuea

by wetcanvas

تتزاحم المواضيع التي أود التدوين عنها ولكن أبت نفسي إلا بالتحدث عن هذا الموضوع الذي كثيراً ما يتم تداوله بين الناس دون إجابات  يحصلون عليها ، حيث تسقط محاولاتهم دائماً أمام أول تساؤل ، ألا وهو ” كيف اقرأ ؟ ” وكيف أجعل نفسي محباُ للقراءة أو على الأقل أتقبل القراءة ، فالبعض يصل لمرحلة تجعله مليئاً بالملل القاتل ، فتجده يرمي الكتاب في أقرب لحظة يمكنه فيها ذلك ، كأخر لحظة من لحظات الإمتحان الدراسي .. هذا مجرد مثال.

تفاعلي للموضوع أتى بعد تعليق تلقيته من المدونة بشاير ، كلامها دفعني بشكل أقوى لوضع المجهر على مشكلة القراءة مع وجود الرغبة بداخلنا.

في الحقيقة روايتي التي أقرأها منذ شهر لم أنتهي منها لاأعرف كيف أكتب سبب معين هي أول رواية أقراها سبق وقرأت روايات بسيطة الخميائي ورواية أخرى

لكن رواية (وهذا أيضاً سوف يمضي) نوعها غريب أو لا أجد الإنسجام التام معها أشعر أن هناك خطب ما لدي

شعرت أني لا أعرف قراءة الرواية أود في كل مرة الرجوع للمقطع السابق لقرائته وتكراره لإستوعب أحداث القصة والتفاصيل رغم أني وصلت للمقطع 8 في الراوية أجدني لا أعرف وصف المقاطع السابقة لو أن أحداً سألني عنها أشعر بـ(لخبطة) هل هذا لأني مبتدئة في قراءة الروايات أو أني مبالغة في الموضوع انزعجت من هذا الشعور ولم أنتهي من قرائتها هناك رواية أخرى بإنتظاري لا أود فتحها حتى لا أحبط

 

أولاً لنتحدث عن القراءة بحد ذاتها قبل أن نفكر في أي شيء ، كيف كان وضع القراءة في السابق؟ القراءة لقرون طويلة كانت فعلاً نخبوياً و مقتصرة على فئة الأغنياء من الأناس و تشمل المقتدرين مالياً الذين يتمكنون من شراء الكتب في ذلك الزمان ، كانت الكتب تنسخ باليد ، وتحتاج إلى ورّاقين يقضون أياماً طويلة من أجل نسخ كتاب واحد ، وبسبب هذه العملية الطويلة والصعبة كانت الكتب أعدادها قليلة وباهضة الثمن ، لهذا السبب كانت تقتصر على فئة معينة ولم يسهل تداول الكتاب بين الفقراء إلا بعد ثورة الطباعة الآلية في القرن الثالث عشر الميلادي ، فقد مكنت من وصول الكتاب إلى أيدي كثيرة و بثمن بخس ، فالكتاب أصبح يطبع منه الآلاف بدلاُ من السابق حيث كانت نسخ قليلة و تكتب باليد ، فالقراءة بعدما جاءت الطباعة لم تعد فعلاً نخبوياً خاصاً ومحدوداً على الطبقة الارستقراطية والثرية ، فالكتب أصبحت بعدها تُباع على قارعة الطريق ، بنفس ثمن تذكرة القطار وربما كانت أرخص من ذلك بكثير ، ومع الأيام وتطور وسائل النقل مثل السفن البخارية والقطارات ، أصبحت الكتب تقطع مسافات طويلة بسبب ثورة المواصلات والتي تزامنت مع الثورة الصناعية في القرن الثامن عشر ، لم يعد أحد بحاجة إلى السفر إلى مكتبة الإسكندرية أو مكتبة بغداد من أجل قراءة كتاب ، المسافات طويت مثلما طوت المطابع الصفحات.

تمكن الفقراء بعدها لأول مرة بتملك المكتبات بداخل منازلهم ، أصبحوا يقتنون ويتبادلون ويلمسون الكتاب ، ومثال على هذا نجد المناضل الأمريكي مالكوم أكس الذي كافح من أجل حقوق السود في أمريكا يتحدث عن دور القراءة عندما دخل السجن وكيف غيرت أسلوب حياته وطريقة كلامه ، هنا كان مالكوم الفقير يملك طريقاً يصل به إلى الكتب حتى يقرأ ويتغير بداخله ويمكنه بعد ذلك من تغيير أوضاع عرق كامل كان يعيش تحت قوانين الفصل العنصري ، ويعود الفضل إلى سهولة انتشار الكتاب مما مكنت من سهولة الوصول للقراءة ، هنا علاقة طردية ، ازدياد الكتب ، تدفع بمزيد القراءة.

وبعد أن مضت ستة قرون على أختراع المطبعة ، كان ينتظرنا منعطفاً قوياً لم يأخذ حقه الكامل بتسليط الضوء بسبب سرعة وصوله ودخوله إلى المجتمع ، لم يكن منعطفاً بل صاروخاً أنطلق بنا إلى فضاء لم نرى نهايته حتى الآن ، فما قدمه ولا يزال يقدمه لم يتوقف عند أي حد حتى الآن ، وما زال العرافون والمتكلمون يهرفون ويقولون و يتنبأون عن شأنه ، لا أعتقد أنه خفي عن أحد بعد أن وصفته وهو أقل من حقه ، فقدوم السيد المبجل المدعو بـ الإنترنت كان مرحلة أخرى في حياة الإنسان ، فما فعله الإنترنت الآن يتخطى بمجرات ما قامت به الطباعة الآلية ، مقدار المعلومات التي أصبحنا يومياً نتلقاها أكثر بكثير من مقدرتنا الإنسانية ، أصبح الشيخ جوجل هو ذاكرتنا اليومية ، لم نعد بحاجة الحفظ ، لم نعد نحتاج حمل القرآن ، لا تذاكرنا ، لا أموالنا ، لم نعد نريد أن نعرف شيئاَ ، لأنه ببساطة موجود على الإنترنت ، لا يحتاج منا أن نعرف ، ضغطات قليلة على شاشة الهاتف الذكي تمكنني بسرعة مذهلة من الوصول الى المعلومة حتى أطبقها ، سمعت قصة قبل عدة سنوات عن رجل بريطاني قام بتوليد زوجته في السيارة وذلك في طريق ذهابهم للمستشفى ، بسبب أنها فاجأتها آلام الولادة وعرف أنه لن يتمكن من الوصول للمستشفى في الوقت المناسب لهذا قرر المخاطرة بالتوقف على قارعة الطريق و تطبيق التعليمات و الارشادات لتوليد طفل وذلك من خلال مشاهدة مقطع يوتيوب! أنه أمر أدهشني كثيراً عندما سمعت بالقصة بإذاعة بي بي سي البريطانية.

ولكن ماهي القراءة ؟ مالمقصود بها ؟

لطالما أعتبرت القراءة هي كل كل ما أسمعه وأراه وأتذوقه ، القراءة هي تكوين للحواس الخمس ولكن تكون في حالة متفاعلة مع العقل ، فلا تنأى بنفسها دون العقل ، بالعقل تكون القراءة ! فالنظر المجرد و السمع بدون إصغاء من العقل لا يعتبر قراءة ، لتكتمل القراءة يجب حضور العقل وحضور تفاعله .. ربما هناك من يستطيع قراءة أوجه الناس ، وهناك من يقرأ السماء فيعرف متى تمطر ومتى  تكون شمساً ، القراءة تكمن في الإستماع بتركيز لهذا الخطيب ، لهذا السنونو الذي يشدو ، أن القراءة في نظري ليست محدودة على الكتاب ، فنحن نقرأ سواء أردنا أم لم نرد ذلك ، ولكن بدون وعي وإدراك منا!

كان الأنبياء لا يقرأون ، و خاتمهم النبي صلى الله عليه وسلم حيث لم يكن يعرف القراءة بمفهومها الشائع في المجتمع والضيق في المفهوم  والمقصور على الكتب ، ولكن هذا لم يمنعه من إخراج رسالة قارع بها الشر والظلام والكفر والشرك وحطم أركانها تحطيماً مستطيراً ، كان نبوغه عبر قراءة الوحي بالإستماع إلى ما يتلى عليه من الآيات وما يوحى له من جبريل عليه السلام ، القراءة هي الإحساس بما يصلنا عبر حواسنا ليس إلا ..

لماذا الكتاب إذاً  ؟

مع الهواتف الذكية أصبحنا نقرأ أكثر بكثير من مما نتخيل ، أصبحنا نرى مشاهد أكثر مما كنا نراه سابقاً ، فشاشات الهواتف الذكية تقدم لنا بشكل سهل ومريح وفي الوقت والمكان الذي نريد ، يلبي كل ما نرغبه ، ربما كانت لعبة لنقضي وقتنا ، ربما بقراءة تغريدات ، ربما مشاهدة صور إنستغرام ، أو حتى مشهد يوتيوبي مضحك ، ولكن في المجمل نجد كمية الأحساس أقل ، أصبحنا باردين أكثر ، ليس بسببنا نحن ، أم بسبب الهواتف الذكية ، لا بل بسبب أن المحتوى أصبح بعيداً عن مستوى التفكير والعقل ، لا يحث على التفكير ، بل أنه يركز على الجمود ويتعمد ذلك ، ولأعطي مثال على ذلك ، تجد نفسك تشاهد ساعات طويلة على تويتر ولكن غالباً تكون لا معنى لها ، مالذي تعتقده يكون السبب ؟ ألا تجدها معظمها لا تحتوي على مزايا وخصائص التفكير بعكس الكتب والتي تحمل في أسطرها ميكانيزم التفكير ، حتى تلك الروايات وأصناف الأدب تجدها تحمل آليات مختلفة و متنوعة من التفكير ، تفكير عاطفي و وجداني وتفكير أجتماعي وتفكير خيالي  وأنواع كثيرة غيرها ليس بالمتسع ذكرها الآن ، لكن مع قراءات الأنترنت تجدها مجرد كلمات دون شرط التفكير بداخلها ، لا تملك فيها أي مسارات للحركة العقلية الطويلة ، يقول الأطباء أن المشي لمسافات قصيرة لا يعتبر رياضة ولا تمد للجسم بالفائدة المرجوه ، بعكس المسافات الطويلة ، 45 دقيقه من المشي المتواصل هي أدنى ما يحتاجه الجسم ليستقبل تأثير الرياضة ، وكذلك تحتاج القراءة ، فعندما تسير في مسارات قرائية طويلة يبدأ مفعول القراءة بالتكوّن بداخلك  ، تبدأ احساس الفائدة وتأثيره عليك.

الكتاب هو وعاء الثقافة الرسمي ، هي الشجرة التي تستطيع أن تقطف ثمارها دون حاجة منك للقفز ، فقطوفها دانيه بمتناول يدك ، فالكتاب أراه كمثل الشجرة الكبيرة التي يمكنها حمل كل تلك الثمار .. وبالنسبة للعقل نجده بجزئية الخيال فيه لا يمكن أن تناسبه إلا الكتاب ، هو الوعاء المناسب والمثالي الذي تستطيع أن تسكب الأفكار فيه ، هو الوعاء الذي يمكن أحتواء كل ما يريد أن يخرجه العقل من أفكار ، لذلك القراءة من الكتاب تكون هي المستوى الأعلى من مستويات القراءة لدينا ، فما يمكنّه الكتاب بداخلك لا يساويه أي نوع من أنواع القراءة الأخرى ، هو الوحيد الذي يأخذك إلى مسافات بعيدة لا يمكن لأي مصدر آخر أن يفعله.

الكتاب كماراثون طويل ، والأنواع الأخرى من أوعية الثقافة تكون خلفه بالترتيب ، فالكتب يمكنها حمل قواعد الرياضيات وقواعد الأدب وقواعد الفيزياء ، تتشكل الكلمات والرموز لتتقبل كل الأفكار حتى التي لا نستطيع تمثيلها في الواقع ، الخيال والأرقام والرسوم تبدأ عبر الأسطر ، بإختصار يمكن للكتابة أن تستوعب كل ما ينقل لها ، وبسهولة أخرى يمكنها من نقل ما يوجد في الصفحات إلى العقل مرة أخرى ، لهذا تكون القراءة عبر الكتاب هي الأسمى ، فالكتاب يقبع في قمة هرم القراءة مقارنة مع القراءة الصورية والقراءة السمعية.

إذاً كيف أقرأ؟

هذا سؤال ضبابي ، حتى أجيبك ينبغي عليك أن تعرف أنك في الأساس قارئ ! ، كما أسلفت وأوضحت سابقاً في هذه التدوينة.

كلنا نقرأ ولكن بشكل مختلف ، بعضنا سمعي وبعضنا بصري ، وهذه الخصائص طبيعية بداخلنا ، بعضنا يكتسب المعرفة عبر الناس ، عبر التفاعل الاجتماعي ، يقرأ كل ما يقوله الناس ، تجده يتحرك على هذا الأساس من القراءة ، القراءة أساسها الدهشة ، أساسها التفاعل الوجداني بداخلك ، هناك من يمر على موقف محزن في الشارع ولم يتأثر ، وآخر مر على نفس المشهد ولكنه لم يتمكن من النوم لعدة أيام .. فالبشر متباينون في كيفية قراءاتهم ، لا يعني عدم أحساس الأول ، بل طريقة استيعابه مختلفة عبر مسار آخر ليست بالبصر ، ربما يكون الكلام غريباً أن يصدر من شخص مثلي كاتب ، يحب القراءة الورقية ويعشقها بجنون ، ولكنها الحقيقة التي يجب أن أقولها بأمانتي في الكتابة ، ولكن هذا لا يعني أن القراءة الورقية مقصورة على البعض ، والذي بسبب حالتهم الخلقية والطبيعية يحبون القراءة أو يستوعبون وعاء القراءة الورقية بشكل أفضل من غيرهم ، و مثال على ذلك تجد بعض الأطفال عندما تقرأ كتاباً له يحاول بإن يجذبك نحوه ليتشارك رؤية الصور بصفحات الكتاب بينما أنت تقرأ له ، وطفل آخر تجده لا يهتم ، بل تراه ينظر لك بدهشة مفرطة لطريقة إلقائك و قراءتك للقصة ، هذا الاختلاف يحدث لأسباب خلقية يحتاج تدوينات طويلة لشرح الأسباب ، ولكنها أمور جينية ليس للأنسان بحد ذاته ، لكن هذا لا يمنعه من الاكتساب أو التطور ، فالقراءة بمفهومها هي مختلفة ، ليس العيب فينا ، لهذا لا يملؤك إحساسك بالغضب من نفسك ، فأول الحلول أن تعرف نفسك.

معنى الكلام السابق وجود السبب لتعرفه ، ولكن كيف تقرأ؟ فأنا لم أجب على السؤال حتى الآن ..

من منا لا يرغب بإن يكون قاريء ، أن منظر جلوس شخص أمامك مائلاً برأسه و ممسكاً بالكتاب وهو يقرأ يجعلك تتخيل نفسك أنك في مكانه ، جميعنا نحب القراءة ، بداخلنا ذلك الأحساس العميق الذي يدفعنا لحب القراءة الورقية ، ذلك الفضول الذي يحثنا على المعرفة ، هذه المشاعر المخبأة بداخلنا والتي تبحث عن الدهشة ..

كأي شيء آخر نريده ، مثل أستخدام الحاسوب ، أو الهاتف الذكي ، كلنا نستطيع أن نمسكه دون مشاكل ، البعض يمسكه في كل وقت والبعض بين الحين والآخر ، ” كما قلت سابقاً البعض يجد صعوبة بسبب اختلافنا خلقياً ” ، لكن جميعاً نتمكن بالإمساك بهواتفنا الذكية ، كلنا ملزمون بإستخدام الحاسوب في أعمالنا ، أرباب العمل يفرضون عليك معرفة أساسيات الحاسب حتى تتمكن من العمل لديهم ، وكلنا تمكنا سواء عبر الإجبار أو الأختيار من أستعمال الحاسوب وأصبحنا نقرأ كل ما نحتاجه ، أحدث صيحات الموضة ، جديد السيارات ، وصفات طبخ جديدة ، أبحاث للجامعة ، كل ما تحتاجه تجد نفسك تقرأ فيه من خلال هاتفك الذكي  .. إذا السؤال المهم هنا لماذا لم تتمكن من قراءة الكتاب؟ وتمكنت رغم ذلك من قراءة ساعات طويلة في مواضيع مختلفة عبر حاسوبك.

gw4tw2tgywyw2y.jpg

استخدام أسلوب الفراشة في الحديقة

هذا الحل الذي أستخدمه منذ فترة طويلة لمعضلة القراءة لدي ، أتساءل كثيراً لماذا أدخل إلى تويتر وأجد نفسي بعدها في أنستغرام أو يوتيوب ، والعكس كذلك ، أو أجد نفسي غصت في مواضيع مختلفة وتنقلت بينها دون أشعر ! لماذا لا أركز على شيء معين ومحدد في الأنترنت ! ففي الحقيقة كلنا نعاني من هذه المشكلة والتي تدعى بعدم التركيز ، ولحل هذه المشكلة لدي في القراءة استخدم بشكل مقتبس لفكرة الفراشة وحركتها الدؤوبة بالطيران المستمر بين الزهور والورود دون أن تكون ثابتة على زهرة واحدة ، كذلك أفعل بذاتي خلال قراءتي الورقية ، أجد نفسي أقرأ أكثر من كتاب في نفس الشهر ، وأجد نفسي أتنقل بين هذا الكتاب والآخر ، حتى لا أشعر بالملل والذي لا يمكنني التحكم به ، فكل ما أقوم به أن أغير الكتاب والذهاب إلى مجال آخر للقراءة ، لهذا تجد على مكتبتي أكثر من أربع كتب قريبة من يدي أتنقل بينها بالقراءة .. عندما أتوقف عن قراءة كتاب أجد نفسي توجهت للكتاب التالي بشكل تلقائي لأكمل ما توقفت عنده سابقاً ، فقد عودت نفسي على ذلك ، في الحقيقة لا أعلم أن كانت هذه الطريقة متبعة عند غيري أم لا! لم اسأل احداً من قبل .. ولا أعلم عن استراتيجياتهم في القراءة ، ربما في التعليقات يشاركوني بذلك.

أمللت من كتاب ؟ ، أتجد عقلك يطلب منك الابتعاد عن صفحات هذا الكتاب ؟ ، أذهب به إلى كتاب آخر ، كما تفعل تماماً في الأنترنت ، تتقلب بين المواضيع المتنوعة خلال ساعاتك الطويلة ، الحال نفسه يسري عندما تقرأ الكتب ، لهذا أنصح دائماً من يسألني ما الذي أشتريه من كتب ؟ أقول له أشتري عدة كتب في مجالات متنوعة وتهتم فيها حتى لا تصاب بالملل ، فعندما تقرأ موضوع معين لفترة طويلة ، مهما كنت قارئاً نهماً سوف تمل من هذا المجال ، لهذا مكتبتي تزخر بمجالات متنوعة ، تاريخية و دراسات علمية و روايات و أشعار وكل ما يخطر في بالي من مجالات أجد نفسي أميل لقراءتها .. لهذا عندما تقف بسبب الملل أثناء قراءة كتاب ، قم بوضع علامة على آخر صفحة و اذهب سريعاً لكتاب آخر ، ليس هناك مشكلة بك .. هذا طبيعي ، فقط استرخ وخذ كتاب آخر وتخيل نفسك في حديقة مليئة بالزهور وأنك تنقلت إلى زهرة أخرى.


دعوة إلى الأصدقاء والحضور في الرياض ، يسعدني التواجد في منصة التوقيع من أجلكم يوم الخميس في الساعة الرابعة ونصف عصراً في أول أيام معرض الرياض الدولي للكتاب.

662454drt.png

ليقرأ الأصدقاء

  • النقر للمشاركة على X (فتح في نافذة جديدة) X
  • انقر للمشاركة على WhatsApp (فتح في نافذة جديدة) WhatsApp
  • انقر للمشاركة على Telegram (فتح في نافذة جديدة) Telegram
  • اضغط للمشاركة على Pocket (فتح في نافذة جديدة) Pocket
  • انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة) فيس بوك
  • اضغط للمشاركة على Tumblr (فتح في نافذة جديدة) Tumblr
  • اضغط لتشارك على LinkedIn (فتح في نافذة جديدة) LinkedIn
  • اضغط للطباعة (فتح في نافذة جديدة) طباعة
  • النقر لإرسال رابط عبر البريد الإلكتروني إلى صديق (فتح في نافذة جديدة) البريد الإلكتروني
إعجاب تحميل...
التصنيفات :طومار

14 تعليق

مدينة زيورخ السويسرية

يزيد التميمي

Posted on 9 مارس 2018

زاد حماسي في صباح يوم وصولي لمدينة زيورخ بعدما استغرقت في قراءة كمية من التعليقات التي اتفقت أن تكيل النصائح والمديح بالاتجاه ذهاباً إلى المتحف العلمي  ، لهذا جعلت زيارة المتحف هو أول فعل أقوم به في يومي ، فأنا لم أحتمل كمية حماسي بالرغبة بزيارته ..

 

1-DSC01232
1-DSC01233

ولم يخب ظني بعد أن أخذت جولة طويلة في المتحف امتدت لأربع ساعات ، صحيح أن قيمة تذكرة الدخول للشخص كانت غالية ولكن بعدما دخلت المتحف وجدت أن قيمة التذكرة تستحق كل يورو تم دفعه فيه ، فقد قضيت أربع ساعات لم أشعر بها وأنا في المتحف ، فكل ركن فيه يدعوك لأن تمكث فيه وقت أكثر ، أجده يفيد كثيراً للأطفال لفهم الفيزياء والكيمياء والميكانيكا.

1-DSC01234

صورة من داخل المتحف وتفاعل الناس مع محتويات المتحف ، فهو أغرب متحف زرته في حياتي ، كل أجزائه عبارة عن ألعاب علمية تجعلك تفهم العلم بشكل مبسط ، ممتع كثيراً للأطفال وحتى الكبار.

1-DSC01237

1-DSC01251

تجربة الكهرباء الساكنة ومرورها بالأجساد وتأثيرها على الشعر بحيث تجعله واقفاً ، كان الجميع يضحك بعد التجربة ، فهي ماتعة.

1-DSC01268

1-DSC01276

 المتحف من الخارج وهذا موقعه الرسمي

Swiss Science Center Technorama 

المتحف يبعد عن وسط زيورخ نصف ساعة بالسيارة ، و أنصح بزيارته بشدة.

1-DSC01291

بعد نهاية زيارتي للمتحف ، توجهت بسيارتي إلى شلالات نهر الراين والتي تقع في شمال مدينة زيورخ كما تظهر في خرائط جوجل التالية :

1-DSC01301

عندما وصلت أستقبلني المدخل إلى الشلالات ، أستغربت وجود رسوم يجب علي دفعها للدخول ، في عادة الأوروبيين لا يأخذون أموال عند دخولك للأماكن الطبيعية إلا ما تحتاج أن تستخدم فيها العربة المتنقله ( التلفريك ).

عموماً دخلت بعدما دفعت قيمة التذاكر للدخول ، يجب الإنتباه أن الدرجات بها كثيرة وتحتاج نوع من اللياقة وحذاء رياضي مريح.

1-DSC01325

الشلال كما يبدو من فوق

1-DSC01317

1-DSC01424

محاولاتي لاصطياد صورة لقوس قزح

1-DSC01433

1-DSC01426

1-DSC01430

السير على الدرجات حتى الوصول إلى أسفل الشلال ، هناك مصعد يمكنك أستخدامه ولكن لا يذهب إلا لأسفل المكان أو أعلاه فقط ، فهو لا يتوقف في المنتصف بالقرب من الشلال ، لهذا سيفوتك الكثير من المناظر الخلابة.

وبعد انتهائي من جولتي في الشلالات قررت العودة إلى مدينة زيوريخ والسير في وسطها وأكتشاف ما تحمله هذه المدينة.

1-DSC01471

المدينة أشعرتني بأنها مدينة المال ، شعرت هذا من ملابس الأناس في الشوارع ، لا ليست مثل لندن أو باريس ، يطغى عليهم اللبس الرسمي الخاص بالبنوك ، ولا عجب بذلك فزيورخ تتمركز فيها بنوك العالم ، وتعد من آمن المناطق في العالم التي من الممكن أن تضع أموالك بها ..

كل هذا شعرته وأنا أسير في طرقاتها ، تكتفي برؤية الناس وأن تتحسس ذلك من أشكالهم وطريقة سيرهم ، اللطف يبدو ظاهراً عليهم بشكل أخافني ، هذا ما أحسسته.

1-DSC01468

المدينة هادئة ، لا يوجد بها ذلك الصخب كما يأتي عادة مع ذكر أسم زيورخ ، لا شيء يثير سوى الهدوء بحد ذاته وأنت تسير في شوارع زيورخ ..

1-DSC01568

ولا يفوتني زيارة شارع بانهوف والممتد إلى أن يصل إلى المحطة الرئيسية للقطارات في وسط زيورخ ، الشارع تتواجد على أغلى المتاجر التي تعرض أثمن البضائع ، الشارع حجمه مناسب مقارنه لحجم زيورخ ، فمدينة زيورخ صغيرة وليست بذلك الحجم ، نعم هي أكبر من مدينة بازل وأكبر من مدينة جنيف ، لكن لا تعتقد أنها ستكون أكبر من مدن أوروبية كثيرة .. لكن هذا لا يمنع أن تشعر بالهدوء والأمان في هذه المدينة التي أعتقد لو ضعت طفلك ذو السبع سنوات لوحده في الشارع ، لن يحصل له شيء !

1-DSC01480

مباني المدينة القديمة ، جسورها التي تعبر الأنهار من تحتها ، هدوءها ، مقاهيها المترامية في أرجاء المدينة ، كلها كانت من الأمور الجميلة في المدينة والتي أعجبتني كثيراً ، أحب المدن الهادئة ، وهذا طابع المدن السويسرية عموماً ، وهذا ما جعلني أحب سويسرا ، عتبي الوحيد عليها هو غلاء أسعار المطاعم والمساكن ، فوجبات الأكل تكلف مبلغ خرافي مقارنة بدول أخرى مثل ألمانيا وهي مجاورة لها ، أو الأرخص منها إيطاليا ، أما بخصوص التسوق فقد شعرت أنها أرخص الدول الأوروبية من حيث البضائع ، مقارنة مع فرنسا وألمانيا والنمسا ، أما إيطاليا فهي أرخص منها بكثير ، لكن أبتعد عن المدن الكبيرة مثل ميلانو وفينيسيا ..

 

1-DSC01544
1-DSC01533
1-DSC01498

في اليوم التالي قررت الخروج من زيورخ والذهاب إلى مدينة كومو الإيطالية ، ولكن أثارتني الطبيعة السويسرية لأقرر وضع محطة توقف خارج زيوريخ ..

1-DSC01581.JPG

1-DSC01606.JPG

وكعادة قرارتي في هذه الرحلة ، تأتي ارتجالية ، قررت أن أخرج حذائي الرياضي و أن أمارس الهايكنج في هذه الجبال ، بحثت عبر جوجل عن أقرب الأماكن حولي التي يمكن ممارسة الهايكنج ، فقام بتوجيهي آلياً إلى مكان لم أكن حتى يخطر في بالي من جماله.

1-DSC01637.JPG

بداية صعودي للجبل ، ألتفت بعنقي لأجد هذا المنظر ، لم أتمالك نفسي لأخذ هذه الصورة.

1-DSC01639.JPG

الأهتمام بالهايكنج يبلغ قمته عند السويسريين ، المسارات معبدة ! وهناك كراسي للجلوس والأستراحه على مدى الطريق إلى القمة.

1-DSC01659.JPG

منظر البحيرة من تحتي والجبال تحيط بي ! كنت لحظتها لا أدرك أنني ألتقط أنفاسي من الجمال أم من تعب السير على الجبال.

1-DSC01689.JPG

1-DSC01693.JPG

الجميل الذي لاحظته أكثر من مره ، هو وجود مطعم في قمة أكثر من جبل ، وهذا المطعم في الصورة السابقة كان في قمة الجبل حيث يطل على منظر البحيرة والجبال ، و لصعوبة الوصول له تسكن العائلة المالكة في نفس المطعم.

1-DSC01698.JPG

وجدت لديهم مصعد يذهب بالزوار إلى الأسفل بمبلغ رمزي لكل شخص ، تستطيع أستخدامه إذا شعرت بالتعب ، بالنسبة لي أجد النزول مريحاً ، وعندما استخدم المصعد تفوتني لحظات التوقف والتأمل في الطبيعة .. لهذا ذهبت مع خيار العودة سيراً على الأقدام.

وبعد وصولي إلى أسفل الجبل قررت إكمال مسيري بالسيارة إلى مدينة كومو الإيطالية ، بعد أن قضيت نهاري كاملاً تجولت فيه بين أرجاء الطبيعة السويسرية التي فتنت بها كثيراً.

التدوينة القادمة ، سأتحدث عن مدينة كومو الإيطالية

وفي النهاية لا أنسى أدعوكم إلى لقاء سناب شات مع نافذة المدونات والذي سوف أتحدث فيه عن الكتابة والتدوين :

 

هل لديكم أية مخططات ليوم السبت؟
ستستضيف نافذة المدونات الكاتب والمدوِّن يزيد التميمي على سنابشات النافذة. كونوا على الموعد. pic.twitter.com/a5h44t15q0

— نافذة المدوِّنات (@bloggerswindow) March 7, 2018

ليقرأ الأصدقاء

  • النقر للمشاركة على X (فتح في نافذة جديدة) X
  • انقر للمشاركة على WhatsApp (فتح في نافذة جديدة) WhatsApp
  • انقر للمشاركة على Telegram (فتح في نافذة جديدة) Telegram
  • اضغط للمشاركة على Pocket (فتح في نافذة جديدة) Pocket
  • انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة) فيس بوك
  • اضغط للمشاركة على Tumblr (فتح في نافذة جديدة) Tumblr
  • اضغط لتشارك على LinkedIn (فتح في نافذة جديدة) LinkedIn
  • اضغط للطباعة (فتح في نافذة جديدة) طباعة
  • النقر لإرسال رابط عبر البريد الإلكتروني إلى صديق (فتح في نافذة جديدة) البريد الإلكتروني
إعجاب تحميل...
التصنيفات :سياحه

Tagged: مواضيع سفر, تقرير, رحلتي, زيورخ, سفر, سويسرا، مدونة رحلات

10 تعليقات

سبعة أعوام من التدوين

يزيد التميمي

Posted on 18 فيفري 2018

6465.jpg

أحب أن أخبركم أن أحرفي المتهالكة والسيئة قد أكملت أعوامها السبعة هنا بين هذه الجدران المهترئة ، ربما لا يهم أحداً هذا الخبر ، و ربما شعرت بأهميتها أنا وحدي ، لهذا سأتحدث ، فأنا هنا وخلال سبعة سنوات تقوقعت فيها بنفسي الضعيفة ، سبع سنوات جمعتني بكثير من الزائرين على صفحاتي البسيطة والتي جعلتني أقوى ، فأنا المسكين لا أستطيع تعداد الرسائل التي وصلتني خلال هذه الأعوام السبع الماضية على بريدي الألكتروني ، فمن خلالها أسعدني التعرف على الكثير منهم ، كلماتهم الدافئة كانت تصلني عبر الرسائل المحملة بالمشاعر التي لا يمكن أن تصفها كلماتي الصغيرة أمام ضخامة عطفكم على هذا الشاب – التوّاق – للأحاسيس ! ، أما تعليقاتكم هنا فرقمياً قد تجاوزت 1700 تعليق  كانت اجمل سمات هذه التعليقات هي كمية الجمال الزاخرة التي جعلت من جدراني وكأنها لوحات لفان جوخ و مايكل أنجلو .. لا أملك بإتجاهها كلمات تلامس أحاسيسي في هذه اللحظات لتوفي حقكم علي .. ربما لا تصدقون أنها سرت على ذاكرتي وكأنها سبع ليال وليست سبع سنوات منذ تأسيس المدونة ، تقدمت فيها ذاتي الصغيرة فيما أحسب مراحل كثيرة بعد أن كانت مترسخة في وحل السكون ، وأجمل مافيها أحرفي فقد امتزجت بمشارب مختلفة طعمها ولونها ، كتابات أحتسب أنني فيها تجاوزت بذاتي من مرحلة التشكيك إلى مرحلة التعريف ، بدأت على إثرها  بفعل المقاومة بدلاً من التمنعّ ، لحظة ، أشعرت عزيزي القارئ بفارق المعنى بين المقاومة والتمنعّ ؟ هذا ما قصدته بين الشك والتعريف ، ما أقصده هو الفارق الصغير الذي لا يشعره سوى الكاتب في داخله ، فهيئة الكلمات وشكلها الخارجي يظهر الشك بصورته المتجلية ، ولا يمكن قطع هذا الشك سوى بالكتابة المتكررة المتخمرة ، فعملية مداولة الكلمات بين الأسطر هي تداوي العمليات الفكرية المتصارعة فيما بينها ، يسري عليها قانون الغاب ، الأقوى سيبقى ، هكذا هي حال الكلمات .. ومن جهة اخرى ، فالتدوين يساعدني بدفع كتاباتي حتى تتحول إلى كائن يولد بشكل شهري مستمر لا يتوقف ، حتى أصبحت تبعث نفسها مرة بعد اخرى بشكل تحرري من قيودها ، الى درجة انها تخيل  للقارئ كأنها لم تكن في يوماً من الأيام بين القيود ، لهذا تبدو في كل مرة بشكل جديد ، وكأن الكاتب لم يكن هو الكاتب الذي بالأمس ، فالمقاومة تجعلك شخص آخر .. ربما تشعر في هذه الأسطر بالغرابة و أنا أتفق تماماً معك عندما اطلق العنان لنفسي الغريبة بالحديث عما بداخلها من مشاعر ، لا أنسى بالتأكيد أثر تحرري من القيود أنني أصبحت يزيد التميمي وليس يزيد حافياً من دون أي ملحقات تعريفية به ! ، فهذا نصر أستطعت تحقيقه فقط في عامي السابع.

أكتب في هذا اليوم و جميع نسخي المتوفرة في الرياض لكتابي الأول ( عقل وقلب ) قد سحبتها مكتبة جرير لتقوم بتوزيعها على فروعها في السعودية ، وهي بالفعل بدأت بتوزيعها على فروع مكتباتها ( يمكنك الإطلاع على كتابي في صفحة المكتبة هنا ) وعلى وعد تلقيته بإرسال نسخ إضافية من بيروت ، أتمنى أن تصل عاجلاً ..

كل عام و مدونتي و أصدقائي بخير !❤💝💓❣💗


    .الخميس 1 من مارس سأقوم بتوقيع كتابي في معرض القصيم للكتاب ، أدعوا الجميع حيث يشرفني حضوركم
WhatsApp Image 2018-02-15 at 9.34.58 PM

ليقرأ الأصدقاء

  • النقر للمشاركة على X (فتح في نافذة جديدة) X
  • انقر للمشاركة على WhatsApp (فتح في نافذة جديدة) WhatsApp
  • انقر للمشاركة على Telegram (فتح في نافذة جديدة) Telegram
  • اضغط للمشاركة على Pocket (فتح في نافذة جديدة) Pocket
  • انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة) فيس بوك
  • اضغط للمشاركة على Tumblr (فتح في نافذة جديدة) Tumblr
  • اضغط لتشارك على LinkedIn (فتح في نافذة جديدة) LinkedIn
  • اضغط للطباعة (فتح في نافذة جديدة) طباعة
  • النقر لإرسال رابط عبر البريد الإلكتروني إلى صديق (فتح في نافذة جديدة) البريد الإلكتروني
إعجاب تحميل...
التصنيفات :نافذة

30 تعليق

شهر الأحلام – يناير

يزيد التميمي

Posted on 31 جانفي 2018

تبقى الأحلام أسيرة النوم ، حدودها تلك الوسادة الناعمة التي تحتضن رأسك وتمد إليه شعور الراحة أثناء النوم ، لتستيقظ غالباً لا تذكر شيء مما عايشته قبل لحيظات قليلة ، تحديداً في أعماق نومك أحسست به ، حتى أنك شعرت بيدك وهي تتحرك ورجلك وهي تركض ، إلا إننا نصادف أحياناً نادرة تلك الأحلام الصغيرة محفوظة تنتظرنا نجدها عندما نقوم من النوم كحلوى صغيره ، ملفوفه بعنايه ، وموضوعه بدون أن ننتبه تحت وسادتنا ، سرعان ما يأتي بعدها مشاعر بالرغبة بالبحث تحت الوسائد عن بقايا لهذه الحلوى الصغيرة ، تود معرفة من وضعها تحت رأسك بدون أن تشعر بذلك ـ بدون أن تحس برأسك قد تحرك من مكانه.

وهنا شهر يناير ، توقفت فيه نفسي وتشبثت لحظات التساؤل بداخل عقلي عند الأحلام ، متحيراً عند الأحلام ، أتفكر في ماهيتها ، ما تكوينها ، وما الفائدة منها ؟ ، ولا أخفيكم بإن الحيرة لا زالت في أوجها في رأسي ، متيقظة لا تبقي ولا تذر لأي أجابة منطقية لكي تبذر للثبات أشجار تقف ضد رياح الأوهام.

متى يكون الحلم حلماً ؟ ومتى يكون وهماً أو يتحول إلى وهم ؟

مشاعري مع الأحلام لم تكن عبثية في هذا الشهر ولم تولد من نفسها ، فهي مستمده من رواية الجريمة و العقاب والتي أستغرقت في قرائتها أسابيعي الثلاث الفائتة وعشت فيها أحلام روديون راسكلينوف !!

وأستعير فيها مشهد ( الحصان القتيل ) من الكتاب والذي أثر فيني كثيراً ورغم أنني تجاوزته بصفحات كثيرة إلا أنني عدته من جديد ، كنت كلما أقرأ في الكتاب ، أعود لقرائته ، والذي آثر فيني بشكل بالغ ، فبسببه جعلت جرعة أحلامي لهذا الشهر تتجاوز حدها المعتاد بأضعاف مضاعفة لم أحتملها ، فمن خلال أستعارتي أبين عظمة الحوارات التي يجريها دوستفسكي ، تحديداً الحوارات النفسية.


images

في حالات المرض ، تتميز الأحلام ببروز قوى شديدة خارقة ، وتتميز كذلك بتشابه كبير مع الواقع ، قد يكون مجموع اللوحة عجيباً شاذاً ، ولكن الإطار ومجمل تسلسل التصور يكونان في الوقت نفسه على درجة عالية من المعقولية ، ويشتملان على تفاصيل مرهفة جداً ، تفاصيل غير متوقعة. تبلغ من حسن المساهمة في كمال المجموع أن الحالم لا يستطيع أن يبتكرها في حالة اليقظة ولو كان فناناً كبيراً مثل بوشكين أو تورجنيف. وهذه الأحلام ، أعني الأحلام المرضية تخلف ذكرى باقية ، وتحدث أثراً قوياً في الجسم المضعضع المهتز المختل.

كان حلماً مرعباً ، ذلك الحلم الذي رآه راسكولينكوف ، لقد حلم بطفولته ، هناك ، في مدينتهم الصغيرة. أن عمره سبع سنين ، وهاهو ذا في يوم عيد ، يتنزه مع أبيه في ظاهر المدينة ، الجو داكن ، والهواء خانق ، والمكان هو المكان الذي انطبعت ذكراه في خياله تماماً, ولكنه يبدو في الحلم أشد وضوحاً وأكثر تميزاً مما هو في الذاكرة. المدينة صغيرة. تمتد مكشوفة كأنها مبسوطة على راحة الكف ، فليست ترى حواليها حتى صفصافة بيضاء ، وفي مكان ما ، مكان بعيد جداً ، عند آخر الأفق ، تلوح بقعة سوداء هي غابة صغيرة. وعلى مسافة بضع خطوات من آخر بساتين الخضار التي تحيط بالمدينة ، توجد حانة كبيرة كانت دائماً تحدث في نفسه أثراً أليماً ، حتى لتخيفه حين يمر بها متنزهاً مع أبيه. كان في هذه الحانة دائماً جمهور كبير ، وضحك مجلجل ، والناس يتشاتمون هنالك ، ويغنون بأصوات سيئة أغاني قبيحة بذيئة ، وهم خاصة يتشاجرون ويقتتلون في كثير من الأحيان ، وحول الحانة يتجول دائماً أفراد مخمورون لهم وجوه مرعبة ، ما إن يصادفهم الطفل في طريقه حتى يلتصق بأبيه ويشد جسمه إليه وقد أخذت أعضاؤه كلها ترتعش .. وفي مكان غير بعيد من الحانة توجد طريق أو قبل يوجد زقاق عرضاني أسود كثير الغبار ، يستمر متعرجاً متلوياً ، وينعطف يمنة بعد ثلاثمائة متر فيحيط بمقبرة المدينة. وفي وسط المقبرة تنتصب كنيسة مبنية بالحجر ، لها قبة خضراء ، كان الطفل يذهب إليها للصلاة مع أبيه وأمه مرة أو مرتين في السنة ، وذلك حين اقامة قداس على روح جدته التي ماتت منذ مدة بعيدة ولم يعرفها في يوم من الأيام. وكانوا في تلك المناسبة يحملون الحلوى التقليدية على أطبق بيضاء فوق منشفة : إنها حلى من الرز والسكر والزبيب المجفف المغروس في الرز على شكل صليب. كان الصبي يحب تلك الكنيسة ، ويحب أيقوناتها التي يخلو أكثرها من الزينة ، ويحب ذلك الكاهن الشيخ الذي يرتعش رأسه ، وإلى جانب قبر جدته الذي تغطيه بلاطة كبيرة ، كان يوجد قبر أخيه الأصغر الذي مات في الشهر السادس من عمره والذي لم يعرفه أيضاً فلا يستطيع أن يتذكره ، غير أن أهله قد ذكروا له أنه كان له أخ صغير ، فكان كلما زار المقبرة يرسم على نفسه إشارة الصليب في كثير من التقوى والخشوع ، وينحني أمام القبر ويقبله ، وإليكم الآن الحلم الذي رآه :

رأى نفسه يسير مع أبيه في الطريق المؤدية إلى المقبرة ويمران أما الحانة . أنه ممسك أباه مع يده ، ينظر إلى الحانة مذعوراً. إن هنالك أمراً خاصاً يجذب انتباهه! لكأن ثمة عيداً شعبياً كبيراً يحتفل به الناس. انهم عدد كبير من صغار البرجوازيين بملابس العيد وفلاحات مع أزواجهن ، وخليط كبير من البشر. هم جميعاً سكارى وهم جميعاً يغنون ، وامام باب الحانة ترابط عربة ، ولكنها عربة عجيبة غريبة ، هي عربة من تلك العربات التي تجرها في العادة خيول قوية, والتي تنقل أنواعاً كثيرة من البضائع وبراميل الخمرة. كان الصبي دائماً ينظر بكثير من اللذة والمسرة إلى تلك الخيول الضخمة ذات الأعراف الطويلة والسيقان القوية ، التي تسير بخطى هائدة موزونة جارة وراءها حملاً كأنه الجبل ضخامة ، دون أن يبدو عليها أنها تشعر بوجود هذا الحمل ، حتى لكأن الحمل يجعل سيرها أسهل وأيسر. أما الآن فإن الشيء الغريب هو أن هذه العربة الكبيرة قد قرنت بها فرس ضعيفة واهنة هزيلة شبيهة بتلك الأفراس التي كثيراً ما رآها تضني بجر حمل من الخشب أو العلف على طريق متحفرة تغوص فيها عجلاتها إلى المحاور, ويضربها الفلاحون بسياطهم على خطمها بل وعلى أعينها ضرباً قوياً .

ولقد كان قلبه ينقبض انقباضاً شديداً حين يرى تلك الأفراس على تلك الحال من الشقاء ، حتى ليكاد يبكي حزناً وألماً. وكانت أمه تضطر عندئذ إلى اقصائه عن النافذة. وها هي جلبة كبيرة تعدو : إن عدداً من الفلاحين الأقوياء السكارى يخرجون من الحانة صارخين, مغنيين, عازفين على البالالايكا ، مرتدين قمصاناً حمراء وزرقاء ، رامين أرديتهم على أكتافهم ، وهذا واحد منهم ، وهو رجل ما يزال في شرخ الشباب سميك الرقبة ، سمين الوجه, أحمر اللون كجزرة ، يصرخ قائلاً لهم :
” اركبوا ، اركبوا جميعاً ! سأنقل الجميع ، هيا اصعدوا ! ”
فسرعان ما تجيبه قهقهات وصيحات تقول :

– أبفرس ضعيفه كهذه الفرس تقودنا جميعاً ؟
– هه ! ماذا دهاك يا ميلكوكا؟
أتقرن دابة صغيرة هذا الصغر بعربة ضخمة هذه الضخامة.
– يميناً إن الدابة تبلغ من العمر عشرين عاماً يا أخي !
– اجلسوا ! سأنقل جميع الناس

كذلك صرخ ميكولكا من جديد, وهو يثب إلى العربة أول الواثبين, فيمسك بزمام الفرس, وينتصب في الأمام بقامته كلها, ثم يردف قائلاً وهو في العربة

– لقد سافر الكميت منذ هنيهة مع ماتفاي. وهذه الفرس يا اخوتي تغيظني كثيراً, وتحطم قلبي تحطيماً. إنني مستعد لأن أقتلها. انها لا تصلح لغير انتزاع لقمة الخبز من فمي. أقول لكم : اركبوا ! اجلسوا ! سأجعلها تعدو ولسوف تعدو !.. وأمسك بسوط وهو يتلذذ سلفاً بالمتعة التي سيذوقها حين يأخذ يضربها.

قال بعضهم ضاحكاً
– طيب, اصعدوا ألم تسمعوا ؟ سوف تعدو الفرس
– انها لم تعرف العدو منذ عشر سنين!
– لسوف تعدو
-لا تأخذنكم شفقة أيها الأخوة, فليتناول كل منكم سوطاً وليتهيأ !
– هيا بنا ! هلموا ! اضربوا !

ركب الجميع عربة ميكولكا مقهقهين مازحين. ركب ستة رجال وما يزال في المكان متسع. اركبوا معهم أمراة سمينة الوجه. انها ترتدي صدرة من قماش هندي أحمر, وتنتعل حذاءين ساقاهما طويلتان, وتضع على رأسها قلنسوة مزدانة بلآلى ، وتقضم حبات بندق وتنفجر ضاحكة من حين إلى حين ، والجمهور من حولها يضحك كذلك ، وكيف لا يضحكون ؟ كيف تستطيع فرس ضعيفة ضامرة هزيلة أن تجر مثل هذا الحمل عدواً؟ وسرعان ما تناول صبيان في العربة سوطاً لمساعدة ميكولكا. ودوت في الجو صيحات تهيب بالفرس أن تسير. أخذت الفرس تبذل كل ما تستطيع من جهد لتسير. ولكن أنى لها أن تعدو ! انها لا تكاد تقوى على التحرك من مكانها. فهي تراوح وتئن وتنوء تحت ضربات سياط ثلاثة تهوى عليها. تضعافت الضحكات في العربة وفي الجمهور. ولكن ميكولكا غضب. وها هو ذا من شدة حنقه وغيظه يضرب الفرس بمزيد من القوة كأنما هو يعتقد حقاً بأن في وسع دابته أن تجري عدواً!

صاح شاب صغير من بين الجمهور وقد فتنه هذا المشهد :
– هل تسمحون لي بأن أجيء معكم ؟
فصرخ ميكولكا يجيبه بقوله :
اركب . اركبوا جميعاً ! سوف أعرف كيف أجعل الفرس تعدو !
وأخذ يضرب ويضرب وقد استبد به حنق بلغ من الشدة أنه لم يلبث أن أصبح لا يعرف بماذا يضرب.

صاح الطفل يسأل أباه
– أبتِ ! أبتِ ! ماذا يفعلون ؟ أبتِ !
لماذا يضربون الفرس المسكينة ؟
قال الأب :
– تعال ، تعال, انهم سكارى يرتبكون حماقات.
تعال ، لا تنظر إليهم !

وأراد الأب أن يقتاد الابن ، ولكن الطفل أفلت من يديه, ثم لم يطق صبراً فركض نحو الفرس الشقية. كانت الفرس المسكينة قد ساءت حالها وخارت قواها. انها تلهث وتتوقف لحظة ثم تستأنف بذل ما تستطيع من جهد لتجر العربة. فتترنح وتكاد تسقط.

وصرخ ميكولكا يقول
– اجلدوها إلى أن تموت ! انتظر قليلاً .. سوف ترى !
هتف شيخ من بين الجمهور يسأله :
– ماهذا ؟ أأنت مسيحي ؟ يا لك من متوحش !
وأضاف آخر يقول :
– هل رأى أحد في حياته دابة هزيلة كهذه الدابة تجر حملاً ثقيلاً كهذا الحمل
وصاح ثالث يقول :
– سوف تقتلون الدابة أخيراً !
قال ميكولكا :
ما تدخلك أنت ؟ الدابة دابتي ! ما أريده أفعله ! اركبوا جميعاً ! أريد حتماً أن تجري الفرس عدواً.

وفجأة, انفجر ضحك عريض غطى على كل شيء. لم تستطع الفرس أن تحتمل الضربات المتكررة ، فإذا هي تأخذ ترفس وتلبط. حتى الشيخ نفسه لم يستطع أن يمتنع عن التبسم. حقاً ان هنالك ما يبعث على الضحك : كيف ترفس وتلبط فرس ضعيفه مسكينة لا تكاد تقوى على الوقوف. خرج من بين الجمهور شابان فتناولا سوطين ، وركضا نحو الفرس ليجلداها من الجهتين

قال ميكولكا :
– على الخطم ، على العينين ، على العينين !
وهتف أحد ركاب العربة
– أغنية ! أيها الاخوة !

فأخذ الجميع في العربة يغنون بصوت واحد. هي أغنية مسعورة تصدح بها الحناجر وتصاحبها قرعات طبل ، ويتخللها صفير عند تكرر اللازمة. والمرأة السمينة تقضم البندق وتنفجر ضاحكة.

ركض الطفل نحو الحصان ، وأسرع إلى الأمام. رأى كيف كانت الدابة تُجلد على عينها ، على عينها تماماً! .. فأخذ يبكي . انقبض قلبه وسالت دموعه . لامس واحد من الضاربين وجهه بسوط. ولكنه لم يشعر بشيء. لوى يديه ألماً. صرخ ! اندفع نحو الشيخ ذي اللحية الشيباء الذي كان يهز رأسه مستنكراً هذا كله. لكنه تملص منه, وركض نحو الفرس من جديد, لقد انهارت قوى الفرس, ومع ذلك حاولت أن ترفس وأن تلبط مرة أخرى.

صاح ميكولكا يقول وقد استولى عليه حنق شديد :
– شيطان يأخذك !
ورمى سوطه, وانحنى إلى تحت, فتناول من قاع العربة خشبة طويلة ثقيلة ، فقبض على طرفها بيديه ، وأشهرها فوق رأس الفرس بجهد .
– سوف يقتل الفرس
– سوف يهشمها

صرخ ميكولكا
– هي ملكي. ولا شأن لأحد بها !
وهوى بالخشبة على الفرس بكل ما أوتي من قوة ، فدوى في الجو صوت أصم !
صرخ بعضهم
– اجلدوا الفرس ! أجلدوها ! ما لكم توقفتم عن جلدها ؟
فاشتعلت حماسة ميكولكا مزيداً من الاشتعال. وهوى على ظهر الفرس الضعيفة بضربة قوية جديدة. فهوت الفرس عند مؤخرتها ، ولكنها ما لبثت ان انتصبت ، وحاولت أن تجر بكل ما تملك من قوة. أخذت تجر في كل اتجاه من الاتجاهات عسى أن تتحرك العربة. غير أن ستة سياط هاجمتها من جميع الجهات ، وارتفعت الخشبة من جديد فهوت عليها بضربة ثالثة ثم بضربة رابعة ، وتتالت الضربات قوية مطردة ، لقد اشتد حنق ميكولكا لأنه لم يقتل الفرس بضربة واحدة.

وصرخ ثالث
– فلتضرب بساطور ! فلننته منها دفعة واحدة !

قال ميكولكا مرغياً مزبداً والغيض يخنقه خنقاً :
– نعم, فلتذهب إلى الشيطان ! أبتعدوا !

ورمى الخشبة, ثم انحنى مرة أخرى إلى تحت ، فناول من قاع العربة قضيباً من الحديد ، وصرخ يقول مخاطباً الفرس :

– تستحقين !!!
ثم هوى بقضيب الحديد على الفرس المسكينة ، وبكل ما أوتي من قوة ، فترنحت الدابة من شدة الضربة ، وتهالكت ، وحاولت أن تجر العربة مرة أخرى ، لكن قضيب الحديد هوى على ظهرها من جديد ، فسقطت على الأرض كأن قوائهما قد قطعت قطعاً !

صاح ميكوكلكا يقول

– أجهزت عليها !

ونفذ صبره ، فوثب من العربه إلى الأرض. وهاهم فتيان سكارى حمر يمسكون بكل ما يقع تحت أيديهم من سياط أو عصي أو أخشاب ، ويهرعون نحو الفرس المحتضرة. وقف ميكولكا إلى جانب الدابة ، وأخذ يضربها بقضيب الحديد على ظهرها. فمدت الفرس خطمها ، وزفرت زفرة عميقة .. وماتت !

صاح الجمهور يقول

– ماتت
– لماذا لم تشأ أن تعدو
قال ميكولكا صارخاً محتقن العينين بالدم, ممسكا بقضيب الحديد بيديه :
– هي ملكي !
وكان واقفاً منتصب القامة كأنه يأسف على أنه أصبح لا يعرف من ذا يضرب !

هتفت عدة أصوات في الجمهور تقول :
– طيب ! أصبحنا الآن على يقين من أنك لست مسيحياً

ولكن الطفل أصبح لا يسيطر على نفسه, وها هو ذا يشق لنفسه طريقاً بين الجمهور وهو يصرخ صراخاً شديداً ، حتى إذا وصل إلى الدابة أحاط بذراعيه خطمها الميت الدامي ، وأخذ يقبلها على عينيها وعلى شفتيها .. ثم اجتاحه حنق قوي ، فهجم على ميكولكا قابضاً أصابعه الصغيرة ، ولكن أباه الذي كان يلاحقه منذ مدة ، أدركه في تلك اللحظة ، فأمسك به ، وجره إلى خارج الجمهور قائلاً له

– تعال .. تعال .. فلنعد إلى البيت
دمدم الطفل يقول بين شهقتين سائلاً أباه :
– أبتِ .. لماذا .. الحصان المسكين .. فعلوا به ؟
ولكن أنفاسه تقطعت ، وكانت الكمات تتدفق من صدره المختنق مع صرخات
قال الأب
– هم سكارى يرتبكون حماقات. ليس هذا شأننا . تعال.

أحاط الطفل أباه بذراعيه ، ولكن كان صدره ما يزال مختنقاً .. ما يزال مختنقاً اختناقاً شديداً .. وحاول الطفل أن يسترد أنفاسه .. وأطلق صرخة قوية .. واستيقظ راسكولينكوف من النوم .. استيقظ من النوم مبتلاً بالعرق مخضل الشعر لا هثاً. ونهض مذعوراً .. قال وهو يجلس تحت الشجرة ويتنفس ملء رئتيه : ” الحمد لله على أن هذا لم يكن إلا حلماً ! ولكن ماذا حدث ؟ أيكون هذا بداية حمى ؟ يا للحلم العجيب ” !

 

ليقرأ الأصدقاء

  • النقر للمشاركة على X (فتح في نافذة جديدة) X
  • انقر للمشاركة على WhatsApp (فتح في نافذة جديدة) WhatsApp
  • انقر للمشاركة على Telegram (فتح في نافذة جديدة) Telegram
  • اضغط للمشاركة على Pocket (فتح في نافذة جديدة) Pocket
  • انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة) فيس بوك
  • اضغط للمشاركة على Tumblr (فتح في نافذة جديدة) Tumblr
  • اضغط لتشارك على LinkedIn (فتح في نافذة جديدة) LinkedIn
  • اضغط للطباعة (فتح في نافذة جديدة) طباعة
  • النقر لإرسال رابط عبر البريد الإلكتروني إلى صديق (فتح في نافذة جديدة) البريد الإلكتروني
إعجاب تحميل...
التصنيفات :قرأت كتاب

7 تعليقات

كولمار الفرنسية و بازل السويسرية

يزيد التميمي

Posted on 25 جانفي 2018

بعد استيقاظي بعد عناء يوم كامل قضيته في  ( مدينة ستراسبورغ الفرنسية ) ، كنت على موعد جديد ولكن مختلف ، يوم واحد سأزور فيه مدينتين كمحطات توقف ، الا وهي كولمار الفرنسية و بعدها مدينة بازل السويسرية ، والهدف أن أصل ليلاً إلى مدينة زيورخ السويسرية ، المشوار بأكمله سيستغرق ثلاث ساعات ، ساعة أستغرقها حتى أصل إلى مدينة كولمار ، بعدها مرة أخرى ، ساعة طريق ، حتى أصل إلى مدينة بازل السويسرية ، نفس الأمر مرة أخرى أفعلها بعد أن فعلتها بهذه التدوينة ( مدينة نانسي الفرنسية ) ، أعجبتني هذه الطريقة في السفر ولم أشعر أنها متعبة بالنسبة لي ، والمتعة لي بإنها أضافت لي أماكن أكثر لزيارتها ..

france8975647.PNG

1-DSC01140

أنطلقت مع الصباح الباكر من مدينة ستراسبورغ حتى وصلت مبكراً إلى مدينة كولمار ، وعند دخولي للمدينة كان في أستقبالنا تمثال الحرية والمشابه لما هو موجود في مدينة نيويورك ، تفتخر المدينة بإنها مسقط رأس النحات الفرنسي الشهير فريديريك أوغست والذي نحت تمثال الحرية ، والذي كان هدية من فرنسا إلى أمريكا بعد أنتصار الأمريكان على الإنجليز وأشرف عليه فريدريك  ..

1-DSC01145

كان اليوم الإثنين ولم تزل المحلات مغلقة ، يبدو أنها تتأخر في أفتتاحها يوم الأثنين ، هذه أول مدينة أجدها هذا الوقت مغلقة ، أغلب المحلات لا تفتح إلا بعد الساعة الثانية ظهراً .. وجدت مطعماً تركياً جلست على أحدى طاولاته الخارجية لتناول الطعام والاستمتاع بأجواء المدينة الصغيرة ..

1-DSC01149

لا أنصح زيارتها ، لا يوجد بها شيء ، ولكن كما قلت سابقاً كنت أرغب بزيارة كل المدن التي أستطيع زيارتها في أوروبا .. لهذا توقفت بها ..

بعدها قررت إكمال السير إلى وجهتي الأخرى مدينة بازل السويسرية

1-DSC01161

وصلت مدينة بازل السويسرية دون الحاجة للتوقف أو السؤال عن جواز السفر ، كان الدخول سهلاً رغم وجود نقطة تفتيش عند الدخول وكان التوقيف أختيارياً حسب الاشتباه ..

1-DSC01167(1)

إلتقاطة لنهر الراين والذي يمر إيضاً على مدينة بازل السويسرية ، وهو ثاني أكبر نهر في أوروبا بعد نهر الدانوب.

1-DSC01180

وسط المدينة تكاد قطارات ” الترام ” لا تتوقف به ، تجدها تمشي في كل اتجاه ، لذلك عليك الانتباه وأنت تمشي في شوارعها ، فالصورة السابقة للشارع greifengasse.

1-DSC01178

من الأشياء التي لاحظتها بمدينة ببازل و في عموم سويسرا أن الأسعار للتسوق أجدها أرخص من نظيراتها في الدول الأوروبية بالرغم من غلاء السكن و الطعام فيها ، المطاعم فيها من أغلى الدول التي زرتها في حياتي ، فالمتوسط لتكلفة الطعام للشخص الواحد هي من 150 ريال سعودي إلى 250 ريال سعودي ، لكن للملابس والعطور وجدتها أرخص من غيرها ..

1-DSC01190

بقيت في المدينة حتى المساء ، وتحديداً حتى إغلاق المحلات ، كان التسوق فيها والتجول في شوارعها القديمة ممتعاً ، جميلة من يود الشعور بالرومانسية مع التسوق مع المشي على ضفاف نهر الراين ، فالمدينة تشعرك بالسهاد وأنت تسير فيها ، فأنت لا تعرف متى أسراب القطارات تتوقف ، وأين الطرق المائلة ستأخذك ، لكنك رغماً لهذا تسير ، تريد أن تعرف إجابة للسؤال.

1-DSC01197

1-DSC01227

توقفت طويلاً في هذا المكان ، عند الصورة السابقة ، المنظر فيها كان خلاباَ وشاعرياً ، يجعل أحاسيسك تنطلق بالكلمات عند الجلوس على أحد الكراسي والنظر ..

1-DSC01231

في نهاية اليوم قررت التحرك إلى زيورخ و النوم فيها ، فغداً سأبدأ التجول في مدينة زيورخ والتحدث عنها.

ليقرأ الأصدقاء

  • النقر للمشاركة على X (فتح في نافذة جديدة) X
  • انقر للمشاركة على WhatsApp (فتح في نافذة جديدة) WhatsApp
  • انقر للمشاركة على Telegram (فتح في نافذة جديدة) Telegram
  • اضغط للمشاركة على Pocket (فتح في نافذة جديدة) Pocket
  • انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة) فيس بوك
  • اضغط للمشاركة على Tumblr (فتح في نافذة جديدة) Tumblr
  • اضغط لتشارك على LinkedIn (فتح في نافذة جديدة) LinkedIn
  • اضغط للطباعة (فتح في نافذة جديدة) طباعة
  • النقر لإرسال رابط عبر البريد الإلكتروني إلى صديق (فتح في نافذة جديدة) البريد الإلكتروني
إعجاب تحميل...
التصنيفات :سياحه

Tagged: فرنسا, مواضيع سفر, مدونة رحلات, بازل, تقرير, رحلتي, سفر, سويسرا

2 تعليقان

مدينة ستراسبورغ الفرنسية

يزيد التميمي

Posted on 11 جانفي 2018

 

استيقظت في صباح اليوم التالي و تخطيطي مسبقاً بالذهاب إلى مدينة ستراسبورغ الألمانية ، عفواً الفرنسية ، دائماً ما أخطأ بالأسم بسبب وجود كلمة بورغ وهي تعني جبل باللغة الألمانية ، فقد أرتبطت بذهني مثل مدن ألمانية مثل هامبورغ أو نمساوية مثل سالزبورغ ، لذلك ارتبط اسم ستراسبورغ في ذهني بألمانيا ، ولم يكن ظني بعيداً عن الواقع ، فعندما تجولت في المدينة كانت أشبه بالنمط الألماني من حيث الهندسة المعمارية أو حتى بأشكال ساكني المدينة المشابهين بوجوههم للألمان ، لا عجب فالمدينة تقع بالقرب من الحدود الألمانية وقد تم احتلالها عدة مرات من ضمن الألمان وبقيت لفترة طويلة تحت حكمها أيام الأمبراطورية الألمانية ولا أنسى من سكن فيها من الألمان أمثال يوهان غوته و ويوهان غوتنبرغ ، فالمدينة عريقة بالعلم والثقافة ، لهذا من الطبيعي استحقاقها لإن تكون المقر الرئيسي لمجلس الاتحاد الأوروبي.

1-DSC00883.JPG

كان صباح يوم أحد ، ويبدو وسط مدينة ستراسبورغ خالياً من المرتادين والمحلات مقفلة بسبب يوم الأجازة الأسبوعي ، فالمدن الأوروبية ( غالباً ) ما تلتزم بإقفال محلاتها يوم الأحد وتعتبره عطلة رسمية من كل شيء.

1-DSC00900.JPG

كاتدرائية ستراسبورغ تبدو واقفة في منتصف مدينة ستراسبورغ ، أول ما رأيتها وقفت مشدوهاً أتأمل روعة البناء ، تحفة هندسية أبدع المهندسون في أخراجها بشكل تجذب العين ، في يوم ما كانت أعلى مباني العالم ،هذا كان قبل أكثر من أربع مئة عام.

1-DSC00901.JPG

كل من يمر بالقرب من هنا ، يجبر أن يتوقف ليأخذ صورة لهذا للكاتدرائية.

1-DSC00914.JPG

صورة أخرى لمبنى الكاتدرائية ، يبدو أنني فتنت بهذا المبنى .

1-DSC01025.JPG

من داخل الكاتدرائية يوم الأحد

1-DSC00959.JPG

أثناء جولتي وسط ستراسبورغ قررت الذهاب لمتحف Palais Rohan و رؤية بعض المعروضات الفنية والتاريخيه عن مدينة سترازبورغ و العائلة المالكة.

1-DSC01005.JPG

بعد نهاية جولتي من المتحف قمت بقطع تذاكر لركوب القارب السياحي ليأخذني جولة حول المدينة القديمة لستراسبورغ.

1-DSC01038.JPG

القارب زجاجي من الخارج

تجربة القارب جميلة ، المميز فيها فكرة السقف البانورامي.

1-DSC01099.JPG

طريقة تصميم البلدة القديمة في ستراسبورغ تجعل فكرة قضاء المساء فيها محبذه ، فقد أخذني الوقت فيها دون أن أشعر بذلك ، مثل ما ترى بالصور القادمة.

 

1-DSC01114.JPG

 

1-DSC01101.JPG

1-DSC01124.JPG

قبل أن أهمّ بالعودة إلى الفندق أنتبهت إلى هذا الزحام في وسط المدينة ، فأكتشفت عبر المصادفة أن هناك عرض ضوء كما هو موجود في المدينة المجاورة لها نانسي ، يبدو أنها من باب المنافسة بين المدن !

 

1-DSC01138.JPG

 

عرضت الأضواء على ذات المبنى المبهر الذي تحدثت عنه سابقاً ” الكاتدرائية”

 

 

 

وهنا إيضاً تصوير فيديو قمت به ، وفي رأيي أن عرض الأضواء في مدينة نانسي أفضل منها بكثير ، الجودة والمكان والمبنى وتوزيع الضوء  .. عموماً العروض الضوئية جميلة وممتعة في كل الأحوال.

بعدها بالتأكيد شعرت بالتعب ، فقد شارف اليوم على نهايته ، كان يوم حافل ، عدت للفندق لأستعد ليوم غد والاتجاه إلى مدينة زيورخ السويسرية.

 

 

 

 

ليقرأ الأصدقاء

  • النقر للمشاركة على X (فتح في نافذة جديدة) X
  • انقر للمشاركة على WhatsApp (فتح في نافذة جديدة) WhatsApp
  • انقر للمشاركة على Telegram (فتح في نافذة جديدة) Telegram
  • اضغط للمشاركة على Pocket (فتح في نافذة جديدة) Pocket
  • انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة) فيس بوك
  • اضغط للمشاركة على Tumblr (فتح في نافذة جديدة) Tumblr
  • اضغط لتشارك على LinkedIn (فتح في نافذة جديدة) LinkedIn
  • اضغط للطباعة (فتح في نافذة جديدة) طباعة
  • النقر لإرسال رابط عبر البريد الإلكتروني إلى صديق (فتح في نافذة جديدة) البريد الإلكتروني
إعجاب تحميل...
التصنيفات :سياحه

Tagged: فرنسا، مدونة رحلات, مواضيع سفر, تقرير, رحلتي, سفر

4 تعليقات

2017 ، عام القوقعة

يزيد التميمي

Posted on 1 جانفي 2018

قوقعة لا أدري لماذا تتردد هذه الكلمة على لساني طوال هذا العام ! ، أشعر برغبة بوضعها في أي جملة تسري على لساني ، حتى لو كانت ” شمس اليوم ساخنه كـ .. قوقعه “.


gew4w3tw32gtweshy4yjue45u4eqaw2313vcm.png

يصادف هذا مع إرتعاشة البرد في عظامي ، و بشكل متكرر في نفس هذا الوقت ،  ميعاد رحيل عام آخر ، ها هو عام ألفين وسبعة عشر وكأنه يشير بيديه بالوداع ، فهو لا يمكن عودته أو حتى أستعادته ، لا ينفع النداء ولا النحيب أتجاه ما فقدناه من أوراقه ، كل أمنياتنا الحالية ببقاء ما نملكه من أشجار ، و أن تحفظ أشجارنا الباقية لنا لنستظل و نركن تحتها ، يارب لتحفظ أناسنا في عامنا المقبل ..

ربما كانت إحدى أقوى صدمات حياتي فقدان عمي عبدالله ، لهذا مهما أطريّت على هذا العام من ثناء بسبب ما أنجزته ونلته ، في الجهة الأخرى أجد فقدي لقامة و هامة غالية علي مثل عمي تخيّم على جبال مشاعري السافرة لهذا العام ..

وبسبب هذا الفقد الكبير ، فقد تعلمت حكمة لا يمكن محوها من جدار ذاكرتي  :  ” فمهما أستبدلت الأشياء التي تحبها ، فهي لن تعوض “.

فالأشياء المميزة في حياتك عندما تفقد لن تعوضها مهما حاولت من أشياء أخرى ، لهذا أقبض بيديك في عامك بكل الأشياء الجميلة ولا تدعها تفلت من يدك ، وإن فلتت ، لتـ .. كن بالشكل الصحيح .. !


عندما أطالع تلك الكلمات التي تسطر الوعود في كل عام ، سأقوم وأقوم ، وبعد عدة أشهر لا أجد أي شيء مما يقول يحدث ، أو حتى يبدأ حدوثه ، دفعني لأتردد كثيراً في كتابة هذه التدوينة الأستهلالية لعام ٢٠١٨م ، أستوقفني لأفكر في أسباب هذا الفشل حتى وقفت على ما قاله صموئيل بيكيت : ’’ أخفق ، حاول من جديد ، ثم أخفق بنحو أفضل ’’

الخوف من الإخفاق هو السبب الذي أجده منطقياً لكل الأناس الذين يطلقون الوعود في كل عام ولا يوفون منها بشيء ، هي محاولة لأقناع الذات ، بالكلام ليس أكثر من هذا الحد ، سوف أفعل و أفعل ، لكن يمر العام وهو كما كان من قبل ، يقبع في بحيرة الجمود ولا يتحرك ، و لا يفعل أي مما يقوله ويعد به نفسه ، يعتقد سكونه في بحيرة الجمود سيبقيه دافئاً ، وهذا بالتأكيد خطأ فيزيائي وينطبق على الأهداف الأنسانية ، لا يمكن أن تدفء أطرافك إن لم تحركها وتفركها ببعضها البعض ، لو جربت رياضة التزلج على الجليد لشعرت بالتعرق ، الا ترى راقصو الباليه على الجليد ملابسهم تكاد تكون شفافه وتسقط من رقتها ، تشعر في أي لحظة سوف تتمزق ، ومع هذا هم لا يتوقفون للحظة عن الحركة والدوران فوق الجليد فقد ذكرت في مقال سابق ، أنه لمساعدة أنفسنا تجاه الوعود التي نطلقها على أنفسنا أن نتحلى بالأحلام ، وما عرفته في آخر عدة سنوات هو بإن الخيال كونه محرك للإبداع والصبر زاد للطريق.


أهدافي والتي كتبتها مسبقاً هنا قبل عام ( 2016 ، تأجج ! ) لا تقتصر على المهنة أو المهارات الجديدة ولكن أيضاً على التغذية ، حيث بدأت بتجربة جديدة في بداية العام ٢٠١٧ م وهي القيام بمقاطعة لحم الدجاج في طعامي ، هذه المحاولة أستمرت ثلاثة أشهر ولله الحمد ولم أصدق أن أبقى كل هذه الفترة عندما بدأت بالهدف ، وبعدها قررت البدء بالأبتعاد عن السكر قدر المستطاع ، و تمكنت من الحفاظ على ذلك حتى الآن وأمنيتي بالإستمرار في الاعوام المقبلة فيبقى هدف ثابت في أعوامي المقبلة ، وأما المدونة فقد كتبت أكثر من ٧٤ تدوينة خلال هذا العام ، وأما على الصعيد الشخصي فالكل يسألني مالذي ستفعله بعد الكتاب ؟ كنت أجهل الإجابة إلى قبل أسبوع من الآن ، فقد شعرت برغبة أكثر بالقراءة للروايات ، سأخصص وقتي لمبعث الأحلام بتلك القصص المكتوبة ، سأدع نفسي تسبح بين صفحات الكتب ، وأرى إلى ماذا تقودني ، بالطبع سأتحدث عن قراءاتي بشكل مكثف عن السابق بالتدوينات ، سأجرب ما عارضته سابقاً مع المدونين الآخرين والذي تجادلنا كثيراً حول فكرة أستعراض الكتب المقروءة ، يبدو أنني سأكسر هذه القاعدة بعرض ما أقرأه ، فأكتب عنه ، حيث سأكسر تابوه قراءاتي المحرمة من خلال كشفها للجميع في هذا العام.

ومن أشيائي الجميلة هي صدور كتابي الأول عقل و قلب ، وحضوره قبل نهاية العام إلى معرض جدة الدولي للكتاب ونفاد جميع النسخ الموجوده في المعرض ..

اعتذاري للجميع ، من اراد الذهاب الى #معرض_جدة_الدولي_للكتاب ، فإن جميع النسخ لكتاب عقل وقلب قد بيعت للأسف @ASPArabic pic.twitter.com/T6VloQHBCS

— يزيد بن حمد التميمي (@YazeedDotMe) December 23, 2017


PSX_20171231_210025.jpg

قبل الختام لعام ٢٠١٧ ميلادية ، أود الحديث عن زيارتي اللطيفة لمعرض الكتاب في جدة ، فقد تفاجأت من كمية الجمال الحاضرة في المعرض ، أكثر ما أبهرني هو براعة التنظيم والتي تشعر به منذ لحظاتك الأولى عند إيقاف السيارة وحتى وصولك إلى قلب المعرض ، المتطوعين كانوا أجمل من حضر ، تفانيهم ومساعدتهم للجميع في الإرشاد والتوجيه كانت مميزة ومفيدة لكل الزوار ، بالإضافة إلى الأناس الطيبين الذين قابلتهم في المعرض ، من بعض الكتاب والمهتمين في عالم الكتب ، لأكن صادق معكم ، فهي أول زيارة لي لمعرض الكتاب في جدة ، وذهلت من كمية الإحترافية المتواجدة ، وكأن المعرض في دورته الثلاثين وليس الثالثه ! سعيد من أجلكِ يا جدة.

أنتهزت الفرصة بشراء هذه المختارات من الكتب بعناية فائقة حتى أقرأها كلها في عام ٢٠١٨ بإذن الله.

1-20171224_165652_edited

 

ثمان مئة كلمة في تدوينة أستهلالية لعام ألفين وثمانية عشر ، أعتقد الوقوف أصبح لزاماً!

أحبكم جميعاً يا قُراء مدونتي المتهالكة.⁦❤️⁩

 

ليقرأ الأصدقاء

  • النقر للمشاركة على X (فتح في نافذة جديدة) X
  • انقر للمشاركة على WhatsApp (فتح في نافذة جديدة) WhatsApp
  • انقر للمشاركة على Telegram (فتح في نافذة جديدة) Telegram
  • اضغط للمشاركة على Pocket (فتح في نافذة جديدة) Pocket
  • انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة) فيس بوك
  • اضغط للمشاركة على Tumblr (فتح في نافذة جديدة) Tumblr
  • اضغط لتشارك على LinkedIn (فتح في نافذة جديدة) LinkedIn
  • اضغط للطباعة (فتح في نافذة جديدة) طباعة
  • النقر لإرسال رابط عبر البريد الإلكتروني إلى صديق (فتح في نافذة جديدة) البريد الإلكتروني
إعجاب تحميل...
التصنيفات :نافذة

23 تعليق

فيلم بلال

يزيد التميمي

Posted on 26 ديسمبر 2017

 

1-20171219_183241.jpg

في هذا المقذوف الطائر المخيف و الذي يدعى طائرة ، وتملكه شركة أسمها الخطوط السعودية ، كان فيلم بلال في عرض حصري من بين كل منافساتها الجوية ، فهي الوحيدة التي تملك حق العرض الحصري من بين كل شركات الطيران ، بادرة جميلة ومحفزة وتشكر عليها من الناقل الوطني لدعم الإنتاج السعودي ، أما عني أنا ، فقد كانت الرحلة ستستغرق ساعتين من مطار الدمام حتى وصولنا إلى مطار جدة ، لهذا كان سبب مقنعاً للبدء فوراً بمشاهدة الفيلم بعد كل ذلك الزخم الإعلاني الذي واكب إنطلاقته والذي أشعل الحماس فيني لمشاهدته ، طلبت من المضيف سمّاعة لأضعها على أذني وأبدأ بعدها بالمشاهدة.

السينما تملك أدوات صنع الدهشة على وجوه الناس ، هي أقوى الأدوات لتصوير الحكايات والقصص ، و لكن مع ذلك فهي تملك عيب كبير وهي فقدانها للمنهجية والالتزام بالنصوص ، كثيراً ما تتهم السينما بتشويهها للرواية و القصة ، تخرج بجسد جديد ، بُعد متخيّل آخر ، و سبب هذا أن الصورة تحتاج إلى تنميق و تصفيف لتناسب أغلب المشاهدين ، الرواية المكتوبة تتميز بإعطاءها مساحات شاسعة لخيال كل قارئ حتى يفك الرموز أو يبدأ في تشييد شكل الشخصيات وملامح الوجوه وكل هذا حسب رغباتنا الداخليه وماتمليه علينا خيالاتنا الشخصية وفي الجهة الأخرى تكون السينما تقبع بمكانتها المهيمنة و الفارضة علينا بقوة أدواتها : وهي الصوت والصورة وحتى الحركة وبروزها كبعد ثالث .

MV5BZGIwMDhmZjgtOGEyNi00NGQzLTk3ZTEtOTc0ZTJiZTdkZmE3XkEyXkFqcGdeQXVyMTYxMzQzNTU@._V1_UY1200_CR65,0,630,1200_AL_

الفيلم يعتمد منذ لحظاته الأولى على العائلة والمكونة من بلال وأمه وأخته غُفيرة ، فقد كان تركيز المخرج أيمن جمال واضحاً على قصة الأسرة والتشتت والتباعد الذي يحدث بسبب العبودية إلى أن يصل بنهاية الفيلم إلى حالة التحرر من تلك القيود التي فرقت بينه وبين أخته غُفيرة ويجتمع بها من جديد ، فهو لا يبحث عن بلال ودوره بالدعوة أو قصة ترافقه مع الرسول صلى الله عليه وسلم ، أرى أن المخرج حاذقاً باختياره الأبتعاد عن ذلك و الأكتفاء بأبو بكر الصديق كشخص موجه و مرشد خلال أحداث الفيلم المشوّق ، ومع هذا كان هناك ثمّت مشاعر من الشغف في الفيلم لم يعززها سوى إبداع المخرج وذلك بوجود الأحصنة والتي كان صهيلها يرن في أذني وهي تجر الحركة.

الفيلم رائع ، صوت وصورة وحركة !

 

 

 

 

ليقرأ الأصدقاء

  • النقر للمشاركة على X (فتح في نافذة جديدة) X
  • انقر للمشاركة على WhatsApp (فتح في نافذة جديدة) WhatsApp
  • انقر للمشاركة على Telegram (فتح في نافذة جديدة) Telegram
  • اضغط للمشاركة على Pocket (فتح في نافذة جديدة) Pocket
  • انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة) فيس بوك
  • اضغط للمشاركة على Tumblr (فتح في نافذة جديدة) Tumblr
  • اضغط لتشارك على LinkedIn (فتح في نافذة جديدة) LinkedIn
  • اضغط للطباعة (فتح في نافذة جديدة) طباعة
  • النقر لإرسال رابط عبر البريد الإلكتروني إلى صديق (فتح في نافذة جديدة) البريد الإلكتروني
إعجاب تحميل...
التصنيفات :تفآريق

9 تعليقات

مدينة نانسي الفرنسية

يزيد التميمي

Posted on 21 ديسمبر 2017

بعد أن أنتهيت من باريس قررت تجربة استراتيجية جديدة في رحلتي هذه ، وهي أختيار مسافات سفر قصيرة ، لا سيما و قد أستأجرت سيارة وأقودها بنفسي ، حاولت أن تكون أغلب تنقلاتي لا تتجاوز الساعة بالسيارة وأن أتوقف في إحدى الأماكن التي أختارها ، وجهتي التي أخترتها بعد مدينة باريس هي مدينة نانسي وهي تبعد تقريباً ثلاث ساعات بالسيارة ، من أجل ذلك قررت أختيار محطة للتوقف تكون بالمنتصف وهي غابة  Forêt d’Orient Natural Regional Park ، أستيقظت صباح ذلك اليوم بالمرور على أستقبال الفندق و تسجيل الخروج منه ، ركبت السيارة بعد تجهيز شنطة صغيرة وضعتها في المقعد الخلفي يوجد بها وجبات خفيفة وملابس للتغيير تحسباً لأي طارئ  ، طبعاً أحمل بطاريتين للكميرا الخاصة بي  وشواحن متنقلة و أسلاك بسبب بقائي الطويل خارج المسكن ، من المهم أن تحمل شنطة ظهر ممتازة ، هناك أنواع خاصة وغالباً ماتكون باهظة ثمنها بحيث تلبسها ولا تشعر بما تحمله بحيث توزع الثقل على جسدك فلا تشعر بالوزن ..

1-DSC00719.JPG

الوجهه هي نانسي ولكن قررت أن أذهب من الصباح إلى الغابة في منتصف طريقي إلى نانسي فتكون متنفس لي وفرصه رائعة للمشي والتمتع بالطبيعة ، الجميل في هذه الغابات هي وجود تنظيم وعناية فيها ، هناك مطعم على الأقل سوف تراه ، وهناك مسارات خاصة للدراجات ومسارات للمشي ، وكلها ممهدة ومجهزة لكي تبدأ السير فيها بكل راحة ..

1-DSC00779.JPG

مثل هذا المسار الذي ترونه في الصورة السابقة ، هو مثال على تجهيز الغابات للمرتادين

1-DSC00751.JPG

وهنا مطعم توقفت عنده لتناول وجبة الغداء والاستمتاع بأجواء الغابة

1-DSC00752.JPG

1-DSC00747

المطعم كما يبدو بين أشجار الغابة

1-DSC00787.JPG

من الأشياء التي صادفتها مثلاً وأنا أمشي في وسط الغابة هذا الكوخ المبني بواسطة أغصان الشجر ، لهذا أنصح كل من يسافر إلى مناطق تحوي طبيعة جميلة أن يقوم بتجربة الرحلات بين الغابات وأن يمضي بعض من أوقاته خارج أسوار المدينة ..

1-DSC00822.JPG

بعد أن أمضيت نصف نهاري في الغابة أكملت طريقي حتى وصلت مباشرة إلى وسط مدينة نانسي الفرنسية ، صادف وصولي أجواء ممطرة كانت ممتعة ، المدينة صغيرة جداً مقارنة بالمدن الفرنسية الأخرى ، فتعداد سكانها يتجاوز المئة ألف نسمة بقليل ، ولكن لا يمنع من وجود لمسات جمالية للمدينة الصغيرة بسبب شعورك الذي يملؤك أن المدينة فرنسية بشكل أصيل !

1-DSC00824.JPG

فعندما تصل إلى قلب مدينة نانسي ستشاهد أسوار قصر ستانسيلاس الذهبية

1-DSC00828.JPG

والتي ما أن تدخل ستجد ساحة كبيرة مليئة بالمطاعم والمقاهي

1-DSC00832.JPG

وسط ساحة مدينة نانسي الفرنسية

1-DSC00842.JPG

1-DSC00843.JPG

1-DSC00849.JPG

قررت أن أن أخذ وجبة عشاء بسيطة من مطعم L’Artisan Du Burger المتواجد بساحة القصر والإنتظار في محل الأيسكريم Amorino من أجل عرض الأضواء والصوت.

1-DSC00857.JPG

أول ما بدأ التمهيد للعرض قمنا مسرعين لنأخذ مكاناً بين زحام الناس ، كان يوم سبت ودائماً ليلة الأحد تكون مزدحمة بسبب توقيت إجازة نهاية الأسبوع ..

1-DSC00863.JPG

الأجواء من خلال توزيع الأضواء كما هي تبدو بالصورة ، رائعة و رومنطيقية !

1-DSC00879.JPG

أقل ما يقال عن العرض أنه خرافي ! ، خمس وأربعون دقيقة حبست أنفاسي ، كان الصمت يخيم على الحضور رغم أن القمر ظاهر في جوف السماء ولكن منظر الأضواء طغى و أستكبر على القمر !

رفعت لكم تصوير الفيديو لعرض الأضواء ، لأول مرة ارفع فيها فيديو من تصويري.

بعد أنتهاء العرض كانت الساعة تقارب الحادية عشرة من الليل ، ذهبت إلى الفندق وأنا متعب تماماً من عناء يوم كامل قضيته مابين الغابة ومابين السير في أرجاء مدينة نانسي ، فغداً تنتظرني مدينة ستراسبورغ.

 

ليقرأ الأصدقاء

  • النقر للمشاركة على X (فتح في نافذة جديدة) X
  • انقر للمشاركة على WhatsApp (فتح في نافذة جديدة) WhatsApp
  • انقر للمشاركة على Telegram (فتح في نافذة جديدة) Telegram
  • اضغط للمشاركة على Pocket (فتح في نافذة جديدة) Pocket
  • انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة) فيس بوك
  • اضغط للمشاركة على Tumblr (فتح في نافذة جديدة) Tumblr
  • اضغط لتشارك على LinkedIn (فتح في نافذة جديدة) LinkedIn
  • اضغط للطباعة (فتح في نافذة جديدة) طباعة
  • النقر لإرسال رابط عبر البريد الإلكتروني إلى صديق (فتح في نافذة جديدة) البريد الإلكتروني
إعجاب تحميل...
التصنيفات :سياحه

Tagged: مواضيع سفر, مدونة رحلات, نانسي, تقرير, رحلتي, سفر, سويسرا

12 تعليق

كيف أكتب كتاب ؟

يزيد التميمي

Posted on 14 ديسمبر 2017

 

12.jpg

هذا السؤال تم توجيهه لي بشكل متكرر خلال الفترة الماضية إما عبر التعليقات وإما عبر الرسائل البريدية من خلال المدونة .. و للإجابة عليه قمت بكتابة هذه التدوينة لتكون سراجاً مضيئاً ينير طريق كل من يرغب بكتابة كتابه الأول ..

عن نفسي عندما بدأت بالكتابة لأول كتاب لي ، استغرق مني جهداً مبذولاً ووقتاً مقطوعاً لو استغرقته في مشروع تجاري خاص بي لربما حققت مبلغاً كبيراً ، ولكن لم تكن الرغبة بالنسبة لي هي للمال أو حتى بدافع الشهرة المبتذلة أو الفارغة ، فأنا لا أملك حساباً في برنامج السناب شات ولست حريصاً بالتواجد أمام الناس لكي يراني بلا فائدة ، هذا ما تعلمته خلال المدونة منذ سبعة أعوام و أكتشفته في نفسي ، التدوين علمني أشياء كثيرة ، فأنا لا أضغط زر النشر إلا عندما اشعر بالفائدة فيما كتبت ، وهذا ما سوف تشعره أثناء كتابة كتابك الخاص ، عندما تبدأ الكتاب سوف تكون وحدك لتواجه أحتياجك الشديد إلى الأفكار في عقلك و اجتياح المعاني في قلبك و صمت الروح الذي يسكن بداخلك والبياض الذي تراه يحتل صفحات كتابك ، صوت قلمك سيمزق سكون الصفحات ، وسوف تشعر بتدفق أمواجاً هائجة من رأسك إلى أن تصل إلى شواطئ الصفحات ، تحتاج منك حينها أن تقف متزناً كي لا تنقلب الصفحات على رأسك مثل قارب يواجه الاعاصير ، لهذا سوف تحتاج إلى بعض المهارات وبعض التنظيم قبل أن تشرع في دفة الكتابة بكتابك الأول ، عن نفسي بدأت بقراءة كتب باللغة الانجليزية حول نصائح لكتابة الكتب لأنني مسبقاً قد بحثت في الكتب العربية حول كتابة الكتاب ولم أجد إلا كتباً تتحدث عن الكتابة بحد ذاتها ومتجاهله كتابة الكتاب ، كنت أعرف أن كتابة الكتاب شيء مختلف تماماً عن كتابة تدوينات أو ملاحظات بهاتفي الذكي أو مقالات هنا وهناك ،  و ربما كان أول شيء أستطعت ملاحظته و استنتاجه أن الكتاب عبارة عن ’’ جسد ‘‘ ، مكون من رأس وصدر و ساقين ، فتحرص على كونه سليماً بدون نقص في الجسد حتى لا يخرج معاقاً ، ولا تكتفي بالوجود بل تتطلب عملية بناء الجسد على التوازن بالوجود ، عندما ترى جسد إنسان طبيعي أمامك ستفهمه سريعاً ، وهذا الحال ينطبق على الكتاب ، هناك أجزاء تحتاج تركيبها ، المخ و الرقبة و الأكتاف و الصدر إلى أن يكتمل جسد الكتاب ..

PlanningNotebook-NBS-1200x800

لكتابة كتاب هناك أشياء رئيسية تحتاج للنظر إليها :

أ- ما قبل البدء :

0- أسميتها بالصفر لأهمية هذه النصيحة ، وهي كلمتين مختصرة وبسيطة وضعتها بين قوسين ( لا تخف ) .. مهما كنت تشعر بداخلك بالخوف قاوم تلك المشاعر  ، ابدأ بتكوّين حواجز خيالية تمنع تغلغل الخوف إلى داخلك ، أجمل الحلول لدحر الخوف هو الأحلام ، فهي كفيلة للقضاء على الكوابيس التي تسيطر عليك ، أحلم ، وفكر بالحلم في كل وقت حتى لو أحتجت أن تأخذ حلمك معك إلى السرير ، خذه ولا تتركه لحظة ، لاتدع نفسك للكوابيس ، والأحلام سوف تساعدك بتكوين حاجز منيع ضد الخوف. ( إيمانيات خاطئة حول الكتابة )

1- أصنع مكان خاص بك للكتابة ( مكتبي المنزلي ) ( صومعتي ( غرفة الكتابة ) ) ، عندما تدخل هذا المكان الخاص المألوف لديك سوف تصنع طقساً خاصاً بداخلك يحثك على الكتابة ، هناك سر خاص يتعلق بالمكان بداخلنا ، وهذا السر يحدث للكتابة إيضاً ، على سبيل المثال جوان رولينغ مؤلفة هاري بوتر كانت لا تملك ثمن مكان خاص لها بالكتابة في شقتها الصغيرة بالإضافة إلى ثلاث أطفال لا يسمحون لها بحرية الكتابة بداخل الشقة ، من أجل ذلك كانت يومياً تنزل من الشقة مباشرة إلى المقهى في الشارع المقابل ، كانت تأخذ طاولة وكوب قهوة وتشرع بالكتابة ، حاول أن تصنع مكاناً خاصاً بالكتابة أين ما تشعر براحتك ، فهنا سوف تكسر الخوف حالما شعرت بالألفة مع المكان ، كلما غيرت مكانك ، سوف تبدأ بداخلك مشاعر الخوف من جديد حتى تعتاد على المكان ، بالنسبة لي كنت أكتب في غرفة واحدة في المنزل ولا أكتب بخارجها إلا نادراً ، فقط بعض الملاحظات التي تأتي لعقلي وأريد أن أمسكها حتى أصل إلى غرفة الكتابة فكتبها.

2- هدف الكتاب !

لدي هدف و من الطبيعي أن أصمم تدوينتي هذه بشكل نقاط متسلسلة حتى أصل إلى القارئ الذي يرغب بتأليف كتابه الأول بشكل واضح ، وضحّ هدفك ، ومن أجل الوصول إلى الهدف عليك الثبات و الألتزام حتى تكمل الكتاب ، بالنسبة لي قمت بالأعلان عن مشروع الكتاب هنا في المدونة أمام الزوار لكي أصطنع لنفسي جداراً من التزام وضعته أمام القراء لكي يمنعني من التراجع ، إذا كنت تحتاج أن تعدل طريقتي لتناسب شخصيتك وكيميائيتك ، أفعل ذلك أرجوك ، وغيرها إلى طريقة أخرى تناسبك ، حاول صنع الهدف بيدك ، ولتحقيق هذا يجب عليك أن تعرف قُراءك الذين يهتمون بمجال كتابك ، سواء كتاب أدبي أو علمي ، يجب أن تعمل لكتابك لكي يكون مناسب لهم ، مالذي سيكون مميزاً فيه ؟ ولماذا سيشترونه ؟ عليك بوضع قائمة بالأهداف التي تدفع أي شخص ليشتري كتابك ..

3- أقرأ كتب الأخرين الذين سبقوك في نفس المجال !

أسمح لنفسك بزيارة لمكتبة الملك فهد بالرياض والأطلاع على قسم الكتب بالمجال الذي تستهدفه بالكتابة ، ونفس الشيء يحدث في جميع دول العالم ، عليك بالذهاب إلى المكتبات العامة القريبة منك و التي تسمح بالإطلاع والإستعارة للكتب حتى توفر مبالغ الكتب التي ستقرأها ، أما أنا وبسبب أبتعاد مكتبة الملك فهد عني فقد صرفت مبالغ باهضة لجلب الكتب وقراءتها ، لذلك أنصحك بتفادي ذلك عبر الزيارة للمكتبات العامة.

أقرأ لتفهم الذين سبقوك ، ليس المطلوب أن تقتبس أو تسرق أفكار الغير ولكن من أجل أن تعرف و تتلمس المجال الذي ستكتب فيه جيداً.

4- أنشأ ( نظرة عامة ) حول كتابك ، الأفكار الرئيسية ، الشخصيات ، الخطوط العريضة للكتاب ، الخطوط الحمراء في الكتابة لديك ، و كل ما تريده حاول أن تكتبه في النظرة العامة ، ستكون هي المرجع و القواعد الرئيسية لك لكتابة الكتاب ، لا تعلم مالذي يحصل في هذه الجزئية من عجائب ! أفكار كثيرة قد تقدح وتشعل نار الكتابة فوراً فتبدأ بالكتاب.

أرسم الأفكار بورقة ، حولها لرسومات ، هناك طرق كثيرة تجدها عبر البحث بجوجل مثل flow chart أو sketch note وطرق كثيرة لتحويل الأفكار إلى رسومات ،الدراسات في الأونة الأخيرة وجدت أن الرسومات لها تأثير على النمط الأبداعي عبر تحويل الكلام إلى تأثير بصري ، لذلك حول أفكار الكتاب كاملة إلى رسومات وحاول ترتيبها في تراتبية منطقية لتسهل عليك عملية إخراج الكتاب بشكل متسق ، والطريق يبدأ بكلمة ، قم بوصف الكتاب بكلمة واحدة ، ومن بعدها قم بوصف الكتاب بخمس كلمات ، وبعدها أكتب عن الكتاب خمس وعشرين كلمة ، هكذا تخرج الخطوط الرئيسية للكتاب وهكذا تبدأ الرسومات التوضيحية للكتاب.

 

5- لا تقم بإنهاء الكتاب من أجل معرض كتاب أو أي شيء آخر ، أعط الكتاب فرصته الكاملة ، وأجعل اللاوعي يعمل أفعاله بك طوال الأيام ، الشهور ، السنين ، لا تتسرع في أنهاء الكتاب ، بالنسبة لي كان الكتاب يتخمّر في رأسي لسبعة أعوام ، لم أستعجل ، ولم أقرر الكتابة به رغم أحلامي التي كانت تراودني ليل نهار حتى شعرت أن اللاوعي بدأ يدفعني إلى الكتابة ، فكر بالكتاب لشهر ، لعدة أشهر ، لعام ، أو مثلي لسبعة أعوام ، أستغرب من الكاتب الذي يصدر كتاب كل عام ، لا أعلم ماهي مقدرة اللاوعي لديه ليخرج بهذا الزخم ؟ وهل هو بهذه الجودة ؟


 

vgf78954s5d6edr7t89.jpg

ب- القيام بالكتابة.

10 ألاف كلمة هي كمية الكلمات المعتادة لمنشور أو كتيب كالتي توزع بالمساجد ، كتاب أذكار للصلاة أو يومية على سبيل المثال ومدة القراءة لهذا العدد من الكلمات هو من نصف ساعة إلى ساعة ، و 20 ألف كلمة هو معدل كلمات كتب القصة القصيرة ومعدل القراءة من ساعة إلى ساعتين ، أما 30 ألف إلى 60 ألف كلمة فهي معدل الكتب العالمية وأغلب الكتب الآن في هذا النطاق من عدد الكلمات ومدة القراءة هي من ثلاث ساعات إلى ست ساعات ، أما 60 إلى 80 ألف كلمة فهي للروايات الطويلة ، و ما أعلى من 100 ألف كلمة هي لكتب العلمية و السيرة الذاتية وعلى سبيل المثال سيرة ستيف جوبز.

1- لا تتخلى عن جدول الكتابة اليومي.

تخيل نفسك في ماراثون وعليك أن تقطع عدد معين من الأميال كل يوم ، نفس الشيء يحدث معك بالكتاب ، ضع جدول يومي للكتابة بعدد ملزم من الكلمات ، مثلاً يجب أن أكتب 500 كلمة يومياً ، لمدة شهر ، أو حتى أنتهي من عدد الكلمات المطلوبة للكتاب ، لا بأس بيوم واحد تتوقف فيه للراحة ، ولكن لا تطل أكثر من يوم واحد عن الكتاب ، لتبقي شعلة الكتاب بداخلك وتبقى النصوص مترابطه في أسلوب الكتابة.

من الجميل أن تنشأ روتين يومياً لك بالكتابة للكتاب ، بعض الكتاب يختار أول فعل يقوم به صباحاً هو الكتابة ، وبعضهم الساعة الأخيرة من يومه وقبل أن يذهب إلى الفراش لينام ، يبدأ بالكتابة ، قرأت للكثير من أوقات غريبة للكتابة ، حاول أن تستكشف نفسك وماهو الوقت المناسب لك بالكتابة ، وحاول خلق عادة يوميه بإن تكون هذه الساعة ثابته ومعروفة لديك للكتابة.

2- فكر بالقارئ ، و لا تبتعد عنه !

كقارئ في أوقات كثيرة أجد الكاتب في حالات مختلفه ، قد يسرح بعيداً عني ، قد يكتب أحياناً من برج عاجي ، وأحياناً أخرى يكتب من داخل قوقعة ، تختلف حالات الكتاب ، ولكن لطالما وجدت بعضهم يتكلم بلغة غريبة ، تكتسيها مفردات ثقيلة و صعبة على القارئ العادي ، خصوصاً في كتب لا تتطلب كل هذا الزخرفه .. هذا بالإضافة لوجوب أتباع أسلوب منطقي و متزن في الكتابة ، الأبتعاد عن الخيالية الحالمة التي لا توجد إلا في قصص ديزني ، الواقعية في الكتابة مهمة ، ربما للروايات لها جمهور ولكنها ليست أسلوب كتابة عام ينسحب علي بقية الكتب ، لذلك كما أسلفت سابقاً ، فكر بالقارئ ..

كنت قد سألت أحد الأصدقاء عن أحد الكتب التي ذاع صيتها في علم تطوير الذات ، أجاب قائلاً كلامه لا ينطبق إلا في خياله ، بالرغم أنه حاول أنهاء الكتاب ولكن يقول لم أجد إلا كمية مفرطة من الأحلام التي لا أستطيع تطبيقها على واقعي ، لذلك حتى في الروايات حاول أن تكتب لما يلامس خيال القارئ ، ويستوعبه .. أو لنقل الخيال الممكن أستيعابه.

3- أكتب و أكتب و أكتب ، هناك وقت كافي للعودة لتحرير ما كتبته.

أستمر بالكتابة المتصلة ولا تنقطع من أجل تحرير ما كتبته ، أجمع الأفكار قدر أستطاعتك فلا تضيعها بإعادة تحريرها المستمر ، أجعل التحرير ما بعد إنهاءك للمسودة ، وبعدها قم بالعودة وتحرير كل ما كتبته ، ولا بأس بالكتابة التجريبية قبل أن تبدأ الكتاب ، حاول أن تكتب نصوصاً و أنشرها وأنظر لردات الفعل القادمة لك ..

 


36882234994_98d4f9df90_o-001

ج- أنتهاء الكتاب.

1- عندما تنهي الكتاب ، مبروك إنجازك يا صديق لكن هذا يعني أنتهاءك من الكتابة ، بل هي البداية ، حيث ستبدأ مرحلة إعادة الكتابة من جديد ، لا يوجد نص لا تتم إعادة كتابته من جديد ، هنا ستبدأ لحظة مرحلة تحرير كاملة للكتاب ، البعض قد يعطي الكتاب لمحرر ويعطيه الثمن ليقوم بتحرير الكتاب كاملاً له ، البعض سيعتمد على نفسه بعملية التحرير وهذا ما قمت به أثناء كتابة كتابي ، هناك الكثير من المحررين المستعدين لتحرير كتابك بالكامل وبالنسبة كنت مستمتعاً بالكتابة فرغبت بتحريره و مراجعة أسطره من جديد ، للبحث عن الجمل التي تحتاج أن تعاد صياغتها ، تخفيف مفرادتها ، وإعادة تركيز المعاني بشكل صحيح ، هي إجراءات كثيرة وإصلاحات واسعة تقوم بها ، ربما هي أصعب العمليات في الكتاب كاملة ، لأنها حساسه جداً ، قد تبتر معاني ، وقد تعالج معاني ، لهذا كانت أكثر أجزاء الكتاب مرهقة لي .

2- لا تقع في حب أسلوب كتابتك ، مهما أعتقدت أنه رائع وجذاب بالنسبة لك ، جميعنا نقع تحت هذا التأثير الجذاب والذي يخادع عقولنا بجعل النصوص مثالية أمامنا ، أما الحقيقة فهي ليست جذابة ! ، إن كانت هناك جملة وجدت نفسك منجذب لها ولم تكن جيدة في سياق الكتابة ، بكل بساطة قم بحفظها في مكان آخر لتستخدمها في نص آخر ، لا تحتفظ بأي جمل مهما أحببتها في سياق لا يناسب النص ، مشكلتنا الكبرى هي في عدم الحذف ، نحب الأحتفاظ بما كتبناه ، التنقية والتصفية شيء ضروري ، كتبت أكثر من 400 صفحة ، جعلتها مرغماً ل200 صفحة ، كلها من أجل أن يخرج الكتاب صافياً دون شوائب مزعجة للقاريء .

3- قم بتسليم النسخة النهائية إلى من تثق برأيه ، فأنا أشكر بعض المدونين الذي تطوعوا في قراءة كتابي كاملاً وأعطوني رأيهم الصادق والذي ساعدني كثيراً في تغيير بعض الأشياء في الكتاب ، جعلتني أفهم الأراء والردود ، وكان حرصي على إعطاءه أناس لا يعرفوني بالطبيعة حتى يكون ردهم بلا عاطفة تليّن التعليقات أو تتساهل في النقد ، من المهم في كتابك الأول أن تجعل أكبر عدد ممكن يقرأ كتابك وأن تترقب تعليقاتهم حول الكتاب.

في النهاية أتمنى التوفيق للسائرين في طرق الكتابة وتملكه الحماس لإنتاج كتابه الأول ، أنا هنا دائماً أمد أكففي لمساعدة للجميع ، سواء بالنصائح أو المراجعة للخطوات ، أو حتى بمراجعة النسخة النهائية قبل تسليمها لدار النشر ، وهنا إيضاً بالختام تدوينات تدور حول #الكتابة .

 


حب خاص بداخلي لمدينة جدة ، لا أعلم الصدفة التي جعلت ظهور كتابي في السعودية لأول مرة "عقل و قلب " يكون بهذه المدينة الجميلة ، الكتاب صادر عن دار @ASPArabic وهو أول كتاب لي إيضاً ، أتمنى ان يحوز رضاكم.#معرض_جدة_الدولي_للكتاب#معرض_جدة_الدولي_الثالث_للكتاب pic.twitter.com/trsC9SiDNf

— يزيد بن حمد التميمي (@YazeedDotMe) December 14, 2017

ليقرأ الأصدقاء

  • النقر للمشاركة على X (فتح في نافذة جديدة) X
  • انقر للمشاركة على WhatsApp (فتح في نافذة جديدة) WhatsApp
  • انقر للمشاركة على Telegram (فتح في نافذة جديدة) Telegram
  • اضغط للمشاركة على Pocket (فتح في نافذة جديدة) Pocket
  • انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة) فيس بوك
  • اضغط للمشاركة على Tumblr (فتح في نافذة جديدة) Tumblr
  • اضغط لتشارك على LinkedIn (فتح في نافذة جديدة) LinkedIn
  • اضغط للطباعة (فتح في نافذة جديدة) طباعة
  • النقر لإرسال رابط عبر البريد الإلكتروني إلى صديق (فتح في نافذة جديدة) البريد الإلكتروني
إعجاب تحميل...
التصنيفات :قرأت كتاب

Tagged: مشروع كتاب, الكتابة, تأليف كتاب

19 تعليق

باريس ، الجزء الثاني 2017

يزيد التميمي

Posted on 7 ديسمبر 2017

ألتقطت بالأمس صورة لهذا السوري ، أعجبني بحمله هذه اللافته القيّمة بمعانيها بصلاة العيد في مسجد باريس ، رسالة ومحتوى يجب ان ينشرها كل عربي. pic.twitter.com/cqIUhpXKyc

— يزيد بن حمد التميمي (@YazeedDotMe) September 2, 2017

اليوم الثالث لوصولي إلى باريس كان يصادف عيد الأضحى المبارك ، والجميل أن يوم العيد في فرنسا قد توافق مع أغلب الدول العربية ، لذلك قررت تأدية صلاة العيد ومشاركة المسلمين فيه فرحة العيد ، في زيارتي السابقة لباريس في عام 2014 قد زرت مسجد ( great mosque of Créteil ) ولفتتني مساحته الكبيرة وحداثة المبنى ..

1-20130914_161213

great mosque of Créteil

ولكن هذه المرة قررت الذهاب إلى مسجد آخر وهو  Grande Mosquée de Paris وهو مختلف عن المسجد السابق حيث أنه يعتبر من أوائل المساجد في باريس ، فقد تأسس بداية من عام 1920 م بعد موافقة البرلمان الفرنسي على تمويله والشروع في بناءه ..

1-DSC00551.JPG

Grande Mosquée de Paris

المسجد كما هو بالداخل بتصميمه القديم  و بأعمدته المتقاربة فيما بينها التي لا تعطي مساحه كبيرة كما هي حال المساجد الحديثة مثل المسجد السابق .. الخطبة كانت باللغة العربية وبعدها كانت باللغة بالفرنسية بحكم أن هناك مجموعة كبيرة من المصلين لا يجيدون العربية ..

1-DSC00555

1-DSC00556.JPG

منبر الإمام هدية من ملك مصر فؤاد الأول في عام 1347 هجري 1929 م

DSC00550-01-800x450

المصلين ملئوا حتى الساحة الخارجية للمسجد والحديقة الخارجية ..

1-DSC00545.JPG

ماشاء الله كمية حضور مهيبة للصلاة من جميع الجنسيات و الأعراق التي وحدتها ديانة الإسلام هنا في بلاد الغربة ..

1-DSC00564.JPG

أعجبتني لوحة صحيفة المسجد و الأعتماد على اللغة العربية.

1-DSC00565.JPG

لحظة خروجنا من المسجد بعد أنتهائنا من خطبة وصلاة العيد

الجميل بعد أنتهائنا من الخطبة هي لحظة الألفة والتلاحم مع من حولي حيث تبادلنا السلام والتباريك بالعيد ولم أشعر بالغربة وأنا بالمسجد معهم ، الكل يشعر بالآخر هنا .. كانت تجربة جميلة بصراحة في هذا المسجد ..

1-DSC00567.JPG

صورة من الشارع حيث يعج بالناس بعد أنقضاء الصلاة والتوقف لألتقاط الصور التذكارية بعد العيد ، الكل مزهو وفرح بهذه اللحظات.

1-DSC00566-001.JPG

أقتنصت تواجدي بالذهاب إلى مكتبة البستان وهي أمام الجامع الكبير ، فكنت أرغب برؤية طابع مكتباتهم ..

1-DSC00568.JPG

مجموعة من الكتب المعروضة بداخل مكتبة البستان في باريس

1-DSC00572.JPG

1-DSC00570.JPG

من داخل مكتبة البستان

كانت هذه المكتبة الوحيدة المفتوحة للأسف بسبب يوم العيد ، فجميع المكتبات الأخرى التي وضعت زيارتها يوم العيد وجدتها مقفلة .. لهذا قررت الذهاب بعدها إلى قصر فرساي ، كنت متردداً في زيارته ولكن بسبب إغلاق المكتبات قررت الذهاب له ..

وبعد مسير بالسيارة تقارب الساعة حتى وصلنا إلى قصر فرساي الذي يقع خارج باريس ، وسبب وقوع القصر بعيداً هو رغبة الملك لويس الرابع العشر بمكان هاديء عن صخب باريس حتى يستجم ، وهو شهد الكثير من الأحداث التاريخية وكان أبرزها الثورة الفرنسية.

1-DSC00580.JPG

أترون تكوّم الناس في الجانب الأيمن للصورة ؟ هنا يبدأ الطابور للدخول إلى المتحف ، شيء جنوني هذا الأزدحام ، يقارب الأزدحام لمتحف اللوفر ، كنت سأتراجع لولا بعد المسافة وعدم وجود خطة بديلة جاهزة وبصراحة لم أسأل عن قصر فرساي كثيراً كانت شهرته طاغية ، لهذا قررت الذهاب لشراء التذاكر والدخول ..

1-DSC00582.JPG

لشراء التذاكر كل ماعليك هو تواجد بطاقة الماستر كارد ، الحمدلله لم يكن هناك أزدحام وهذا ما أكره على فكرة.

1-DSC00583.JPG

بعد الإنتظار بدأت أرى أسوار القصر الذهبية والتي تبين مدى فخامة القصر بالرغم من عمره القديم والذي يتجاوز الأربع مئة عام

1-DSC00591.JPG

عندما دخلت إلى ساحة القصر رأيت مدى البذخ في الجمال والفن بداخل القصر

1-DSC00606.JPG

القصر من الداخل ، دهشت كثيراً وأنا أرى الرخام وكمية الجمال في هذه القاعة ، توقفت لأخذ صورة لها

1-DSC00614.JPG

هناك الكثير من غرف النوم بالقصر وتبرز أناقة الفرنسيين منذ ذلك الوقت.

 

1-DSC00620.JPG

 

القصر لم يعجبني ، وقد صدمت بذلك بسبب شهرته الحاغية ، فكثير من أجزاءه مغلقة ولا أعلم ما السبب حتى أنني سألت أحد العاملين وقال لي نعم هذا القصر فقط ، دهشت من صغر المساحة المعروضه للزوار ، لم يوازي سعره الباهض والذي دفعته من أجل تذاكر الدخول .. كانت هناك حديقة للقصر ولكن لا شيء مميز بداخل القصر ، لا لوحات فنية ولا تحف ، الشيء الوحيد هو المبنى بحد ذاته وهو لا يعادل قيمة التذكرة أو حتى وقت الأنتظار الذي أستغرقته حتى دخلت المتحف ، من كثر شعوري بالأحباط دخلت على صفحة المتحف في جوجل وقمت بكتابة توصية بعدم زيارة المتحف ، فهو لايستحق الزيارة ، هناك الكثير من الأماكن البديلة في باريس وهي أفضل منها.

1-DSC00631.JPG

الحديقة والتي دفعت مبلغ أضافي حتى أدخلها ، هل ترون شيء مميز فيها ؟ حديقة دبي العالمية للزهور أفضل منها !

إطلالة غرفتي بالفندق في الصورة التالية أفضل من المنظر السابق ، أتشعرون أنني منقهر قليلاً ؟ ههههه

1-DSC04022.JPG

اليوم التالي كانت الوجهه إلى شارع التسوق  Rue Royale بوسط باريس وبدأت بالسير في الشوارع المحيطة حولها والمليئة بمتاجر التسوق المختلفة والمتنوعة ومن ضمنها شارع  Rue de Rivoli

1-DSC04029.JPG

بعد الزيارة التي لم أتوقع أن تأخذ كل مني هذا الوقت في التسوق ، ذهبت بعدها إلى معهد العالم العربي والذي أستنشقت فيه شيء من روحي بداخله ، عندما بدأت بالتجول فيه ملأ صدري بالسعادة بوجود عبق عربي دافئ في هذه الأراضي الباردة.

1-DSC04057.JPG

معهد العالم العربي كما يبدو من الخارج ، بني بالكامل من الخارج من الزجاج ولكن بالنقش الأسلامي ، وهذا بعد أنتهاء أعمال التجديد في عام 2012 بعد دعم مالي مميز من السعودية والكويت .

1-DSC04058.JPG

لوحة بخارج المعهد وتظهر حجم الفعاليات والنشاطات الموجودة في المعهد ، والذي لم يخيب رجائي ، فقد كان المتحف أكثر من رائع ، وأنصح العرب بزيارته ودعمه بالحضور وشراء التذاكر منه ، كل الزوار الذين رأيتهم هم فرنسيين أو من دول أسيوية ، لم أرى أي عربي سوى العاملين في المعهد !

1-DSC04063.JPG

تذكرة الدخول ثمانية يورو للشخص الواحد وهي من أرخص التذاكر التي رأيتها للمتاحف في أوروبا ، وهذا الشيء يحسب لإدارة المعهد لتحفيز الزيارة.

1-DSC04065.JPG

أخيراً رأيت مطوية عربية في متحف ، حديثي عن اللغة العربية دائماً يصاحبه أنين عندما أستذكره ، لدي تدوينه عن اللغة العربية منذ أكثر من ثلاث سنوات وأتردد في كتابته ، خوفاً من حجم الموضوع ، فهو محزن للأسف ما وصلنا له من حالة أهمال للغة العربية ، لا أريد الخروج من اطار التدوينة ولكن لي حديث متشعب عن اللغة بشكل عام والعربية بشكل خاص.

1-DSC04067.JPG

يبدأ المتحف بشرح مسمى العالم العربي للزوار الأوروبيين ، ويتحدث عن تأثير الأسلام في تطوير هذا الجزء من العالم.

1-DSC04071.JPG

 

معروضات وكتابات أغريقية تتحدث عن الزراعة في المنطقة العربية.

 

1-DSC04072.JPG

 

وكأنني في منزلي ، توقفت لأصور هؤلاء الواقفين على المعروضات من تاريخنا العربي ، كنت سعيد بتوقفهم وتأملهم لقراءة تاريخنا ، لهذا أحببت ألتقاط الصورة للواقفين.

 

1-DSC04091.JPG

 

1-DSC04096.JPG

المتحف يزخر بكثير من المعروضات التي تستحق كل قطعة منها الوقوف عندها وقراءة تاريخها ، المتحف جميل بطريقة عرضة الذي يشعرك بعالم من ثلاثي الأبعاد في طريقة إبرازه للمعروضات.

1-DSC04106.JPG

1-DSC04129.JPG

وللوحات الحديثة لها مكان في المعرض ، فهناك الكثير من اللوحات لرسامين شباب والتي تبرز المفهوم العربي الحديث للعالم الآن.

1-DSC04132.JPG

و بالطبع كان للخط العربي مكان في هذا المعرض  ، فالخط العربي مصدر ألهام جمالي.

1-DSC04141.JPG

وخصص جزء في المعرض للصور الفوتوغرافية الحديثة لأعمال بعض المصورين العرب الشباب.

1-DSC04193.JPG

 وقبل أن أخرج من المتحف لم أشعر إلا بقدمي تدلف إلى المكتبة الخاصة بالمتحف وشراء الكتاب الخاص بالمتحف لشرح المعروضات  باللغة العربية.

1-20171207_221732.jpg

1-DSC04196.JPG

أجمل مافي الكتبة وفرتها بالكتب العربية والتي لم أتوقع برؤية كل هذا الزخم من الكتب المعروضة لديهم ، فهي تنافس مكتبات كبرى لدينا في الخليج ، قضيت وقت طويل وأنا أتمشى في ممرات المكتبة ..

هنا رابط معهد العالم العربي : https://www.imarabe.org/ar

المتحف أنصح بزيارته للجميع ، هي فرصة لدعم المتحف وأن يبقى نشط في عمله ، ونحن العرب خصوصاً نحتاج أن نرى ونقرأ تاريخنا ، ففي النهاية هي رحلة سياحية ..

 

لم أنتهي من تدويناتي السياحية لهذا العام ، ستكون لي تكملة بإذن الله.

ليقرأ الأصدقاء

  • النقر للمشاركة على X (فتح في نافذة جديدة) X
  • انقر للمشاركة على WhatsApp (فتح في نافذة جديدة) WhatsApp
  • انقر للمشاركة على Telegram (فتح في نافذة جديدة) Telegram
  • اضغط للمشاركة على Pocket (فتح في نافذة جديدة) Pocket
  • انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة) فيس بوك
  • اضغط للمشاركة على Tumblr (فتح في نافذة جديدة) Tumblr
  • اضغط لتشارك على LinkedIn (فتح في نافذة جديدة) LinkedIn
  • اضغط للطباعة (فتح في نافذة جديدة) طباعة
  • النقر لإرسال رابط عبر البريد الإلكتروني إلى صديق (فتح في نافذة جديدة) البريد الإلكتروني
إعجاب تحميل...
التصنيفات :سياحه

Tagged: فرنسا, مواضيع سفر, مدونة رحلات, مسافرون, باريس, تقرير, رحلتي, سفر

4 تعليقات

باريس ، العودة في عام 2017

يزيد التميمي

Posted on 30 نوفمبر 2017

إكمالاً لسلسلة تدوينات – السفر إلى أوروبا في صيف 2017  – أكتب هذه التدوينة عن مدينة باريس عاصمة فرنسا ، وبالمناسبة فقد زرت باريس في عام 2014 وكتبت هذه التدوينة عنها ( باريس ، عروس الغرب ! ) ، حيث سأستطرد الحديث عنها ولكن من دون تلك الأماكن التي قد ذهبت لها سابقاً ..

1-DSC00654.JPG

بعكس المدن الأوروبية الأخرى ، تكاد تكون باريس هي البوابة الوحيدة التي يمكنك عبرها لدلوف فرنسا ، لا يمكن للخليجي دخول فرنسا من غير العبور بمطار باريس عند قدومه جواً ، مطارها الوحيد الذي يصلك بفرنسا ، و مع ذلك فمطارها لا يرقى بمستوى فخامة ورحابة المطارات المدن الأوروبية الأخرى ، لذلك سوف تنصدم عند وصولك إلى مطار شارل ديغول ..

1-DSC00501.JPG

أنا بعكس الناس ، فأول فعل قمت به هو التسكع بالأقدام في شوارع باريس لزيادة الأحاسيس ، وأمتصاص الصدمة الجغرافية ، بالنزول بين الأناس وملامسة الأماكن ، وأولها الشارع الذي لم أذهب له في رحلتي السابقة وهو جسر ألكسندر الثالث والمنطقة المحيطة به ، والمميزة بالأكشاش للباعة المتجولين ، وشارع التسوق الشهير  Rue de Rivoli .. لذلك كانت فرصة عظيمة للمشي والمرور على تلك الجسور المتجاورة و العابرة لنهر السين ..

1-DSC00506.JPG

الجسور ممتدة على نهر السين

1-DSC00503.JPG

جسر الفنون وبالخلف يظهر متحف اللوفر الشهير

1-DSC00385.JPG

الفن بالنسبة لي يقبع بين يدين الفقراء

1-DSC00504.JPG

فعل الرسم قد يحدث في أي مكان من هذه الشوارع

1-DSC00527.JPG

المنطقة بالنسبة لي أجمل بكثير من شارع الشانزلزية الذي لا يبهرني ولا أجده يستحق الضجيج الذي أسمع عنه ، فجسر ألكسندر الثالث والمنطقة المحيطة بها أجدها تطل على نهر السين ، وتزخر بكمية متاحف تطل عليها بالإضافة إلى تواجد أكشاك الفنانين حولها ، ووجود الناس من حولك وهم يستمتعون بلحظاتهم الرومانسية على الجسور وحول الأنهار ، فأين الجمال بشارع تسوق ؟

1-DSC00523.JPG

 

.حتى المباني في تلك المنطقة من باريس لها نصيب وافر من الأبداع الفني

 

1-20170831_201256_HDR

المثير للإنتباه في هذه الشوارع الفرعية هو أختفاء أوجه السياح ، وبدء تكاثر أوجه الفرنسيين ، بصراحه أجد نفسي تستمتع أكثر بأختلاطي أكثر بين السكان بدلاً من السياح.

 

1-DSC00396.JPG

متحف أورسيه

وبالقرب من جسر الفنون يقع متحف أورسيه الرهيب ( Musée d’Orsay ) ، وبالنسبة لي أجد رسومه أقرب إلى قلبي من متحف اللوفر ، والسبب أن فترة الرسومات هي الفترة الفنية بين عامي 1848 و 1914 ، وهي تعتبر الفترة التي ليست حديثة أو قديمة ، وتندر لوحات هذه الفترة في متحف اللوفر ومتحف الفن الحديث ( Musée National d’Art Moderne ) ، لهذا يتواجد متحف أورسيه ليغطي هذه الفترة المهمة والتي من روادها فان جوغ ومايميز معروضات متحف أورسيه وجود لوحة فان جوغ الشهيرة وهي بورترية ذاتية بالصورة التالية :

1-20170831_183120_HDR.jpg

فان جوغ

1-20170831_182911_HDR

لوحة فان جوغ ( ليلة مرصعة بالنجوم )

1-20170831_182640_HDR
1-20170831_182713_HDR
1-20170831_182746_HDR
1-20170831_182828_HDR
1-20170831_183249_HDR

بعض أعمال فان جوغ ، أعتذر بسبب التصوير فقد كان بهاتفي الذكي لإن الكميره فرغت من الشحن بعد أستهلاكي لها طوال اليوم بالتصوير.

 

1-DSC00401

تيودور كاسيريو
1-20170831_183719_HDR.jpg

 

1-DSC00401

تيودور كاسيريو

 

لوحة ل تيودور كاسيريو حيث تبين تأثره بأنتقاله لفترة من الزمن إلى الجزائر حيث يصور لمعركة بين رجلين في الجزائر ..

 

 

1-DSC00444.JPG

بورتريه للرسام الفرنسي هنري جان

 

1-20170831_183719_HDR.jpg

المتحف من الداخل

1-DSC00397.JPG

لا توجد لغة عربية !

ما يعيب المتاحف و الأماكن العامة عموماً عدم وجود اللغة العربية لها أي أثر سوى ببعض القطع والأثار ، أما حاضرنا لا وجود للغة العربية ، أعتقد السبب الأقوى هو بسبب عدم أرتياد العرب لهذه الأماكن. 😦

1-DSC00459.JPG

مثال لهذه التحفة القيّمة لمزهرية كتب عليها باللغة العربية ، هي شيء من ماضي ، ولكن لا حاضر للغة العربية في المتحف ، يحزنني رؤية هذا الأمر كثيراً عندما أسافر ، ولكن لماذا العتب لهم ونحن في الواقع نستخدم اللغة الأنجليزية في وطننا أكثر من لغتنا الأم العربية ..

 

أنتهيت من الحديث عن المتحف ولي تكملة بالحديث عن باريس وباقي الرحلة في تدوينة أخرى.

ليقرأ الأصدقاء

  • النقر للمشاركة على X (فتح في نافذة جديدة) X
  • انقر للمشاركة على WhatsApp (فتح في نافذة جديدة) WhatsApp
  • انقر للمشاركة على Telegram (فتح في نافذة جديدة) Telegram
  • اضغط للمشاركة على Pocket (فتح في نافذة جديدة) Pocket
  • انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة) فيس بوك
  • اضغط للمشاركة على Tumblr (فتح في نافذة جديدة) Tumblr
  • اضغط لتشارك على LinkedIn (فتح في نافذة جديدة) LinkedIn
  • اضغط للطباعة (فتح في نافذة جديدة) طباعة
  • النقر لإرسال رابط عبر البريد الإلكتروني إلى صديق (فتح في نافذة جديدة) البريد الإلكتروني
إعجاب تحميل...
التصنيفات :سياحه

Tagged: فرنسا, مواضيع سفر, مدونة رحلات, مسافرون, باريس, تقرير, رحلتي, سفر

8 تعليقات

لقد ضللتِ ثانية

يزيد التميمي

Posted on 22 نوفمبر 2017

43343955_e97eb7a1af_b

لقد ضللتِ ثانية ، فنسيتي أوردة دمي ، هذه الطرقات المرصوفة بالخضرة إلى قلبي و المرسومة على يدي ..

فالنسيان يخيفني جداً ، وهذه القسوة التي تلج صدرك وتنتهك ذكرياتي بعد غياب شمسي أكرهها كثيراً ، و هذا الشتاء الذي يحل على قلبك ، ويكسيه بالثلج ، أمقته .. وأيضاً أكرهه كثيراً !

بينما تنفلت منك ذكرياتي ، والملامح مبعثرة في قصاصات بلا رائحة ، مهما بدت هذه القصاصات جميلة ، تنقصها الرائحة ، هذا العمق في الذاكرة ، وهذا الحضور بالوجود من خلال الرائحة !

أما أنا فيعج أنفي بالروائح عندما يجتاحني الشوق ، فالتذكر المستديم يبقيني أحملق بعيناي إلى النجوم ، يبقيني حياً أتنفس ،  فبسبب هذا الأنف المنبعج لا يمكنني فقدان الذاكرة ، وكأنني بداخل غيمة ، أطير بالسماء ، حيث بت عاجزاً ، لا قدم لي ، بل أجنحه ، تعلقني في سماء الذكريات ، وشمس الشوق تكوي ريشي المنتفش.

ليقرأ الأصدقاء

  • النقر للمشاركة على X (فتح في نافذة جديدة) X
  • انقر للمشاركة على WhatsApp (فتح في نافذة جديدة) WhatsApp
  • انقر للمشاركة على Telegram (فتح في نافذة جديدة) Telegram
  • اضغط للمشاركة على Pocket (فتح في نافذة جديدة) Pocket
  • انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة) فيس بوك
  • اضغط للمشاركة على Tumblr (فتح في نافذة جديدة) Tumblr
  • اضغط لتشارك على LinkedIn (فتح في نافذة جديدة) LinkedIn
  • اضغط للطباعة (فتح في نافذة جديدة) طباعة
  • النقر لإرسال رابط عبر البريد الإلكتروني إلى صديق (فتح في نافذة جديدة) البريد الإلكتروني
إعجاب تحميل...
التصنيفات :عنق الزجاجة

تعليق واحد

السفر إلى أوروبا في صيف 2017

يزيد التميمي

Posted on 17 نوفمبر 2017

متعة السفر تبدأ منذ لحظة الأستعداد و التخطيط ، لذلك لما تبدأ بالقراءة والبحث عن وجهتك القادمة للسفر حاول أن تستشعر بتلك اللحظات ، فمنها سوف تبدأ المغامرة ..

1-DSC00345-001.JPG

كان آخر تواجد لي في آوروبا هو عام 2014 ميلادي ، أما في عام 2015 كنت قد بدأت مشروع تجاري خاص بي ومنعتني الظروف المادية من السفر و من ثم تلاه عام 2016 الذي ذهبت فيه بصعوبة إلى سيرلانكا ، ولأتدارك هذه المشكلة في هذا العام ، فقد كان قراري أن بالبدأ بالأستعدادات المالية المبكرة حيث قمت بتقسيم راتبي الشهري لعدة أقسام من أول مرتب لشهر يناير في عام 2017 حتى أتمكن من جمع مال يكفيني للسفر في الصيف ، حيث كنت قد تأثرت بعد سماعي لقصة زوجين أمريكيين وكيفية إدارتهما لمصاريفهم المالية الشهرية عبر فكرة بسيطة وهي ( Minimalist Finances and Budgeting ) ويكمن سرها في التخلي عن الأشياء الغير ضرورية بالحياة والتي تسبب تكاليف غير مهمة ولكن عليك التفكير فيها ، هل حقاً تحتاجها أم لا ؟ ، و كانت هذه الخطة معلنة في المنزل في بداية السنة الميلادية ، سوف نسافر إلى أوروبا هذه السنة ، فلنستعد لها منذ الآن ، أهتمت زوجتي بمساعدتي في تخفيف النفقات الترفيهية وإيضاً قامت بالأحتفاظ بكل المبالغ التي كنت أحولها لها لأجل السفر ، أستشعاراً بالخطة وتوزيع للمهام حتى ندرك جميعاً الخطة وحتى يكون الهدف واضحاً للجميع ..

توقفنا عن شراء الملابس و الحاجيات التي ممكن تأجيلها ، لا شنط سفر و لا حتى ملابس للسفر ، كل ما سنأخذه هو شنطة محمولة صغيرة نستطيع وضعها في الدرج العلوي فوق المقعد ، الخطة كانت سنشتري كل شيء من هناك ، حتى الملابس سوف نشتريها ونلبسها فوراً هناك ، لا داعي لأخذ ملابس من هنا ، فكل ما نرغب به سوف نشتريه أثناء أيام سفرنا ، لهذا كانت الميزانية المعدة للسفر ضخمة بسبب أحتواءها لمصاريف التسوق ، ولكن في شأن آخر وجدنا أن الكثير من الأشياء قد أستطعنا التوفير بها وذلك بسبب فروقات الأسعار عن هنا ، لهذا كان الوضع مربح بالنسبة لنا ، فقد جمعنا المال ووفرنا من قيمته الفعلية بشرائنا أشياء أرخص وجودة أعلى مع وجود بدائل أوسع لكل ما نرغب به ..

أنهيت بوضع جدولة الحالة المالية كما أسلفت ، فبدأت بعدها مرحلة التخطيط للسفر ، ففي البداية يجب عليك تحدد الشهر الذي ستسافر فيه ، أما أنا كنت قد أخترت شهر سبتمبر / أيلول ( لم سبتمبر ؟ ) ، فكنت أتطلع في البداية بالذهاب إلى أسبانيا ، لكن كان الوقت لسبتمبر غير مشجع لي للذهاب هناك ، بالإضافة إلى رغبة نصفي الآخر بالذهاب إلى باريس ، لهذا جعلت السفر حسب أختيارها كوجهه إلى باريس ، خصوصاً أن باريس في شهر سبتمبر جميلة ، باردة قليلاً في النهار كما هي بالليل ، لا أحب الحر ..

سوف سأبوح بسر صغير لدي هذه المرة وهو حلم أود تحقيقه بزيارة جميع مدن أوروبا و في سفرتي هذه أرغب بأكمال الحلم حتى ينتهي ، ولمساعدتي بذلك هناك خدمة جميلة من جوجل ماب ، تمكن من أظهار جميع المناطق التي ذهبت لها وكمثال تجدون الأماكن التي ذهبت لها من خلال الخريطة التالية ..

1-64886oh9ioiohoihnjokhn3.jpg

النقاط الحمراء كما توضحها خريطة جوجل هي جميع الأماكن التي زرتها في أوروبا

 ما بداخل الدائرة السوداء هي جميع المدن الأوروبية التي ذهبت لها في رحلتي هذه لعام ال 2017 ، كنت قد ذهبت لكل الأماكن التي بخارجها ، فأردت أكمال مسيرتي حتى أنتهي من حلمي بزيارة كل المدن المتبقية ، هذه المدن كلها تقع في دول فرنسا وسويسرا وإيطاليا ، أحب أن تكون المدن متقاربة وفي أتجاه منطقي ، البعض قد يذهب بالطائرة إلى أسبانيا أو السويد ، ولكن بخلافي أنا ، أحب الذهاب لكل المناطق والمدن التي حولي بدلاً من القفز على الخارطة ، هذا مذهبي في السفر ، أحب أن تكون تنقلاتي متقاربة وأن أقطع المسافات بشكل صغير ، وإيضاً من أجل تحقيق حلمي بزيارة كل المدن الأوروبية ..

في بداية تخطيطي للسفر واجهتني مشكلة الرحلات إلى مطار شارل ديغول ’’ باريس ‘‘ الرحلات المباشرة قليلة من مطار البحرين ، فقط طيران الخليج التي تذهب مباشرة إلى باريس ، و أما مطار الدمام فلا توجد أي رحلات مباشرة إلى باريس ، كانت رحلة البحث عن رحلة من أصعب الأشياء ، في النهاية شعرت لزاماً بالحجز عن طريق محطة توقف ، لكن حاولت التخفيف عن نفسي بجعلها لها هدف ، قررت أن تكون محطة توقفي مطار هيثرو ، لذلك وقع أختياري على الخطوط البريطانية لأنها تتوقف بمطار هيثرو لعدة ساعات أرتاح فيه وبعدها نغادر بطائرة أخرى إلى باريس و الأمتعة سوف تذهب من نفسها من الطائرة إلى الطائرة الأخرى ، لا أحمل هماً سوى التجول في مطار هيثرو الممتع ، لمن يرغب في التبضع للأشياء الثمينة و الغالية أن يعلم أن الأسعار في السوق الحرة التابع لمطار هيثرو تعتبر من أرخص الأسعار ، إن لم تكن هي أرخصها ، لتتفحص الأسعار وحتى أنه بإمكانك الشراء قبل الوصول عبر هذا الموقع الرسمي والتابع للمطار و الأستلام من المحل عند وصولك ، هنا ، عند خروجي للطيارة كنت محملاً بأكياس كثيرة أشترتيها ، ولكنها لم تكن مشكلة لدى الطيارة فهي لا تعتبر وزن زائد عند ركوبك للطائرة ، والمضيفون يتفهمون ذلك ويساعدونك في أيجاد مكان مناسب لها ..

1-20170830_071235_HDR

لفتني في المطار وجود اللغة العربية في اللوحات الأرشادية ، وهذا شيء محفز بصراحة ونحن في وقت أصبحنا حتى في بلدانا العربية نفتقد اللغة العربية في اللوحات..

09-20170830_074833_HDR.jpg

المطار وكأنه مجمع تجاري بإحتواءه لمتاجر كثيرة ومتنوعة والحركة فيه لا تتوقف بسبب كثرة الناس المسافرة عبره ، فهو أكبر مطار في أوروبا وآسيا و أفريقيا ، فلا تخف عند توقفك بالمطار لساعات ، بإمكان الساعات أن تجري بسرعة في يدك دون أن تشعر بذلك.


ملاحظات :

1- قمت بحجوزاتي كاملة في فنادق ، وكلها عبرموقع بوكنج ، وجعلتها جميعها الدفع عند الحضور ، لأنه كان لدي شك بتغيير الخطة في أي لحظة ، لهذا أحببت أن أجعلها جميعها بالدفع عند الحضور.

2- قمت بإستئجار السيارة عبر الأنترنت بشكل مسبق ، حتى تكون الأسعار أرخص ، فالحضور إلى طاولة الحجوزات في المطار سوف تكون الأسعار غالية جداً ، وأحياناً كثيره قد لا تتوفر لك السيارة المطلوبة وهذا ما واجهته من أحد السعوديين الذي كان بجانبي مكتب السيارات ، لم يقم بحجز سيارة ولم يجد السيارة المناسبة له.

 3- الكميرة المستخدمة بالتقرير في التدوينات القادمة كلها Sony RX1R ، لم أستخدم غيرها إلا هاتفي LG5 ، لكن في صور قليلة.

 4- طوال الرحلة كنت أحمل شنطة على الظهر ومحتوياتها هي شاحن كهربائي متنقل والكميرة وماء للشرب والقارئ الألكتروني ( تجربة Kindle Oasis ) وجهاز Galaxy Tab S3 ’’ في الصورة التالية ‘‘ ، أشتريته بدلاً من اللاب توب لإنه ثقيل ، وأحبه لأنه يساعدني في الكتابة في أي مكان.

1-20170916_192242_HDR.jpg

5- أعتمدت على تطبيق Google Trips بشكل كبير طوال السفر ، فقد قمت بوضع حجوزات الفنادق ورحلات الطيران ووضع الأماكن المهمه التي يجب زيارتها ، يعتبر أفضل تطبيق لتنظيم السفر ومساعدتك في البحث عن الأماكن المهمة من حولك ، أنصح من يسافر بإستخدامه ..

6- من المهم وجود أكثر من بطاقة إئتمانية لديك ، الأسئلة دائماً تأتي : هل أحتاج أن أحول مبالغ إلى اليورو ؟ ، قد تستغرب لو أقول لك أنني لم أحول ريالاً واحداً قبل السفر ، وحتى عندما وصلت هناك ، لم أسحب أي أموالاً بيدي إلا ما يقارب 150 يورو ، كنت وضعتها في حالة وجود بعض الأكشاك التي ترفض بيع أقل من 10 يورو بالبطاقة ، وهذه الأكشاك التي ترفض قليلة ، غالبيتها تقبل حتى لو يورو واحد ، لهذا لم أحتج أبداً لحمل أموال نقدية كبيرة في يدي ، فتنظيم أموالي عبر تطبيقات البنوك كانت مريحة لي وواضحة بدلاً من الأوراق في يدي ، بالإضافة إلى الآمان ..

ولتفادي أي مشكلة قد تواجهني ، قمت بإستخراج بطاقة MasterCard وبطاقة Visa كما بالصورة التالية

1543367584_5343614659001_5343586586001-vs.jpg

فقد لاحظت في رحلاتي السابقة وجود بعض المشاكل ببعض البلدان أو حتى ببعض المحلات ، فبعضها ترفض بطاقات Visa جميعها ، وبعضها بطاقات MasterCard ، لذلك كنت أحمل البطاقتين معي في كل وقت ، بالإضافة إلى أستخراج بطاقتين صراف آلي لنفس الحساب البنكي ، وكأن البطاقة منسوخة ولكنها مختلفه وهي مربوطة على نفس الحساب ، أحدهما أحمله معي والأخر أضعه في مكان آمن في غرفة الفندق ، لذلك في حالة فقداني للبطاقة ، هناك بطاقة أخرى معي ، وهذا الشيء تستطيع فعله في بطاقات الفيزا ، أستخرجت لزوجتي نسخة من بطاقتي ، وتسمى بطاقة العائلة ، وهذه غالباً ماتكون مجانية ، لذلك كخطوة ذكية أستخدمها كفكرة بطاقة أحتياطية في حالة حدوث فقدان البطاقة ، وفي حالتي قمت بفتح ثلاث حسابات بنكية في ثلاث بنوك مختلفة ، وقمت بوضع أموال في جميع هذه البنوك ، وهي كميات قليلة فقط للأحتياط لحدوث أي طارئ ، وقد حدثت معي أكثر من مره ، أن أجد المتجر من ضمن المتاجر الممنوعة من التعامل مع بنكي الإسلامي ، بالرغم أن المتجر الذي حدثت به المشكلة هو متجر لأنشطة رياضية ، لكن ربما كان بسبب الأسم وشكهم أنه يبيع خمور فتم وضعه في قائمة المنع ، عموماً هذه الخطوات لحماية نفسك في حالة الطوارئ التي قد تحدث في السفر.

7- وللتعرف أكثر على الطرق و الأساليب التي أستخدمها في التخطيط للسفر تجدها في سلسلة التدوينات هنا ( تعلم السفر ).

 

ليقرأ الأصدقاء

  • النقر للمشاركة على X (فتح في نافذة جديدة) X
  • انقر للمشاركة على WhatsApp (فتح في نافذة جديدة) WhatsApp
  • انقر للمشاركة على Telegram (فتح في نافذة جديدة) Telegram
  • اضغط للمشاركة على Pocket (فتح في نافذة جديدة) Pocket
  • انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة) فيس بوك
  • اضغط للمشاركة على Tumblr (فتح في نافذة جديدة) Tumblr
  • اضغط لتشارك على LinkedIn (فتح في نافذة جديدة) LinkedIn
  • اضغط للطباعة (فتح في نافذة جديدة) طباعة
  • النقر لإرسال رابط عبر البريد الإلكتروني إلى صديق (فتح في نافذة جديدة) البريد الإلكتروني
إعجاب تحميل...
التصنيفات :سياحه

Tagged: فرنسا, مواضيع سفر, مدونة رحلات, مسافرون, ايطاليا, تقرير, رحلتي, سفر

6 تعليقات

ريح السنين

يزيد التميمي

Posted on 12 نوفمبر 2017

 

3236806056_7c6b607022_o.jpgريح السنين ، أهات الأنسان ، وعمر مضى يأكل الصدى .. وتبقى أنت لتشقى بكل صمت .. رغم محاولاتك أيها البشع بالتشبه بالبجع ، أنتي أيتها النعامة لن تطيري حتى تكوني كالبجعة ، مثلها جميلة و تطير ، فتذهب محلقة بعيدة كما تشاء دون أن تضع رأسها في الأرض هرباً من صائدها الذي سيلتهمها على طاولة العشاء قبل أن يهم بالنوم ونسيانك كما فعل مع غيرك ليالٍ كثيرة ..

ليقرأ الأصدقاء

  • النقر للمشاركة على X (فتح في نافذة جديدة) X
  • انقر للمشاركة على WhatsApp (فتح في نافذة جديدة) WhatsApp
  • انقر للمشاركة على Telegram (فتح في نافذة جديدة) Telegram
  • اضغط للمشاركة على Pocket (فتح في نافذة جديدة) Pocket
  • انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة) فيس بوك
  • اضغط للمشاركة على Tumblr (فتح في نافذة جديدة) Tumblr
  • اضغط لتشارك على LinkedIn (فتح في نافذة جديدة) LinkedIn
  • اضغط للطباعة (فتح في نافذة جديدة) طباعة
  • النقر لإرسال رابط عبر البريد الإلكتروني إلى صديق (فتح في نافذة جديدة) البريد الإلكتروني
إعجاب تحميل...
التصنيفات :عنق الزجاجة

0 Comments

تلك شجرة الأجاص

يزيد التميمي

Posted on 3 نوفمبر 2017

WA-20171103032755-01.jpeg

نص متهالك .. رثائي في عمي ، والدي ، ووالد نصفي الآخر ، المهندس الزراعي عبدالله التميمي


تقطعت بنا السبل لنعود ، فأخلعوا قميصي للذئاب لتمزقه ، فقد تكسرت أسنان مناشير الشجر الستون عند جذعه ، قيل السبب بإن الجذع مليء بالماء ، و أنا فهمتها أن الماء يعني الخير كتفسير ذاتي ، رغم أنني في وقت سابق قد قتلت شجيرة الصبار بيدي ، لم أكن أعلم أنه بسبب لهفتي لها و إسقائي لها الماء كثيراً سوف يخنقها ويقتلها ، أتتذكري يا أبنت هذا الرجل العظيم يوم أنكِ ضحكت تلك الليلة بعد أن أعلنت وفاة الصبار ونثرت رفاتها على النافذه ، قلت لي أنك لا تعرف كيف تعتني بنبته صغيره فكيف تعتني بنفسك بدوني !

ها أنا أقف عند جذع شجرة الأجاص ، متهولاً ، مبتهلاً ، مذهولاً ، وفيني هرولة بحجم الأرض تتجه إلى الهروب ولكنها بعكس إتجاه الأرض ، وأصوات تمتمات بصدري غير مفهومة ، والماء مرة أخرى ينسكب لكن هذه المرة من عيني ، ويدي تكتب ولكن بنص مختلف عن أي نص قد كتب .. نص خجول في مقام هذا الرجل العظيم المحمل بالثمر ..  فروحه مرّغت بداخلي ، مكّنت لأحرفي أن تعوّي صراخ من صمت.

هذه التربة ، التي لطالما كنت تحرثها بيدك ، أصبحنا الآن نحث بالتراب عليك بعد أن أصبحت داخلها جذع هامد ، أوااه كيف لهذا المهندس الزراعي الذي يخرج من الأرض نبات مختلف ألوانه ، يعود الأن لها ، لم يبتعد يوماً عنها ، ولكنها هذه المره هي التي تضمه بين جنباته ، ونحن نبكي جياعاً من فقدان رؤيته.

يترائى للتائه في جنة الدنيا و كأنه مئذنة شامخة ضد الشيطان ، لا عذر للتيه عندما يقف ، فقبيلته مؤمنة ، كنت كلما أراه أقول لماذا الخوف ؟ تلك براءة الأعماق عندما يصلها هذا الظل من الشموخ ، ورائحة الطيب المنبعثة من لحاء أخشابه ، مهدئة أي خوف يسكنني ، فذلك الظل أحتمي به من وطئة الشمس الساخنه ، قد آثر الزوال ولم يعد لأشجار الحديقة من يحميها ، أقذفوني في الجب لكي لا يراني ذئب يوسف.

أو ردوا روحي المسمومة بقميص يوسف ، أشم روائحه لتستكين أنفاسي.

ليقرأ الأصدقاء

  • النقر للمشاركة على X (فتح في نافذة جديدة) X
  • انقر للمشاركة على WhatsApp (فتح في نافذة جديدة) WhatsApp
  • انقر للمشاركة على Telegram (فتح في نافذة جديدة) Telegram
  • اضغط للمشاركة على Pocket (فتح في نافذة جديدة) Pocket
  • انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة) فيس بوك
  • اضغط للمشاركة على Tumblr (فتح في نافذة جديدة) Tumblr
  • اضغط لتشارك على LinkedIn (فتح في نافذة جديدة) LinkedIn
  • اضغط للطباعة (فتح في نافذة جديدة) طباعة
  • النقر لإرسال رابط عبر البريد الإلكتروني إلى صديق (فتح في نافذة جديدة) البريد الإلكتروني
إعجاب تحميل...
التصنيفات :عنق الزجاجة

12 تعليق

السيد أم السيء : السكر

يزيد التميمي

Posted on 20 أكتوبر 2017

ايها السيد الكريم ، ليس الفقر رذيلة ، ولا الإدمان على السكر فضيلة ، أنا أعرف ذلك أيضاً. ولكن البؤس رذيلة أيها السيد الكريم ، البؤس رذيلة.

هذا النص الحواري السابق لدوستويفسكي من كتابه الشيّق ، العقاب و الجريمة ، والذي سرعان ما تذكرت النص عندما بدأت مسألة التفكير حول وجود السكر في حياتي ! .. بدأت بالتنبه للسكر ووضع المجهر عليه قبل ما يقارب السبع سنوات ، عندما كنت أشاهد برنامجاً حوارياً على قناة الكويت وكان الضيف هو طبيب مختص بالسكر ، وكان يتحدث عن ضرورة تخفيف السكر في المشروبات ، كانت أول ردة فعل لي على هذا الحوار التلفزيوني أن بدأت بمقاطعة السكر في الشاهي ، ومن ثم تلتها مقاطعة السكر في القهوه الأمريكية ، أما اللاتيه وأخواتها من المشروبات فهي من الغائبات عن قائمة مشروباتي المحدودة والمكونة من شاهي بجميع ألوانه ، قهوة سوداء ، قهوة تركية وبدون سكر ، لا أهتم من أستغراب من هم حولي عند شربي لها بدون سكر ، فهي أصبحت بلساني لذيذة ، فقد أعتدت عليها بعد أسابيع فقط منذ أن بدأت بالشرب بدون سكر ، وأستمررت عليها حتى الآن ، إلى درجة أصبحت أتلذذ بطعم أوراق الشاهي وأميزه عندما أغير نوعه ، و أصبحت أكره الشاهي بالسكر ، رغم خلافي مع جدتي حول هذه النقطة ، حيث تنشد في كل مره نتحدث بها عن فكرة ألغاء وجود السكر في الشاهي ، فترد علي بصوت بدوي وهي تغني و تضحك “ لولاك يالسكر ما شربناك يالشاهي ” ،فهي أعتادت على وجوده لسنين طويلة ويبدو من الصعب أقناعها بفراق السكر في الشاهي ، رغم أنها على العكس مني تماماً ، فهي لا تأكل الحلويات و أنا أغرق في الحلويات إلى حد الثمالة ، لا يمر يوم دون أن آكل شيء من الكعك أو الشوكلاته و الأيس كريم ، فهي وجبة رئيسية عندي في وقت العصر مع الشاهي ولكنه كما أسلفت بدون سكر ..

كنت أعلم عن السكر ومخاطره ولكن كنت أكتفي بمقاطعته في المشروبات حتى رأيت الفيلم الوثائقي ” ذاك فيلم السكر ” .

6poijk0po56468

بمجرد أنتهاء الفيلم ، كان قد أعاد فتح أغوار مطمورة بداخلي ، وقام بتوجيه أنظاري من جديد حول أخطار السكر في الطعام على الصحة ، وخصوصاً ما يتم من تلاعب شركات الأغذية من خلال وضع كميات كبيرة من السكر في الأطعمة المباعة في أرفف البقالات لكي تزيد مبيعاتهم ، حيث قام بتجربة شخصية بأن يأكل أربعين ملعقة سكر لمدة شهرين و القيام بملاحظة التغييرات الجسدية والنفسية عليه ، الفيلم مدهش وطريقة الأخراج والشرح رائعة ، جعلتني بعدها أقتنع تمام الإقتناع بالتوقف عن السكر أو على الأقل محاولة الحد منه ، ولازلت مستمراً على هذه الحالة منذ أربعة أسابيع بمحاولة التوقف عن السكر ، وأعلم أن المشوار طويل وصعب ولكن أجده يستحق المحاولة ، فمن نتائجه أن بدأت بملاحظة أن مزاجي في أول اليوم كان متعكر والنفسية غير مستقرة حتى مرور عشرة أيام تقريباً وأصبحت الأحظ أستقرار في المزاج ، ولكن ليس من السهل التوقف عن أكل الحلويات تماماً وإذا توقفت تجد من الصعب التوقف عن وضع صلصات بالسلطات لإنها أيضاً تحتوي على سكر ، فعندما قررت متابعة كل علبة أشتريها وأن أقرأ محتوياتها من السكر كنت أتفاجأ من المنتجات التي تملأ أرفف كاملة هي مضاف لها السكر ، حتى أني شككت بمسحوق تايد أنه تم إضافة السكر له ، وأنا أمزح هنا بالتأكيد ولكن فعلاً بدأت بالتوّجس والشك حول غذاءنا والخطر الذي يحيق بنا و لا نشعر به ..

لهذا قمت بمقاطعة السكر في الغذاء قدر الإمكان ، فمثلاً يوم أمس كنت في مأدبة عشاء وأمامي صحون متنوعة من الحلويات وكان الداعي يقول لي كل مره يراني فيها ، كل يا يزيد من هذا الحلى وأنا أجيبه سوف أأكل بعد قليل ، كنت أستغرب من مشاعري عدم تجيشها و إنفراطها أمام شهوة أكل الحلى ! ، فقد كانت حالتها على غير العادة ، كتفسير بسيط : يبدو أن الهرمونات في جسدي لم تعد في حالة أدمان للسكر كما كانت بالسابق .. لا زلت أقول لنفسي الوقاية خير من العلاج .. ومن الجيّد أن أقاطع ما أعتقده سيكون مضراً لي ..

لمشاهدة الفيلم كامل :

 

ليقرأ الأصدقاء

  • النقر للمشاركة على X (فتح في نافذة جديدة) X
  • انقر للمشاركة على WhatsApp (فتح في نافذة جديدة) WhatsApp
  • انقر للمشاركة على Telegram (فتح في نافذة جديدة) Telegram
  • اضغط للمشاركة على Pocket (فتح في نافذة جديدة) Pocket
  • انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة) فيس بوك
  • اضغط للمشاركة على Tumblr (فتح في نافذة جديدة) Tumblr
  • اضغط لتشارك على LinkedIn (فتح في نافذة جديدة) LinkedIn
  • اضغط للطباعة (فتح في نافذة جديدة) طباعة
  • النقر لإرسال رابط عبر البريد الإلكتروني إلى صديق (فتح في نافذة جديدة) البريد الإلكتروني
إعجاب تحميل...
التصنيفات :تفآريق

Tagged: فيلم السكر, مرض السكري, السكر

28 تعليق

« Older entries    Newer entries »

أبحث هنا

أقسام المدونة

  • Uncategorized
  • قرأت كتاب
  • نافذة
  • تفآريق
  • سياحه
  • طومار
  • عنق الزجاجة

Social

  • عرض ملف Yazeedme-151837121881953 الشخصي على Facebook
  • عرض ملف @YazeedDotMe الشخصي على Twitter

أحدث التعليقات

أفاتار Liquid Memory| ذاكرة سائلةLiquid Memory| ذاكرة… على نهاية عام ٢٠٢٣
أفاتار غير معروفغير معروف على مدينة كومو الإيطالية
أفاتار mishal.dmishal.d على نهاية عام ٢٠٢٣
أفاتار نوار طهنوار طه على نهاية عام ٢٠٢٣
أفاتار MidooDjMidooDj على متنفس

الأرشيف

Follow me on Twitter

تغريداتي

RSS Feed RSS - المقالات

أدخل بريدك الإلكتروني للإشتراك في هذا الموقع لتستقبل أحدث المواضيع من خلال البريد الإلكتروني.

انضم مع 1٬242 مشترك

أقسام المدونة

  • Uncategorized
  • قرأت كتاب
  • نافذة
  • تفآريق
  • سياحه
  • طومار
  • عنق الزجاجة

Return to top

إنشاء موقع إلكتروني أو مدونة على ووردبريس.كوم

  • اشترك مشترك
    • يزيد التميمي
    • انضم مع 1٬121 مشترك
    • ألديك حساب ووردبريس.كوم؟ تسجيل الدخول الآن.
    • يزيد التميمي
    • اشترك مشترك
    • تسجيل
    • تسجيل الدخول
    • إبلاغ عن هذا المحتوى
    • مشاهدة الموقع في وضع "القارئ"
    • إدارة الاشتراكات
    • طي هذا الشريط
 

تحميل التعليقات...
 

    %d